فيينا - الفجر نيوز: ما يزال الارتفاع الملحوظ بنمو عدد أبناء الجالية الإسلامية، وخصوصاً في صفوف النمساويين المسلمين يثير "قلق ومخاوف" مختلف الأوساط السياسية والحزبية والدينية وحتى داخل منظمات المجتمع المدني في النمسا. فقد أكدت (الجمعية النمساوية للتفاهم بين الناس)، وهي جمعية أهلية تٌعنى بالشؤون الاجتماعية والدينية أن الجالية الإسلامية ستصبح بحلول العام 2010، ثاني أكبر طائفة في المجتمع النمساوي بعد الطائفة المسيحية الكاثوليكية التي ما تزال تتصدر المركز الأول، متقدمة بذلك على معتنقي الديانة المسيحية الإنجيلية في التعداد السكاني على مستوى النمسا كلها. وأشارت الجمعية النمساوية في دراستها التي بُنيت على أساس أحدث استطلاع للرأى إلى ما وصفته ب "التطورات الدراماتيكية" للتراجع الحاد بعدد النمساويين الذين ينتمون إلى مختلف الطوائف المسيحية في النمسا وبقية الدول الأوروبية وفي هذا السياق، أوجز رئيس الجمعية النمساوية للتفاهم بين الناس، يوزيف هوشتل وهو نائب سابق في البرلمان النمساوي عن حزب الشعب المحافظ في مقاطعة فيينا، خلال مؤتمر صحافي عقده اليوم نتائج الاستطلاع الذي قام به فريق عمل ينتمي إلى الجمعية المذكورة على عينة من النمساويين الذين تم اختيارها بطريقة الصدفة، وشدّد على مناشدة كافة المسؤولين في الكنائس المسيحية إعادة النظر في مناهج التبشير والتعليم والتوعية بمبادئ وأهداف وقيّم الدين المسيحي بشكل عام، والتركيز على فتح حوار شامل من ممثلي معتنقي الدين الإسلامي. وحسب استطلاع الرأى للجمعية النمساوية، فقد تبيّن أن عدد النمساويين الذين يعتنقون البروتستانتية الإنجيلية قد تراجع بشكل ملحوظ عن المعدل المسجل في العام 1971، أي بعد 36 عاماً، وهو 447 آلاف نسمة، إلى 326 ألف نسمة. كما أكدت نفس الدراسة النمساوية تراجع عدد المواطنين النمساويين الذين يعتنقون الكاثوليكية من 6.548 مليون نسمة إلى 5.631 مليون نسمة أي بانخفاض اقترب من المليون نسمة أما بالنسبة لعدد أبناء الجالية الإسلامية والمسلمين النمساويين في المقابل، فقد سجل نمواً ملحوظاً بلغت 15 ضعفاً عما كان عليه في العام 1971، حيث كان عددهم 22300 نسمة، مقابل 339 ألف نسمة حسب آخر احصاء جرى في البلاد من جهة ثانية، ذكرت الجمعية النمساوية للتفاهم بين الناس وجود ارتفاع كبير بعدد النمساويين الذي لا ينتمون إلى أي من الديانات المسيحية أو الإسلامية أو اليهودية، واشارت إلى تدني عدد المسيحيين الكاثوليك والبروتستانت في حضور الصلاة والقداس في الكنائس. ورأى يوزيف هوشتل أن التراجع الحاد بعدد المسيحيين الكاثوليك أو البروتستانت أو الأرثوذكس أو الأنجيليين بات يشكل تحدياً لكل مواطن مسيحي. وشدّد على القول "في إعادة النظر باصول وأحكام التبشير المسيحي بشكل عام، مع التركيز على أهمية أسلوب التفاهم بين الناس والطلب من كل مواطن مسيحي عدم السؤال عما تفعله الكنيسة هذه أو تلك من أجله، بل شرح ما يمكنه القيام به من أجل التبشير ونشر القيّم والمبادئ المسيحية". كما دعا رئيس الجمعية النمساوية للتفاهم بين الناس كافة المسؤولين المعنيين إلى ضرورة استئناف حوار بناء وشامل مع المسلمين، وذلك انطلاقاً من أن "الرغبة في الحوار تشكل قاعدة أساسية للتفاهم حول الكثير من القواسم المشتركة وتكريس القيّم والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، والسبل الكفيلة باحتواء شتى مظاهر العنف والتطرف" من جهة ثانية، أكدت أحدث نشرة إحصائية رسمية أن عدد المواليد في النمسا قد انخفض بشكل كبير خلال العام 2007 بشكل ملحوظ. وأوضحت الاحصائية أن عدد المواليد انخفض خلال الفترة من كانون الثاني/يناير إلى تشرين الأول/أكتوبر الماضي بمعدل 1173 عن نفس الفترة من عام 2006، والذي وصل إلى 64420 طفلاً وطفلة. وأشارت نفس الاحصائية إلى أن عدد المواليد في النمسا انخفض إلى 200 ألف خلال السنوات العشر الماضية، ومن المتوقع أن يتراوح هذا الرقم ما بين 1.6 مليون إلى 1.2 مليون طفل في منتصف العام 2020. ومع ذلك أكدت الاحصائية أن مجموع عدد سكان النمسا حالياً قد ارتفع إلى 8.3 مليون نسمة، متأثراً بنمو الهجرة واندماج عدد كبير من الأوروبيين بالمجتمع النمساوي