تونس:شبّ بعد ظهر أمس السبت حريق هائل بمعمل »أوتوليف« السويدي لصنع مكملات السيارات(صناعة الوسائد الهوائية وأحزمة الأمان ومقود السيارات والاسلاك) الكائن بمنطقة الناظور بولاية زغوان.وقال شهود عيان أنّ النيران تصاعدت من كل أرجاء المصنع مرفوقة بسحب من الدخان الكثيف غطت سماء المنطقة مماّ دفع بعشرات الاشخاص الى الاقتراب من المكان لاستجلاء حقيقة الأمر فتبين ان النار التهمت المصنع. وحال بلوغ الأمر إلى المصالح المعنية هرعت شاحنات وسيارات الحماية المدنية بزغوان على عين المكان في محاولة لإخماد الحريق غيرأن الاعوان فوجئوا بتصاعد ألسنة اللهب من كل ارجاء المصنع مما دفع بهم إلى طلب تعزيزات فورية . وفي الحين تحولت شاحنات تابعة لمصالح الحماية المدنية بسوسة والقيروان الى المكان في إطار المجهودات المبذولة للسيطرة على النيران التي ظلت مشتعلة-حتى كتابة هذه الاسطر-وبذل العشرات من أعوان الحماية المدنية معززين بنحو ثلاثين شاحنة وآلية تدخل مجهودات كبيرة غير أن سرعة انتشار النار بسبب نوعية المواد الأولية السريعة الالتهاب الموجودة داخل المصنع تسببت في تعثرعملية الاطفاء ومرورها بصعوبات كبيرة. ويذكر أنّ المصنع يمتدّ على مساحة 3000م2 مغطّاة ويشغل حوالي 700 عامل. ورجحت مصادر ل»الصباح« أن يخلف الحريق المنتظر خسائر مادية فادحة تقدر بالمليارات - من جانبه أشار عامل بالمصنع في اتصال هاتفي مع الصباح ان كل العمال باشروا أمس اجازتهم السنوية وأن المصنع كان مغلقا زمن وقوع الحريق مضيفا ان الحريق قد يكون ناجما عن خلل كهربائي أورذاذ لحام أثناء أشغال صيانة، واستبعد ان يكون بفعل فاعل خاصة وان المصنع مجهز بكاميرات مراقبة واصفا ما حدث بالكارثة. وكانت أخبار راجت بداية الاسبوع الجاري حول اعتزام الشركة السويدية الاولى في العالم غلق مصنعها بتونس(تحديدا بالناظور) وبالتالي إحالة حوالي 650 عاملا على البطالة بعد نحو 11 سنة من العمل.وهو ما خلق استياء في صفوف العملة. كما نفت مصادر مسؤولة إحتمال أن يكون الحادث بفعل فاعل مؤكدّة أن الشركة لم تسرّح سوى بعض العمّال المتربّصين بأحد مصانعها بالزريبة. وأكيد ان التحريات الامنية ستكشف ملابسات الواقعة واسباب اندلاع الحريق. صابر المكشر