الجزائر:المتهم (ش. م) قال لقاضي التحقيق لدى القطب الجزائي المختص في قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة، إن أول ما سمع عن اسم ودور ''بيار فالكون'' في صفقة السيار شرق - غرب، سمعه مباشرة من لسان المدير العام للمجمع الصيني ''سيتيك سي أر سي سي'' في الجزائر، الذي قال له إنهم ''حصلوا على الصفقة بفضل خدمات فالكون وعلاقاته مع شخصيات نافذة في الحكومة الجزائرية''، ذكر منها بالاسم وزير الخارجية السابق محمد بجاوي. وفي ذات اللقاء أبدى المدير العام للمجمع الصيني لمحدثه الجزائري كامل الاستعداد لإمضاء اتفاق جديد لخدمات ما بعد الحصول على الصفقة، لتخطي ''الإجراءات البيروقراطية المالية والتقنية'' التي واجهت عمل الشركة، لكنه اشترط عليه صراحة التنسيق مع المجموعة الفرنسية بقيادة ''بيار فالكون''، قناعة منه بأن أي محاولة لتجاوزه ستجر الصينيين إلى مشاكل إضافية، وهو ما يعكس القناعة الراسخة لأغلب مسيري الشركات الأجنبية بأن وجود ضامن فرنسي ضروري لإتمام أي عمل مع الجزائريين. وعندما حدث الاتفاق واستدعى المجمع الصيني الوسيط (ش. م) للقاء مديره العام في العاصمة بكين، وعرض عليه عمولة تصل نسبتها إلى 22 بالمائة من قيمة ما تبقى من ثمن الصفقة، تم اللقاء والاتفاق بحضور ''بيار فالكون'' مرة أخرى، الذي ظل بحسب ما يفهم من اعترافات المتهمين يتقاضى نصيبه من العمولات والرشاوى التي دفعها الصينيون، مقابل تحرير مبلغ 400 مليون دولار المتبقي من ثمن صفقة ومنح المجمع الصيني كل ما طلبه من تأشيرات العمل والإقامة للعمال المستقدمين من الصين، وتوفير طلبياته من المواد المتفجرة والزفت لشق وتعبيد الطريق. وهو ما يعني أن العمولة التي أقر الوسيط (ش. م) أنه استلمها فعلا من الصينيين، وهي 30 مليون دولار و10 ملايير سنتيم، لا تشكل إلا الجزء الأقل من إجمالي ما دفعوه، لقاء ''تسهيلات'' إنجاز الطريق السيار شرق - غرب، في حين يبقى الجميع متكتما على تفاصيل العمولات التي دفعت لبيار فالكون وشركائه مقابل تدخلهم لمنح الصفقة للصينيين، على الأقل بحسب ما يعتقد هؤلاء. وتنقل الإفادات التي تحصل عليها قاضي التحقيق أن بيار فالكون كان مدعوا إلى جانب خبراء ورجال أعمال جزائريين آخرين، لحضور اجتماع وزاري عالي المستوى لمناقشة تمويل وإنجاز مشروع السيار شرق - غرب في بدايته، مع كل من وزير المالية عبد اللطيف بن أشنهو والخارجية محمد بجاوي والطاقة والمناجم شكيب خليل والأشغال العمومية عمار غول، لكن ''شكيب خليل رفض المشاركة في الاجتماع معترضا على حضور رجال أعمال في اجتماع حكومي رفيع المستوى'' يشارك فيه وزراء يحملون حقائب سيادية. ويعتقد أيضا أن رجل الأعمال الفرنسي كان وراء الاقتراح الذي تم تداوله في بداية الأمر بأن يتم إنجاز الطريق السيار شرق - غرب على أساس أن يقبض الصينيون ثمنه بترولا بدل المال، وتعهد بتذليل العقبات أمام إقناع الصينيين بقبول العرض، لكن هذه الفكرة التي راقت في البداية لوزير المالية عبد اللطيف بن أشنهو سحبت في الأخير. ولا يعرف الكثير عن علاقة ''بيار فالكون'' بالرئيس الأسبق لمحكمة العدل الدولية، لكن الرجلين عملا جنبا لجنب في مقر منظمة اليونسكو بفرنسا، حيث كان بجاوي يمثل الجزائر ويمثل ''فالكون'' أنغولا في المنظمة الأممية منذ العام ,2003 في خطوة لم تخف الحكومة الأنغولية أنها اتخذتها لمكافأة ''فالكون'' على خدماته لها أيام الحرب الأهلية، دون أن تنجح في منحه الحصانة الدبلوماسية التي كان في حاجة إليها لإبطال متابعة القضاء الفرنسي له بسبب خرقه الحظر الدولي على مبيعات السلاح لأنغولا سنوات التسعينات ''بتواطؤ من شخصيات فرنسية نافذة''، منهم نجل الرئيس الفرنسي الأسبق فرنسوا ميتران ومستشاره السابق، وشارل باسكوا وزير الداخلية الفرنسي الأسبق. المصدر الخبر:الجزائر: عبد النور بوخمخم