الاردن:شنت الصحافة الاردنية طوال اليومين الماضيين هجوما عنيفا ونادرا على وكالة الانباء العالمية "رويترز" واتهمتها بالانضمام لمعسكر "الحقوق المنقوصة" الخاصة بالاردنيين من اصل فلسطيني، فيما طالبت اقلام صحافية بارزة في عمان باعلان الحرب على دعاة الانقسام والفرقة والاقليمية في الساحة قبل اي شيء آخر بعد الاعلان رسميا عن التشكيلة الجديدة للطاقم الوزاري.واثارت "رويترز" جدلا واسعا في الساحة الاردنية امس بعد بثها احد التقارير حول التغيير الوزاري الاخير في البلاد، فيما سارعت مواقع صحافية محلية لاتهام الوكالة العريقة بالسعي لاثارة الفتنة في الاردن والدعوة الى محاكمة واتهام مراسلها في عمان سليمان الخالدي. واعتبرت صحيفة "عمون" الالكترونية ان "رويترز" هاجمت الحكومة الاردنية الجديدة قبل الاعلان رسميا عن تشكيل فريقها، الامر الذي اعتبرته الصحيفة محاولة للاساءة للوحدة الوطنية قبل ان يوجه الكاتب الاسلامي المعروف سميح المعايطة نقدا لاذعا للوكالة ومراسلها في عمان داعيا الى اعلان الحرب بلا هوادة على النزعات الاقليمية، ومشيرا الى ان اي دعوات للحقوق المنقوصة في الاردن تحت شعار الاصلاح السياسي تخدم في اصلها المشروع الصهيوني والى ان الشعب الاردني ليس في وارد تقديم حلول لمشكلات اسرائيل. واستذكر في السياق نفسه الصحافي عمر كلاب امتناع وكالة "رويترز" عن الكشف عن الجرائم الاسرائيلية وتجاهلها لتغطية هذه الجرائم وآخرها العدوان على غزة مذكرا بان الاصلاح في الاردن ليس مجرد حسبة رقمية. وتحدثت وكالة "عمان تايمز" عن سقطة اخلاقية وقعت فيها وكالة "رويترز". وقبل ذلك شنت صحيفة "كل الاردن" الالكترونية المقربة من التيار اليساري هجوما مباشرا على وكالة "رويترز" تحت عنوان الانضمام لدعاة الحقوق المنقوصة. ولم يصدر عن "رويترز" رسميا حتى الآن اي تعليقات رسمية في حين ان الخالدي كان قد نشر تقريرا يعتبره مراسل "رويترز" عاديا وروتينيا تحدث فيه عن ضعف تمثيل الاردنيين من اصل فلسطيني ورموز التيار الليبرالي في الحكومة الجديدة مشيرا الى ان غالبية الوزراء الجدد من ممثلي الثقل العشائري. وعلى نحو او آخر دخلت وكالات الانباء الاجنبية في محور عملية الصراع السياسي في عمان، فقد وجهت طوال الاسبوع الماضي ملاحظات هجومية على وكالة الانباء الفرنسية، وتحديدا على مراسلتها المخضرمة في العاصمة الاردنية رندا حبيب التي كانت قد اثارت الجدل الاسبوع الماضي باصرارها وحتى اللحظة الاخيرة على ان من سيشكل الحكومة الجديدة هو رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي وليس سمير الرفاعي، فقد ظهرت مقالات وتقارير تتهم الوكالة الفرنسية بضعف المهنية. ويبدو ان اجواء الهجوم المحلي على نخبة من المراسلين الصحافيين اصبحت متاحة الآن، وذلك بسبب دخول الكثير منهم في معترك الصراع السياسي بعيدا عن نقل الاخبار فقط خصوصا وان مسؤولين بارزين يسارعون دوما الى اتهام جهات داخلية وخارجية بالسعي الى الوطن البديل في الاردن وبدعم المؤامرة الصهيونية على الشعبين الاردني والفلسطيني.