القاهرة :من داخل سجن المرج الواقع شمال القاهرة أطلق المعارض المصري أمين حزب العمل المجمد مجدي أحمد حسين مبادرة للوقوف في وجه سيناريو توريث الحكم لجمال مبارك.ودعا حسين الذي يقضي عقوبة السجن لعامين بتهمة دخول قطاع غزة بدون الحصول على إذن كافة القوى والتيارات السياسية، لتشكيل لجنة تضم عددا محدودا من الشخصيات العامة وممثلي التيارات السياسية المختلفة، من خلال مبادرة جديدة، بحيث تقوم اللجنة خلالها بكتابة عريضة تطالب برفض التوريث 2011، وأن تقوم بجمع توقيعات المصريين عليها بدءا من الآن. وفي تصريحات خاصة ل'القدس العربي' أكدت زوجة مجدي الدكتورة نجلاء القليوبي التي زارته قبل يومين انه طلب منها ان يتبنى حزب العمل بمشاركة عدد من رموز القوى السياسية تلك المبادرة بهدف إنقاذ البلاد من جمال مبارك الذي بات قاب قوسين أو أدنى من أن يصل لحلمه المنشود في خلافة والده. وقالت نجلاء لقد إلتقيته على مدار تسعين دقيقة وكان يتحدث بحماس شديد عن الكوارث التي ستواجهها البلاد إذا ما قدر لجمال مبارك أن يتولى مقاليد الحكم. وأشارت إلى أنه أطلعها بأن المعارضة سوف تكون أقل الخاسرين إذا ما قبلت الأحزاب المناوئة للحزب الحاكم الدخول في صفقة معه. وشددت على أنها سوف تقوم بإطلاق دعوة المعارض الذي زار قطاع غزة عقب الحرب الأخيرة من أجل تقديم الدعم المعنوي لأهالي القطاع لمختلف قادة أحزاب المعارضة. وحول الأوضاع الصحية لمجدي أشارت إلى انه ما زال يشعر بآلام مبرحة في العمود الفقري وأنه يحتاج لجراحة عاجلة غير أن السلطات الأمنية ترفض حتى الآن الإستجابة لمطالبه بالرغم من شهادة طبيب السجن الذي أكد خطورة حالته. وكشفت نجلاء في تصريحاتها ل'القدس العربي' عن مفاجأة مفادها أن مجدي يقيم في سجن بمفرده أسس حديثاً وهو ملحق بسجن المرج. وقالت إن السلطات تحرص على أن يكون حبسه إنفرادياً لكي لا يختلط بالسجناء الجنائيين أو غيرهم من صغار الجنود ويقوم بحملات تنوير لهم لحضهم على الإنضواء تحت لواء المعارضة من أجل المشاركة في حملة عصيان ضد نظام الحكم. غير أن نجلاء اكدت بأن السلطات وافقت على إمداد مجدي بالصحف والطعام والأدوية وتزوره الأسرة مرة أسبوعياً وأشار مجدي في بيانه لقوى المعارضة المختلفة إلى أن اللجنة يمكن أن تتولى الحكم الانتقالي لمدة عام، تجرى بعدها انتخابات نزيهة بإشراف قضائي كامل للمجلس التشريعي ورئاسة الجمهورية، أو أن تتخذ موقف المراقب أو المحلل لاحتمالات التوريث، مقترحا أن يكون شعار الحملة 'لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا، وأننا لسنا تراثا أو عقارا ولن نورث بعد اليوم'. وطالب مجدي القوى السياسية والوطنية بتجميع قواها من جديد، خاصة الشباب والقوى الشعبية الجديدة التي نزلت مؤخرا إلى ميدان العمل العام. وشدد على أن أي تراجع أو نكوص عن مقاومة سيناريو التوريث سوف يؤدي لسقوط سريع للبلاد في دوامة الفقر والفوضى وأن وصول مبارك الإبن للسلطة سيؤدي لإتاحة رجال الأعمال الذين إستفادوا من السلطة عبر صعود نجمه للهروب بما حصلوا عليه من أموال وثروات بدون أن يقفوا أمام القضاء الذي تطمح إليه مصر كلها التي يرغب أهلها في أن يشهدوا اليوم الذي يرون فيه لصوص المال العام ومن عاونوهم من المسؤولين يتعرضون لمحاكمات عادلة للقصاص منهم. وحول مبادرة أمين حزب العمل المقرر أن يبقى في السجن حتى نهاية عام 2010 أكد حسن ابراهيم احد قيادات حزب العمل بأنها مهمة للغاية ومن الجدير بقوى المعارضة المختلفة أن تهب للترويج لها والنزول للشارع من اجل لفت أنظار المواطنين لخطورة سيناريو التوريث على مستقبل الأجيال المقبلة، وذلك لأنه سوف يسفر عن تعضيد نفوذ دولة رجال الأعمال ويقضي على مصالح الغالبية العظمى من الجماهير. جدير بالذكر أن صورة النظام المصري تضررت كثيراً من الحكم الذي صدر ضد أمين حزب العمل بسجنه لعامين بسبب سفره لغزة. واعتبر المراقبون الحكم بأنه يمثل عاراً للنظام الذي أقدم على حبس معارض مرموق لا لشيء إلا لأنه قرر السفر لنصرة الشعب الفلسطيني المحتسب الصابر والذي يواجه أعتى نظم الإحتلال وسط صمت عربي مخز. ويحرص حسين كلما زارته زوجته أو أي من أفراد أسرته على الدعوة لنصرة الشعب الفلسطيني والتنديد بالحصار الظالم المفروض عليه وإغلاق معبر رفح. جدير بالذكر أن المبادرة التي كان أطلقها نقيب الصحافيين مكرم محمد أحمد من أجل حض الرئيس مبارك على أصدار قرار بالعفو عن أمين حزب العمل قد توقفت لأسباب غامضة. 'القدس العربي' من حسام أبوطالب