خبير في المناخ: إرتفاع حرارة البحر في تونس ينذر بخطر كبير    الأولى من نوعها ... تظاهرة مخصصة للكفاءات الطبية التونسية المقيمة بالخارج    منظمة الأرصاد الجوية تحذر و تنبه : موجة حرّ تضرب أوروبا... والقاتل الصامت يرجع!    الاتحاد المنستيري يعلن عن انتداب شريف بوديان وعزيز عبيد    البطولة الفرنسية : جيرو يوقع عقدا لمدة عام واحد مع ليل    كأس العالم للأندية: برنامج الدور ربع النهائي    إنتقالات: مهاجم المنتخب الوطني في طريقه لخوض تجربة إحترافية جديدة    غوف تودع ويمبلدون من الدور الأول    عاجل/ في نشرة متابعة للوضع الجوي..أمطار رعدية بعد الظهر..    المرسى: 12 سنة سجناً وغرامة مالية ب20 ألف دينار لمروّج مخدرات داخل الملاهي الليلية    إثر أزمة صحية مُفاجئة : وفاة الفنان المصري الشاب أحمد عامر    كيفاش تستغل دارك والا محلك وتدخل منهم فلوس؟    رصد موجات تنبئ بتسونامي في المتوسط.. ما حقيقة الفيديو الذي أثار الرعب..؟!    بعد 57 عاما.. إدانة تسعيني بأقدم جريمة قتل في بريطانيا    كرة القدم: أتلتيكو مدريد يتعاقد مع الإيطالي ماتيو روجيري لمدة خمسة مواسم    عاجل : النادي الإفريقي يتعاقد مع هذا الحارس    الحرس الثوري الايراني: سنرد على التهديدات بأساليب جديدة وشاملة    رئيس الجمهورية يشدد على ضرورة الإسراع بوضع نظام قانوني جديد يحفظ حقوق الأطبّاء والإطار شبه الطبّي والعُمّال    أسامة الرمضاني يكشف عن تعرضه للسحر: "علاه شعملتلكم؟!"    تفاصيل مثيرة في عملية حجز 43 كلغ ''كوكايين'' في صفاقس    معبر غار الدماء: إمرأة تُهرّب المخدّرات بطريقة غريبة...التفاصيل    وزارة الفلاحة تصدرا بلاغا تحذيريا..#خبر_عاجل    شنوة عامل في دارك و القباضة تقيّمها أغلى من جارك؟    ماهر الهمامي يدق ناقوس الخطر: "الفنان التونسي وصل إلى القاع... وقانون الفنان طوق نجاة لا يحتمل التأجيل"    خبز الشعير أم السميد؟ أيهما الخيار الأفضل لصحتك؟    إيران تحذر من "النهج المدمر" لدول أوروبية    عاجل/ مقترح هدنة جديد ووقف لاطلاق النار في غزة..وهذه التفاصيل..    طقس اليوم الأربعاء    الديوانة تحبط عملية تهريب تاريخية للكوكايين بصفاقس: الكمية تتجاوز 43 كلغ وقيمتها تفوق 12.8 مليون دينار    وزير السياحة يلتقي ممثلي الجامعة التونسية للمطاعم السياحية والجمعية التونسية لمهنيي فن الطبخ    رئيسة الحكومة تعود إلى تونس بعد مشاركتها في أعمال المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية    وفاة الفنان المصري أحمد عامر    عاجل/ اخترقوا بيانات حسّاسة لستة ملايين من عملائها: هذه الشركة تتعرض للقرصنة..    موسم الحبوب: تجميع 8.325 مليون قنطار    بومهل البساتين.. الحرس الوطني يطيح بمروع المواطنين قرب "ازور سيتي"    بنزرت: وفاة عامل كهرباء بصعقة كهربائية    وزيرة المالية.. تسجيل فائض في ميزانية الدولة بنحو 2 مليار دينار مع نهاية مارس    كيف تؤثر حرارة الصيف على مزاجنا وسلوكياتنا اليومية؟    تاريخ الخيانات السياسية (2)... قصّة أبي رُغال في هدم الكعبة    عاجل/ قريبا.. هذا موعد الإنتهاء من مشروع "جسر الطاقة" بين تونس وإيطاليا    إطلاق إستشارة عمومية حول مشروع كُرّاس الشروط المتعلق بممارسة نشاط خدمة شحن السيّارات الكهربائية    هدى بوسيف رئيسة جمعية تواصل بايطاليا: " نعمل على تعليم أطفال المهجر و علاج أطفال الداخل "    عاجل/ أوّل تصريح من وليد التونسي بعد شائعة وفاته    الدكتورة بن فرج: ''هزّان الحلق خطير برشا...الّي يُخرج من فم صغيرك هي سوائل طبيعية مش بلغم''    "نغمات 3" في مدينة الثقافة:الدخول مجاني لسهرة الطرب و"الربوخ"    أشغال صيانة على الطريق السيارة أ1: دعوة إلى الحذر وتخفيف السرعة    صبّ المال وهات"... أغنية جديدة للفنانة زازا "    تقوم من النوم تاعب؟ هذا الحلّ    البحر المتوسط يُسجّل أعلى درجة حرارة في جوان المنقضي    وزير التجارة يدعو الى استغلال الفرص المناحة لتحقيق عقود تجارية تعود بالنفع على الميزان التجاري    رئيس الغرفة الوطنية للدواجن: ''الإنتاج وفير والأسعار معقولة''    مهرجان مالطا السينمائي لأفلام البحر المتوسط : الفيلم التونسي "وين ياخذنا الريح" لآمال القلاتي يفوز بجائزة النحلة الذهبية لأفضل فيلم طويل    فلاحة : متابعة المراقبة والتصديق على حصص بذور الحبوب الممتازة بعدد من الشركات المنتجة للبذور    ثنائية ليوناردو تقود الهلال إلى فوز كبير على مانشستر سيتي في كأس العالم    أولا وأخيرا: «قرط» وتبن وقش    استبدال كسوة الكعبة مع بداية العام الهجري    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باقون في الفلسفة...!!: نبيل عودة
نشر في الفجر نيوز يوم 17 - 09 - 2009

خرجت سيرين وفي أعقابها مخلص للإستراحة بعد المحاضرة الأولى، وهما بحالة حيرة عظيمة من قدرتهما على الاستمرار بدروس الفلسفة ضمن دراستهما الجامعية. كانا يظنان ان الفلسفة تشاطرٌ لسانيّ وثرثرة تشد المستمعين لأحاديثهما، فاذا هما أمام اصطلاحات ونظريات وتعريفات وأساليب تفكير وتحليل أخرستهما، وجعلت ثرثرتهما المشهورة داخل أوساطهما العائلية، انخراساً وغرقاً في التأملات والاضطرار الى "حفظ بصم" للاصطلاحات، وأحياناً دون القدرة على الوصول الى معانيها الواضحة المفهومة والدقيقة. قال مخلص وكأنه يخاطب نفسه:
أخجل ان أقول لوالدي أني أريد ان أغير موضوعي، لأنه يعتبرني فيلسوفاً من الولادة، كيف سأشرح له ان الفلسفة أكثر صعوبة من دراسة الهندسة مثلاً..؟
نظرت سيرين لتعابير وجهه الحائرة، وهي تمنع دموعها من الانحدار على وجنتيها:
- والدي دفعني بحماس لهذا الموضوع.. لأني حسب ظنه فيلسوفة العائلة ويجب ان أصبح فيلسوفة بشهادة رسمية.. ليته يحضر محاضرة واحدة ليعرف الى أي مأزق دفعني.. مشكلتي صعبة يا مخلص.. أخاف اذا غيرت الموضوع ان يمنعني من الدراسة الجامعية ويقعدني في البيت بانتظار ابن الحلال.. الجامعة هي الفضاء الذي وجدت فيه أنسانيتي.. وتحررت روحي من مخاوفها...
- وما الحل يا سيرين؟
- انا قررت قبول التحدي. الذين درسوا الفلسفة لم يكونوا أكثر ذكاء مني أو منك.. ولابدّ أنهم ندموا مثلنا في البداية...
- ستبقين في الفلسفة إذن؟
- مجبرة يا مخلص، نوع من التحدي، أنا غير معتادة على الفشل.
- إذن سأظل معك.. أعني في الفلسفة..
ابتسمت بخبث وهي تشعر بسعادة خاطفة من تلميحات مخلص، أو فلتة لسانه. مد يده نحو يدها متردداً، وهما يتحركان عائدين للمحاضرة الثانية:
- هل تسمحين؟
ترددت للحظة، ربما حياء من المرة الأولى.. ثم دفعت كفة يدها الصغيرة بكفة يده الكبيرة، فضغطها بلطف جعلها تشعر بدقات قلبها تتسارع. ابتسمت وهي تشعر ان قرارهما في البقاء سوية، يمدها بمعنويات جديدة، وشعور من القوة لم تعرفها منذ بدأت دراستها الجامعية قبل نصف شهر.. وتتخلى لأول مرة عن خوفها مما ستواجهه من صعوبات في دراستها.
جلسا متقاربين لأول مرة منذ تعارفا كزملاء دراسة. ولم يكن من الصعب ان يلاحظ الطلاب ان تغييراً هاماً وقع خلال دقائق الاستراحة..
دخل المحاضر، وهو انسان كثير الابتسام، مليء بروح الدعابة، ويملك قدرة نادرة على إختراق تفكير الطلاب ومخاوفهم وحيرتهم... كعادته تأمل الوجوه.. ونظام الجلوس، ولاحظ ان تغييرا ما جرى في جلوس الطلاب، فقال وهو يخرج أوراقه:
- يبدو اننا نتقدم جيداً.. كل تغيير ألاحظه في الصف يعني لي الشيء الكثير..
لم يوضّح قصده، لكن سيرين شعرت انه يعنيها هي ومخلص فاحمرت وجنتاها.. وابتسمت بحياء.
- اريد انتباهكم اليوم لموضوع مهم في تطوير قدراتكم الفكرية التحليلية.. لا تجفلوا من الاصطلاحات.. افهموا مضمونها كما أشرحها لكم، وأشكال تفاعلها وعملها في الواقع الانساني والمجتمع والعلوم واحفظوها،.. اذا فهمتم تطبيقاتها، ستصبح ميسّرة لكم، وتتحول إلى ميزة من تفكيركم، وهذا ما يجعلكم مختلفين للأفضل عن أترابكم... وبالتأكيد تثري فكركم وقدرتكم على الملاحظة الدقيقة لما يحدث حولكم من أحداث وطروحات فكرية وتطورات، وفحصها، عبر المقارنة والإدراك، وعبر ثروة المعارف المكتسبة.. وإقرار موقفكم الذاتي، والمبرر من قبلكم بحقائق وليس بعواطف...
العلم كما تعلمون هو ميدان يبحث في مختلف جوانب الحياة بصفتها نسقاً متكاملاً، وهو أحد أهم ميادين النشاط البشري. ولكن للعلم منطقه. منطق العلم.وتعبيره اللاتيني " لوجيكا ". اذن اللوجيكا هي المنطق العلمي.. والمنطق العلمي يرفض أي منطق آخر لا يعتمد على المعرفة والإثبات المدرك وليس بالاعتماد على اللغو والحكايات والتخيلات مهما كان مصدرها ومهما كان تقييمها عظيماً من البعض.
لا توجد ظاهرة في الطبيعة او الحياة او العلوم أو المجتمع، او عالم السياسة.. لا تفسير لها.. قد يكون تفسيراً ناقصاً، ولكن له اسسه التي تقود الى اكتمال معرفة الظاهرة.
اذت تعالوا نتفق ان لا نتحدث عن مواضيع لا قاعدة علمية او معرفية او حسية لها. حاولوا من اليوم ان تتصرفوا كفلاسفة، لا تخضعوا لما نشأتم عليه الا بعد ان تتأكدوا من يقينكم العلمي، لأن الفلسفة هي انتصار العقل على النقل والتأويل. وانتصار المعرفة المبررة على المتخيلات بكل انواعها. اتركوا الحكايات للعجائز، لا شيء يخسرونه ولا شيء جديد يكسبونه. اما انتم فقد تخسرون عقولكم وتقدمكم نحو القمة بين أصحاب العقول الذين جعلوا من "اللوجيكا" – المنطق العلمي... مقياسا للحقيقة وقاعدة عقلية في قبول او رفض الطروحات المختلفة.
وهنا انتبه المحاضر الى ظاهرة بعثت السرور في نفسه، فتوقف عن محاضرته وتوجه بحديثه الى سيرين، التي كانت ترفع يدها اليسرى وباليد الأخرى تضغط مرتبكة بعض الشيء على يد مخلص، الذي حلم ان يستمر الحال لأطول وقت:
- أهلا بك سيرين في عالم الفلسفة.. هاتي ما لديك؟
- أفهم انك توجه نقداً ونفياً لما نشأنا نحن وأهلنا عليه، انت لاتعني قصص الطفولة، انما العقائد التي شكلت وعينا ومسارنا ومناهج حياتنا..؟
- ليس هذا موضوعي يا سيرين.. إيمانك بما تشائين هو قرارك الخاص. ولكن ما حاولت قوله ان تجعليه مبرّراً بالعقل العلمي. اذا صدقت خراريف جدتك عن الجن في مصباح علاء الدين، وقصص الخوارق التي كانت سحرتنا ونحن صغار ووسعت خيالنا، وجعلتيها حقائق لا يعلو اليها الشك... الآن حان الوقت لتبحثي عن تبرير علمي لها.. وما أقصده حان الوقت لتنتقلي من عالم الطفولة الساحر الى عالم العقل الأروع.
- واذا لم نجد لقصص طفولتنا تبريراً علمياً..؟
- تلك مشكلتك العقلية، هل خيارك ان تبقين في عقل وإدراك طفل؟ أعرف ان الانتقال من فكر التلقين والاستماع والدهشة الطفولية الى مرحلة العقل والمعرفة والإدراك، عملية صعبة. للأسف مناهجنا التعليمية عاجزة عن تحضير الطلاب لمواجهتها. من حقك ان تقتنعي بما تشائين.. السؤال كيف تقيّمي قناعاتك بمنظار علمي.. او معرفي، وأضيف ان قيمة الفلسفة هي القدرة على الوصول الى حقائق عبر التفكير المجرد بالاعتماد على مجموعة المعارف والقدرة على إدراك منطق الأشياء. الإنسان بطبيعته مفكر، من المستهجن ان هذه الصفة هي أول صفة تقمعها التربية في مجتمعاتنا. لذلك رجائي، لا تخافوا من التفكير والشك في كل ما يبدو ثابتاً حقيقياً، هذه ميزة الفلسفة الجوهرية، بدونها أنتم حطابون وسقاة ماء....
جلست وهي تزيد ضغطها على يد مخلص، الذي همس لها: "رائعة، انت الآن في المسار الصحيح" وكتب لها على قصاصة ورق: "لم أعد أستطيع إخفاء مسألة هامة، أحبك بكل المنطق العلمي وغير العلمي يا سيرين".
- انتبهوا هناك.. الآن سنتقدم خطوة أخرى للأمام.. هناك ما يسمى المنطق العلمي "الانديكتيفي". بالتأكيد كلكم قرأتم كما آمل روايات او شاهدتم أفلاماً عن المحقق الأسطوري شارلوك هولمز.. من لم يقرأ ليقرأ الآن رواياته ليفهم بشكل مبسط ماذا تعني كلمة "انديكتيفي".
شارلوك هولمز كان يتبع ما يعرف بالطريقة الانديكتيفية في الوصول الى الحقيقة وكشف المجرمين.. وتعني هذه الطريقة دراسة المعطى الواحد وصولاً الى سائر المعطيات، والبحث في تفاصيل كثيرة ومقارنتها ببعضها البعض، من أجل استخلاص القاسم المشترك بين كل المعطيات التي تجمع من ساحة الجريمة ومن تفاصيلها المختلفة. وبذلك برع في حلّ ألغاز الجرائم المعقدة. صحيح ان هذا من عالم الخيال القصصي ولكن نفس الطريق متبعة اليوم في أقسام الشرطة التي تحقق بالجرائم. ونفس الطريقة متبعة اليوم في العلوم الطبيعية على الأخص، اذ عبر التجارب والمراقبة واستخلاص القاسم المشترك للظاهرة أو الظواهر الطبيعية، نصل الى إقرار قواعد وقوانين علمية. واذا اتبعتم نفس الطريقة في تفكيركم بالأشياء والقناعات الموروثة او الطارئة التي تتخوف منها سيرين حتى هذه اللحظة ستصلون الى حقائق جديدة. بدون ذلك لا خبز لكم في الفلسفة.. عقلكم مصادر ولا فائدة لكم منه... اذهبوا لتكنيس الشوارع...
سيرين ومخلص، الى جانب اني سعيد من أجلكما، وأرى توهج عيونكما وغياب كآبتكما أريد ان لا تفقدا إحساسكما في المكان والانتباه لموضوع بحثنا اليوم...
انفجر الضحك بين الطلاب..
ووجد مخلص الجرأة ليطلب الكلام
- تفضل خطوة مباركة.. هل هي الغيرة من سيرين؟.. هات ما عندك..
حتى أتأكد من فهمي لما تسمية علم المنطق الإنديكتيفي، تعني ان التجارب والمراقبة، هي طريق لفهم ظواهر علمية.. مثلا أشجار الفواكه كلها، وليس تفاحة نيوتن فقط.. وغيرها من الأشجار، دائماً ثمارها تسقط الى أسفل وليس الى الجانب او الى فوق.. من هنا يمكن ان نستنتج حقيقة علمية سبقنا اليها بثمن ضربة على الرأس العالم نيوتن.. وبذلك هذه الظاهرة ساعدت على تطور العلوم.. بل وأحداث ثورة علمية!
- ممتاز يا مخلص.. الآن يمكن تطبيق نفس اسلوب المراقبة على العديد من الظواهر.. بما فيها الظواهر الفكرية، او عالم الحيوانات والطيور، وحتى عالم البشر...
واندفعت سيرين مقاطعة:
- عندي اضافة اذا سمحتم لي... اسلوب شارلوك هولمز ذكرني بمقطع من رواية عنه قرأتها قبل فترة قصيرة، تتعلق بالقدرة على فهم ما حدث من تغيير وليس الرقابة والتجارب فقط.. وأعني القدرة على تحديد الأمر الأساسي...
واستمرت دون ان تتوقف لتحصل على اذن المحاضر:
- كان هولمز يطارد مع معاونه مجرماً هارباً، في الليل نصبوا خيمة صغيرة وناموا داخلها في الخلاء. استيقط هولمز ونظر الى النجوم والقمر.. وأيقظ معاونه، قال له:
- انظر الى السماء وقل لي ماذا ترى؟
نظر المعاون وقال بعد تفكير مقلدا أسلوب سيده شارلوك هولمز:
-أرى ملايين الكواكب، واستنتج من ناحية علم الفلك، انه يوجد ملايين الكواكب السيارة وملياردات النجوم، ومن مستوى سواد الليل استنتج ان الساعة قريب الثالثة صباحا، ومن ناحية علم التنجيم استنتج ان كوكب زحل في برج الأسد اليوم.ومن ناحية علم الأرصاد الجوية استنتج ان اليوم سيكون جميلا ومشمسا، ومن ناحية لاهوتية استنتج ان الله هو القادر على كل شيء، واننا نحن صغار وعديمي أهمية.. كيف ترى ملاحظاتي يا معلمي؟
- انت عظيم الغباء يا معاون، لم تلاحظ أهم شيء، بأننا ننظر الى السماء مباشرة لأننا بدون الخيمة التي نمنا داخلها.. مما يعني ان الخيمة سرقت ونحن نيام؟!
نبيل عودة – كاتب وناقد واعلامي فلسطيني – الناصرة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.