القاهرة : تشهد كواليس الحزب الحاكم في مصر في الوقت الراهن حالة من النشاط من اجل دعم مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين، الصديق المقرب من الرئيس المصري حسني مبارك، في حربه الضروس التي يقودها في صراعه ضد المرشح المعارض ضياء رشوان على منصب النقيب في انتخابات الإعادة التي تجرى الأحد المقبل.ويسعى النظام لمنح مكرم 'جرعة أوكسجين' الهدف منها ضمان فوزه في الانتخابات وهو الهدف الذي أصبح صعب المنال. وقد ترددت خلال الساعات الماضية شائعات مفادها أن الحكومة بصدد منحه تسهيلات جديده من أجل ضمان الفوز ومن بينها منح الصحافيين سيارات بالتقسيط المريح للغاية غير أن تلك الأنباء لازالت طي الكتمان. ويخشى الحزب الحاكم خسارة النقابة في وقت شديد الأهمية حيث الانتخابات البرلمانية والرئاسية على الأبواب والنظام بحاجة ماسة لنقيب للصحافيين يدين لها بالولاء من أجل دعم مرشح الحزب الحاكم في انتخابات البرلمان والرئاسة. من جانبه أعرب مكرم محمد أحمد، نقيب الصحافيين، عن تقديره وعرفانه لجموع الصحافيين الذين حرصوا على المشاركة في الانتخابات التي شهدتها نقابة الصحافيين الأحد، لانتخاب نقيب الصحافيين للعامين القادمين. وقال مكرم في رسالة وجهها امس الثلاثاء، إلى الصحافيين 'إنني أبعث إليكم تحية حبا وتقديرا وعرفانا لمواقفكم النبيلة، وحرصكم على أن تظل نقابتكم شامخة مرفوعة الهامة تؤدي دورها في خدمتكم وخدمة الوطن العزيز الغالي (مصر) بحيادية وبعيدا عن أية تكتلات أو تحزبات'. وأضاف 'إنني أتوجه إليكم بعظيم الشكر والامتنان على تحملكم المسؤولية بجدارة ومساهمتكم الفعالة في اختيار نقيبكم لعامين قادمين، وإصراركم على أن تكتمل الجمعية العمومية في موعدها لاختيار النقيب من خلال انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، وإنني على ثقة كبيرة أنكم ستقبلون على انتخابات الإعادة يوم (الأحد) القادم بالروح والإصرار نفسيهما اللذين حضرتم بهما فى الانتخابات الأولى'. وقال مكرم 'إنه سيكون لي الشرف أن أزوركم في مكاتبكم يوم، الخميس، القادم رغم ضيق الوقت لأقدم لكم الشكر بنفسي فردا فردا'. من جانبه أعلن حمدين صباحي رئيس تحرير جريدة 'الكرامة' أن المؤسسات الصحافية مطالبة بأن توجه نسبة 5 'من دمغة الإعلانات التي تدفعها الى وزارة المالية لصالح النقابة وبذلك سوف يترفع الصحافيون عن المعونات التي يقدمها مرشحو الحكومة لمنصب النقيب. وانتقد صباحي بشدة ما أعلنه مكرم محمد أحمد عن مبلغ 80 جنيه أضافة الى بدل التكنولوجيا بان ذلك دعاية انتخابية مرفوضة وكان الأولى بالنقيب أن يحضرها للصحافيين أثناء فترة توليه المنصب وليس قبل الانتخابات تماما مثل الإعلان عن المدينة الصحافية السكنية قبل الانتخابات بأيام قلائل. من جانبه انتقد كرم جبر رئيس مجلس ادارة مؤسسة 'روز اليوسف'، الدكتور ضياء رشوان نائب رئيس مركز 'الأهرام للدراسات الإستراتيجية' والمرشح لمنصب نقيب الصحافيين بأنه يسعى الى تسييس النقابة وجعلها أحزابا من خلال اثارته نبرة الناصرية وتعاونه مع الاخوان المسلمين في سابقة مرفوضة في العمل النقابي للصحافيين. وقال كرم جبر في تصريحات خاصة ان نقابة الصحافيين تتميز عن باقي النقابات بأن الجميع يخلع رداءه السياسي على سلم النقابة ولا يحرك الجميع سوى المصلحة الصحافية فقط. واضاف كرم قائلا: لكن أن يعلن أحد الاخوان البارزين يوم الانتخابات عن الدعاية التأييدية لضياء رشوان فذلك دليل على التعاون المشترك وهذا يضر العمل الصحافي ولو كان عبد الناصر حيا لما رضي بذلك التعاون على الإطلاق. وقال كرم جبر: ضياء رشوان يثير النعرة الصعيدية في حديثه وذلك لجذب أكبر عدد من أبناء الصعيد بالمهنة إلى أعطائه أصواتهم وهذا ليس مفروضا في مرشح يفترض فيه أنه مرشح الجميع وليس خاصا بالصعايدة وحدهم كما أن لديه هو وأنصاره نية لإفساد الانتخابات من خلال اثارة الجدل حول تزوير الانتخابات قبل أن يعلن قاضي محكمة جنوبالقاهرة النتيجة بعد عملية الفرز التي تمت في نقابة الصحافيين. وعقد ضياء رشوان مؤتمرا صحافيا قبل أن يعلن القاضي النتيجة. واكد أنه قدم طعنا في نتيجة الفرز للأصوات مما يؤكد وجود نية مبيتة لديه هو وأنصاره لإفساد الانتخابات. وأعلن جبر رفضه للفكرة التي يطالب بها رشوان وأنصاره بتخلي المؤسسات الصحافية عن نسبة 15 ' من قيمة الدمغة الإعلانية التي تدفعها المؤسسات للمالية وهذا معناه قمة الظلم حيث يعني ذلك أن نعطي جهود المؤسسات الصحافية القومية للمستقلين الذين كل عملهم الاعتصامات بالنقابة. وشدد جبر على أن المؤسسات القومية ليست تابعة للحكومة وان الوزارات المختلفة أعلنت في وسائل اعلانية مختلفة بقيمة 150 مليون جنيه لم يدخل خزينة المؤسسات القومية منها مليم واحد. ورد صباحي أن ضياء رشوان لم يسع الى 'تسييس' النقابة على الأطلاق وأن دعوى الاتفاق مع الاخوان غير صحيحة أطلاقا فتلك الانتخابات لم تشهد حضوراً إخوانياً مكثفاً كالعادة وأن رؤساء مجالس الادارات هم الذين يريدون تسييس القضية وذلك بالضغط على المحررين للادلاء بأصواتهم لمصلحة مرشح الحكومة. وكانت حرب تكسير العظام بدأت ضد ضياء رشوان المرشح بقوة نقيبا للصحافيين الذي سحب البساط من تحت رجل الحكومة مكرم محمد احمد والذي اخفق في الفوز في اول جولة. الأحد القادم هو ساعة الصفر لحسم منصب نقيب الصحافيين، هل يكون لممثل الحكومة صاحب الوزن الثقيل مكرم محمد احمد؟ أم يكون لممثل المعارضة وجيل الشباب الحالم بالتغيير ضياء رشوان؟. ولأن زلزال رشوان ومعه جيل الشباب والمعارضة أربك حسابات الحكومة فقد بدأت بعض الأقلام التابعة للنظام سلسلة حملات تحاول الصاق تهمة الإنتماء لجماعة الاخوان المسلمين لرشوان المحلل السياسي والصحافي بمركز 'الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية' على اعتبار أن وصف 'إخوانجي' تهمة تفقد صاحبها تأييد الناس له. المؤشرات تؤكد أن مكرم محمد أحمد سيفوز في انتخابات الإعادة بسبب حرص النظام على دعمه. وفي هذا السياق صدرت الأوامر من قبل عدد من الوزراء لرؤساء تحرير الصحف القومية بالدفع بالصحافيين التابعين لجرائدهم للذهاب للتصويت، ويعم الخوف اوساط المتعاطفين مع رشوان خشية سقوطه بسبب ما يتردد عن مزيد من الإمتيازات من المقرر أن تمنحها الحكومة لمكرم خلال اليومين القادمين. القدس العربي