ناشد الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى الفلسطينيين عبد الناصر فروانة الفصائل الآسرة للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط تذكر الأسرى الفلسطينيين المعاقين في أي صفقة تبادل تُعقد مع الاحتلال. وقال فروانة إن "على هذه الفصائل أن تضع أسماء كل الأسرى المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة ضمن قوائم المرضى الذين يطالبون بإطلاق سراحهم في إطار صفقة التبادل".
وانتقد فروانة في تقرير أعده تجاهل المؤسسات الحقوقية والإنسانية لهذه القضية، وقال إنها "مسألة إنسانية هامة قائمة منذ سنوات طويلة لكن دون العمل على حلها أو إثارتها على المستوى الدولي، أو تبنيها بشكل جدي والعمل من أجل وقفها بشكل ممنهج".
وأضاف "تعتبر هذه المسألة انتهاكا فاضحا لحقوق الإنسان الأسير وتضاعف من معاناته الصحية والنفسية أيضا".
وأوضح فروانة أن الأمر لا يتوقف على الاعتقال "بل يمتد إلى ما هو أبعد وأخطر من ذلك بكثير، حيث يُعاملون بقسوة وبعنف ويتعرضون للتعذيب القاسي بأشكاله المتعددة النفسية والجسدية".
وكشف أن الاحتلال ينتزع من هؤلاء الاعترافات بالقوة التي تُستخدم كمستند إدانة في المحاكم الإسرائيلية التي كثيرا ما أصدرت أحكاما عليهم بالسجن الفعلي لسنوات طويلة وصلت للمؤبد لمرة واحدة أو لمرات، بحسب تعبيره.
تعذيب فاعتراف وذكر فروانة حالة الأسير ناهض الأقرع الذي حكم عليه بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة مؤبدات بعد أن انتزعت منه مؤسسة الاحتلال اعترافات تحت التعذيب.
ورأى فروانة أن الحكم على الأسير ناهض الأقرع "يجب أن يقود إلى فتح ملف الأسرى المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة وما يتعرضون له داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي".
والأسير ناهض فرج الأقرع (41 عاما) متزوج وله أربعة أبناء، كان يعمل ضمن جهاز المخابرات العامة التابع للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأصيب بأعيرة نارية في ساقيه في أحداث غزة.
وتوجه إلى الأردن للعلاج فبُترت ساقه اليمنى من أعلاها، في حين يعاني من تهتك بالعظام في ساقه اليسرى المهددة بالبتر أيضا، ويحرك على كرسي.
وأثناء عودته عبر معبر الكرامة بتاريخ 20 يوليو/تموز 2007، اعتقلته سلطات الاحتلال وزجت به في السجون و"أخضعته لتعذيب قاس"، يؤكد المتحدث، وحكمت عليه إحدى المحاكم الإسرائيلية في بئر السبع قبل أيام بالسجن الفعلي لمدة ثلاثة مؤبدات.
واعتبر فروانة معاناة هؤلاء الأسرى مضاعفة بمرات عدة عن الأسرى الآخرين وحتى عن الأسرى المرضى، "لأنهم يمزجون ما بين معاناة الأسر ومعاناة المرض ومعاناة إضافية نتيجة إعاقاتهم".
وذكر فروانة أن بعض الأسرى المعاقين اعتقلوا وهم يعانون من إعاقة جسدية أو نفسية أو حتى شلل ربعي أو نصفي، في حين البعض الآخر أصيبوا إصابات بالغة أثناء تنفيذهم لعمليات مقاومة للاحتلال، واعتقلوا بعدها مباشرة ولم تقدم لهم الإسعافات الأولية أو أي شكل من أشكال العلاج.
وقال "بل والأسوأ أنهم تركوا ينزفون واستخدمت أماكن إصابتهم للضغط والابتزاز، لتتفاقم إصابتهم وتبتر بعض أطرافهم نتيجة لذلك ومن ثم انضموا لجيش الأسرى المعاقين الذين لا يزالون في سجون الاحتلال، في حين كان السجن والتعذيب سببا في التسبب بإعاقات جسدية ونفسية للعديد من الأسرى".