صنعاء:تواصلت أعمال الشغب والفوضى في محافظة لحج جنوب اليمن لليوم الرابع على التوالي، بالتزامن مع أجواء توتر في محافظة أبين المجاورة بعد استيلاء جماعات جهادية بزعامة زعيم تنظيم الجهاد خالد عبد النبي على عدد من المباني الحكومية ومقتل جندي على أيدي جماعة مسلحة مجهولة، في حين استمرت المعارك الدامية في مختلف جبهات القتال في صعدة وعمران بين الجيش والحوثيين .وكانت أبين ولحج تصدرتا واجهة الأحداث الأخيرة بعدما استولى زعيم تنظيم الجهاد المحظور على عدد من المباني الحكومية أبرزها التربية ومكتب مدير عام مديرية خنفر السابق في مدينة جعار بذريعة عدم وفاء الدولة بالتزاماتها بتعويضات له بعد هجوم سابق على منزله وسرقة محتوياته . وجاء تحرك عبد النبي بعد يومين من إضراب شامل دعا إليه الشيخ طارق الفضلي أحد قادة الحراك الجنوبي، الذي عقد مهرجاناً لقوى الحراك في زنجبار في أبين حضره قرابة ألفي شخص، جدد فيه تأكيد مضيه في الضغط على السلطة للإفراج عن المعتقلين والسعي نحو انفصال الجنوب، كما عقد مهرجان في الضالع طالب منظموه بالإفراج عن المعتقلين . بالتزامن، قتل الجندي سليمان علي بن علي قصاب من أبناء محافظة الحديدة في كمين نفذه مسلحون مجهولون في مديرية مودية في أبين، واتهمت السلطة قوى خارجة على القانون في إشارة إلى “الحراك الجنوبي” بقتل الجندي . في غضون ذلك، تواصلت المواجهات بين قوات الأمن ومتظاهرين في لحج لليوم الرابع على التوالي بسبب قطع مالكي الدراجات النارية للطريق الذي يربط صنعاء بمدن الجنوب، وأكدت مصادر محلية أن المواجهات أسفرت عن جرح 6 مدنيين واعتقال 40 آخرين، حيث دارت اشتباكات بين الأمن وقوى الحراك التي كان أعضاؤها ينتشرون في شوارع وأزقة الحوطة . واتهمت السلطات الحراك باستغلال مطالب مالكي الدراجات النارية في افتعال الفوضى، وأشارت إلى أن تلك المجاميع أقدمت على إحراق الإطارات ومهاجمة بعض المحال التجارية . على صعيد تطورات الحرب في صعدة وعمران، استمرت المواجهات المسلحة بين الجيش والحوثيين، وكانت أشدها في صعدة القديمة، حيث دارت معارك شرسة في الحارات التي ما زالت تحت سيطرة الحوثيين، وسقط ثلاثة جنود وجرح 13 آخرون، واستسلم 10 حوثيين . وقال وكيل وزارة الداخلية اللواء محمد عبد الله القوسي إنه تم ضرب وتدمير ثلاثة مخازن أسلحة وذخائر لمن سماهم “فئران الإرهاب”، في صعدة القديمة وتضييق الخناق على من تبقى منهم في بعض الأحياء، مؤكدا أن معظم مواقعهم تحت السيطرة، ومشيراً إلى أن مواطنين اثنين قتلا خلال اليومين الماضيين وأصيب سبعة آخرون . وواصل الجيش هجماته على مواقع الحوثيين في صعدة ودمر مخزني أسلحة في الجميمة والمجازين بمنطقة مران، كما تم توجيه ضربة موجعة لهم في منطقة الرفاف، وسقط العديد بين قتيل وجريح، وتم تدمير موقع جنوب مفرق محضة . وأشار مصدر عسكري إلى أن الوحدات العسكرية بمحور سفيان نجحت في قصف وتدمير مخزن متفجرات وأسلحة في الحيرة، وأكد إفشال محاولات تسلل لحوثيين تنكروا بأزياء نسائية . وقال إنه تم إلقاء القبض على 7 حوثيين بينهم أحمد يحيى العكام ومسعد عاض الضبياني، وتم العثور بحوزتهم على منشورات وأشرطة تروج للقتال، كما قصفت المدفعية مواقع في وادي قصب والسبخانة والمعرسة وذويب وجبل الخزان وتباب الحنان، فيما قصف الطيران مدرسة في البقعة يستخدمها الحوثيون كمخازن لمواد تم نهبها من مستشفى شعارة . وقالت مصادر محلية إن الحوثيين يحشدون مجاميع ضخمة من خولان ومران وفوط وحيدان باتجاه الملاحيظ لشن هجوم واسع على بعض مواقع الجيش . وكشفت القبض على حسين محمد جبران على طريق البقع خارج صعدة وبحوزته 10 ملايين ريال كان ينوي إيصالها للحوثيين . وكان الرئيس علي صالح تقدم في العاصمة صنعاء مشيعي ثلاثة من القادة العسكريين الذين قتلوا في معارك صعدة الأخيرة، هم العقيد عبده سعيد عياش، والمقدم حسين يحيى صالح الوروري والمقدم عبد الله قاسم ناصر صوبي . الخليج:الجمعة ,11/12/2009
