الخرطوم(ا ف ب)الفجرنيوز:يترقب المصريون والجزائريون بشغف كبير المباراة الفاصلة التي ستجرى بين منتخبي البلدين يوم الأربعاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر في العاصمة السودانية الخرطوم لتحديد المتأهل عن المجموعة الثالثة للقارة الإفريقية إلى نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2010، التي ستضيفها جنوب إفريقيا. وكان المنتخب المصري تفوق السبت الماضي على نظيره الجزائري بهدفين مقابل لا شيء في مقابلة الإياب التي جرت في القاهرة، وسجل "الفراعنة" هدفهم الثاني في الوقت بدل الضائع، الذي قدر بست دقائق. "إذا دخل ملح السياسة في أية صفقة، أفقدها" .. ويطغى على هذه المقابلة الحاسمة الخوف والارتباك بعد الاعتداءات التي تعرض لها لاعبو المنتخب الجزائري ومناصريه في القاهرة والتي قال عليها أمين عام الجالية المصرية عبد الرحيم الخول في فرنسا أنها كانت ناتجة عن التصرف غير الأخلاقي لبعض الصحف الصفراء وبعض الفضائيات الخائبة في مصر. وصرح الخول في حوار مع فرانس 24 "إذا دخل ملح السياسة في أية صفقة، أفقدها"، داعيا في الوقت نفسه إلى تهدئة الأوضاع بحكم إسلامية وعروبة الشعبين، متمنيا أن تسود روح الأخوة في الخرطوم "لأن في نهاية المطاف هي مباراة كرة قدم وان هناك أشياء كثيرة وأكبر أهمية توحد الشعبين." من جهته، اتهم مراسل "الجزيرة الرياضية" في باريس محمد الوضاحي السلطات الأمنية المصرية بعدم توفير أدنى شروط الأمن للحافلة التي كانت تقل اللاعبين الجزائريين من مطار القاهرة إلى مكان إقامتهم. وتساءل لماذا يريد المصريون طي بسهولة صفحة العنف الذي ارتكبوه من دون تقديم حسابات ومحاكمة أولائك الذين تسببوا فيه. والى ذلك، رأى محللون سياسيون ومحبو الكرة المستديرة أن المباراة بين مصر والجزائر خرجت عن إطارها الطبيعي وتحولت إلى مشكلة سياسية ودبلوماسية بين الجزائروالقاهرة. والدليل على ذلك استدعاء السلطات الجزائرية الجمعة الماضي السفير المصري في الجزائر للمزيد من التوضيحات بشأن الاعتداءات وإقدام الحكومة المصرية على القيام بالمثل أمس الاثنين تنديدا بسلسلة التجاوزات التي استهدفت الجالية المصرية في الجزائر وتخريب مصالحها الاقتصادية. مصر تندّد ب"حملات التحريض" الجزائرية . انتقدت الصحف المصرية الثلاثاء ما وصفته ب"حملات تحريض إعلامية" جزائرية أدت إلى تعرض المصالح المصرية في الجزائر إلى هجمات مشجعي المنتخب الجزائري. وكتبت جريدة "الأهرام" الحكومية في افتتاحيتها أن "مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر هي بكل المعايير والمقاييس مباراة رياضية وأيا كانت نتيجتها فهي ليست نهاية الدنيا ولا خاتمة المطاف لهذا الفريق أو ذاك". وفي إشارة إلى تقارير نشرتها صحف جزائرية عن مقتل مشجعين جزائريين في مصر، اعتبرت نفس الجريدة أن ما "يقترن بالمباراة الرياضية من أجواء تحريض ممجوجة وإطلاق حملات إعلامية وتسريب شائعات حمقاء ومغلوطة تثير الفتنة هي أمور مرفوضة كل الرفض"، داعية إلى "وضع المباراة الرياضية في إطارها الصحيح وعدم الزج بها في مستنقعات الهستيريا والفتنة"
الجزائر لا تستبعد نقل مشجعيها إلى الخرطوم على متن طائراتها العسكرية في الجزائر، استنكر الشارع أعمال التخريب التي استهدفت المصالح المصرية فيما طالبت معظم الصحف، من بينها جريدة "الشروق" بتوفير الحماية المناسبة للمقيمين المصريين في الجزائر واعتبارهم ضيوف على البلد، فيما سخرت الدولة الجزائرية كل الإمكانيات لتمكين المناصرين الجزائريين لحضور مقابلة الخرطوم. وكانت الخطوط الجوية الجزائرية قد أعلنت تخصيص أكثر من 30 رحلة جوية إلى العاصمة السودانية بأسعار زهيدة جدا لا تتعدى 180 يورو، فيما لم يستبعد رئيس الحكومة أحمد ويحي استخدام الطائرات العسكرية إذا اقتضت الحاجة وطالب من الولاة رؤساء البلديات باستخراج جوازات السفر في مدة لا تتعدى ساعتين من الزمن. وحرصت السلطات المصرية من جانبها على ضمان السند لمنتخب مصر وتسهيل تنقل مواطنيها إلى الخرطوم.