دمشق:ما إن يبدأ العيد أيامه وطقوسه السورية حتى تأخذ حالات الإسعاف بالوفود واحدة تلو أخرى إلى المستشفيات العامة والخاصة مخترقةً بهجة العيد وأيامه السعيدة.مستشفيات دمشق استقبلت في اليوم الأول من أيام العيد المئات من المصابين الذين تتشابه حالاتهم في كل عام، فحالات الكسور الناتجة عن الأراجيح والألعاب الدورانية احتلت الصدارة بين حالات الإسعاف، ويضاف إلى أسبابها الحوادث المرورية التي تزدهر في ظروف الازدحام خاصة وأن الأطفال هم الأكثر تجولاً فيه، حتى استقبل إسعاف الحوداث بمستشفى دمشق في اليوم الأول من أيام العيد ما يقارب 250 حالة من حالات الكسور متنوعة الأسباب، ناهيك عن العديد من حالات الرضوض المختلفة والمتفاوتة الشدة كما يؤكد الأطباء في المستشفى. ولم تخل عيادات الإسعاف في المستشفى من حالات "الحروق المشرشرة" الناتجة عن إمساك الألعاب النارية واللعب بها، وهي الحالات التي عادةً ما تترافق مع ازدياد هذه الألعاب وتداولها بين الأطفال، ومحدودية التحذير منها. وكذلك الحال في إسعاف الأطفال الذي شهد وفود قرابة المئة وخمسين حالة متنوعة كان لالتهاب الأمعاء نصيباً كبيراً منها، وهو ما ربطه عدد من أطباء الأطفال بما يتناوله الأطفال من مأكولات وحلويات مكشوفة وغير موثوقة في هذا اليوم، وكذلك الخلط بين أنواع وأصناف كثيرة من الطعام والحلويات المقدمة بكثرة في العيد. فيما ترد عيادات العينية في مستشفيات دمشق حالات مختلفة الشدة من الإصابات العينية الناتجة عن لعبة "بندقية الخرز"، والتي تسبب أذيات مختلفة في العين قد لا تتمكن عيادات الإسعاف في المستشفيات من معالجتها فترسل إلى مستشفى العيون في مجمع ابن النفيس الطبي، حيث يؤكد الأطباء هناك أن الإصابة بهذه "اللعبة" قد تنتهي بفقدان الطفل للرؤية في العين المصابة في بعض الحالات، وهو ما لا يدركه الأهل حين يفسحون المجال لأبنائهم باللهو بها. لحظات العيد قد تكون أكثر بهجة لو أنها نالت من الرعاية والاهتمام ما يمنع منغصاتها من الظهور، فمعظم الأسباب التي تنتهي بالأطفال في المستشفيات تعود لأشياء محظورة، لكن حظرها لا يلقى جدية تجعلها تغيب عن مرأى الجميع في الأسواق!