تونس:أنهى الصحفيون التونسيون المجتمعون يوم أمس السبت 15 آب (أغسطس) بمركز ثقافي بالعاصمة مؤتمرهم الاستثنائى المثير للجدل بانتخاب مكتب تنفيذي جديد.ولم يعترف نقيب الصحفيين، الذي قاطع المؤتمر مع أربعة من أعضاء المكتب التنفيذي، بنتائج مؤتمر السبت ووصفه ب "الانقلابي".وقال ناجي البغوري خلال مؤتمر صحفي إن المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين يصرّ على الدعوة إلى عقد المؤتمر الاستثنائي يوم 12 أيلول (سبتمبر) المقبل باعتباره الموعد الشرعي الذي تضبطه اللوائح الداخلية للنقابة بعد استقالة أربعة من أعضاء المكتب التنفيذي. وأعلن في ساعة متأخرة من مساء السبت عن انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي التسعة وهم جمال الدين الكرماوي وسميرة الغنوشي وعادل السمعلي وسفيان رجب والبشير الطمباري ورشيدة الغريبي والحبيب الشابي وعبد الكريم الجوادي وشكري بن نصير، بينهم الأعضاء الأربعة المستقيلين من المكتب التنفيذي. ويعرف جميع هؤلاء بكونهم من المقربين للحكومة أوالحزب الحاكم "التجمع الدستوري". وقد حضر هذا المؤتمر ضيوف أجانب منهم الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب ونقيب الصحفيين المصريين والكاتب العام للنقابة الوطنية للصحافة المغربية والأمين العام للنقابة المصرية. وقالت مصادر من أشغال المؤتمر إن النصاب القانوني للحضور قد اكتمل بتجاوز عدد المشاركين 400 عضوا بالنقابة. مشيرة إلى أنه لم يناقش المؤتمر تقريرا أدبيا أو ماليا مثلما تقتضيه لوائح النقابة، واقتصر الأمر على تلاوة ما سمي بتقرير "اللجنة التحضيرية". وثمّن المشاركون في المؤتمر ما أسموه "الحرص الدائم للرئيس التونسي على مزيد الرقي بالمشهد الإعلامي التونسي"، كما عبّروا له عن خالص الشكر له "لما حققه من انجازات ومكاسب متواصلة لفائدة القطاع الإعلامي عامة والصحفيين بصفة خاصة"، حسب ما ورد في برقية صادرة عن المؤتمر. من جهته؛ شدّد يونس مجاهد نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين في كلمته عند افتتاح مؤتمر نقابة الصحفيين على أنه لا يمكن لأي منظمة خارجية أن تمنح الشرعية أو تسحبها من أحد حتى وإن كانت الاتحاد الدولي للصحافيين. وفي تصريح اعتبره بعض الصحفيين تأييدا ل "المجموعة المنقلبة" على مكتب النقابة، قال مجاهد الذي حضر بصفته كاتبا عاما لنقابة الصحفيين المغربية "إنّ التحديات التي تواجهونها اليوم عادية وطبيعية في حياة كلّ المنظمات، ولطالما عانينا منها في نقابتنا (المغربية) حيث كما نلجأ باستمرار إلى تعديل قوانينا الأساسية"، وتابع "لكنّنا لم نلجأ إلى المنظمات الدولية لحلّ خلافاتنا ولم نستنجد أو نستغيث بهذه المنظمات للبحث عن شرعية معيّنة". جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي للصحفيين أكد في مراسلات سابقة لقيادة النقابة أنّ المنظّمة لن تشارك في هذا المؤتمر وأنّها تأمل في التوصل إلى عقد مؤتمر موحّد، دون أن تساند أحد طرفي النزاع على الآخر. وكانت محكمة العاصمة قد رفضت يوم الجمعة (4/8) الدعوى المستعجلة التي رفعها نقيب الصحفيين بإبطال عقد هذا المؤتمر. وأرجأت المحكمة موعد النظر في أصل الدعوى ليوم 26 تشرين أول (أكتوبر) المقبل.