كشفت مجلة «دير شبيغل» الألمانية معلومات جديدة تنشر للمرة الأولى حول تدمير طائرات إسرائيلية للمفاعل النووي السوري في منطقة الكبر في دير الزور. وروت المجلة في تحقيق مطول، أنه في عام 2003 دخل بناء المفاعل النووي مراحله الأولى، وقالت إن وكالة الأمن القومي الأميركي كشفت في ربيع 2004، عددا كبيرا مشكوكا فيه من الاتصالات الهاتفية بين سورية، قادمة من كبر، وكوريا الشمالية. وأرسلت الوكالة تقريرا عن تلك الاتصالات إلى الوحدة «8200» في الجيش الإسرائيلي، وهي الوحدة المختصة بالتعرف على عمليات الاستطلاع اللاسلكية. وقالت «دير شبيغل» إن كتابة التقرير استغرق أشهرا في جمع المعلومات، من خلال مقابلات أجرتها مع سياسيين وخبراء عسكريين. ومن بين الذين قابلتهم الرئيس بشار الأسد ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي. وجاء في التقرير أن الاستخبارات الإسرائيلية قررت استشارة البريطانيين عام 2006 حول رأيهم في الموضوع. ولكنها أضافت أنه في الوقت نفسه الذي وصلت فيه البعثة الإسرائيلية من تل أبيب إلى لندن، وصل مسؤول سوري حكومي إلى أحد الفنادق الفخمة في منطقة كنزينغتون في لندن، وكان تحت مراقبة الموساد. وقالت إنه ترك حاسوبه الشخصي في غرفة الفندق بعد خروجه، فاستغل عملاء إسرائيليون الفرصة لتنزيل برنامج «حصان طروادة» الذي ينشر فيروسا في الحاسوب وينسخ المعلومات الموجودة داخله. وأضاف التقرير أن العملاء عثروا في القرص الصلب للحاسوب على خرائط هندسية ورسائل ومئات الصور التي تظهر موقع كبر في المراحل المختلفة لبنائه. كما عثروا على صور التقطت داخل الموقع وتظهر أن هناك عملا يجري على مواد انشطارية. وقال التقرير إن إحدى الصور أظهرت آسيويا يرتدي بنطالا أزرق اللون فضفاضا ويقف بالقرب من شخص عربي. وتعرّف الموساد فورا على الرجلين، وهما تشون تشيبو وهو أحد الأعضاء في البرنامج النووي الكوري الشمالي ويعتقد الخبراء أنه المهندس الرئيسي وراء مفاعل يونغبيون، وإبراهيم عثمان رئيس الهيئة الذرية للطاقة النووية في سورية. وتحدثت «دير شبيغل» عن قرار الاستخبارات الإسرائيلية إبلاغ رئيس الحكومة إيهود أولمرت رسميا بوجود مفاعل نووي سري في سورية، فأعطى الأخير منتصف أغسطس (آب) 2007 موافقته على إرسال قوة كوماندوز مجوقلة إلى الكبر لجمع عينة من تربة الموقع وتحليلها للتأكد من الاستنتاجات التي توصل إليها الخبراء، فتمت العملية بنجاح، وأظهرت التحاليل صحة التكهنات بعد أن أظهرت التربة المستقدمة وجود برنامج نووي. وقال التقرير إن أولمرت أصر على قصف الموقع، بعد أن حصل على ضوء أخضر من مستشار الأمن القومي الأميركي في تلك الفترة ستيفن هادلي. وفي الخامس من سبتمبر (أيلول)، غادرت عشر طائرات من طراز «إف 15 إي» إسرائيل في الساعة 11 ليلا في اتجاه البحر المتوسط، تلقت ثلاث منها أمرا بالعودة فيما تابعت الطائرات السبع الباقية طريقها إلى الحدود السورية التركية الشمالية الشرقية ودخلت منها إلى الأجواء السورية حيث ضربت جهاز رادار، قبل أن تصل بعد 18 دقيقة إلى موقع المفاعل حيث ألقت عليه قنابل ثقيلة . وأضافت المجلة أنه عندما تلقى أولمرت نبأ القصف وعودة الطائرات إلى قواعدها، اتصل برئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الذي كان وسيطا في المفاوضات غير المباشرة مع سورية وشرح له ما حدث وطلب منه الاتصال ببشار الأسد وإبلاغه أن إسرائيل «لن تقبل بوجود مفاعل نووي جديد».