الحق ما شهدت به الإعداء – ليس على وجه التعميم - جملة , ما كنا نود أن نسمعها من الغرب قبل أن نقولها في الشرق بل ونعمل على تحقيقها , صَعُبت على بني يعرب ان يقولوا للمجرم أجرمت , حيث سَهُلت كثيراً على غيرنا وإن اختلفنا معه . أتساءل وحق لي ولكل عربي حر أن يتساءل عن ما يجري وكيف يتقبله ؟ بل كيف يفهمه ؟ وقد صدر ببريطانيا بحق المجرمة تسيفي ليفني مذكرة توقيف , وما صدر وما يصدر من مواقف داخل منظومتنا العربية تجاه المذكورة أعلاه , شيء مقزز عندما ترى صورتها وهي تسير مع وزير خارجية أكبر دولة عربية ممسكاً بيدها في حالة نزولها من سطح مرتفع قليلاً خوفاً عليها أو منها , ولعل الثانية هي الأساس . لم تعد الأمور تُدرس وتُراجع بالطريقة ذاتها في ظل الموزون الرسمي العربي بل تغير الحال لبعض المواقف كي يدرسها غيرنا ويراجعها ويقدمها لنا وتعود بطريقة أخرى وكأنها تحدث الآن , فلن تضيع الحقيقة بالتقادم , وهذا ما يؤكد على كل من قاد أو يقود وعلى أكثر من مستوى أن يكون له موقف ويسجله , فالتاريخ لن يهمله . كم كان الأمر مُشيناً بل أكثر من ذلك ... عندما سُأِل الوزير من قِبل صحفي لديه جرأة أكثر من عادية , فرد الوزير فيما يخص وقوفه وتسليمه لها ماسكاً يدها كما لو كانت ... فأجاب " فيها أيه يعني ...." , وضرب بعرض الحائط كل القيم والأصول التي تعودنا عليها , فأين الشهامة... وشهامة شعبك راسخة , فإذا كنت يا أستاذ أخطأت وتبين لك ولكل من شاهد ذاك الموقف وما بعده من حرب مؤلمة , كان كافياً أن تعتذر , وبمناسبة ذكرى العدوان على غزة ( حرب الفرقان ) , مشهد لا - بل يصعب أن - ينسى . وأخيراً جاء من الغرب من ينصف أهل غزة , فيما تعرضوا له من عدوان ظالم , ويؤكد المقولة الشهيرة بأن الحق لا يعرف بالرجال بل الرجال تعرف بالحق , فكان هذا الموقف من قبل السلطة القضائية في بريطانيا والتي آمل أن تثبت على موقفها ولا يعبث بها العابثون سوا ء رئيس وزرائها أو مجموعات الضغط الصهيونية. ونُذكِّر بل نُؤكِّد أننا نحتاج لمثل هذا الموقف في بلادنا العربية لتقوم السلطات القضائية بدورها وتعقد جلسات محاكمة لكل مجرم حرب واصدار مذكرة توقيف بحق هؤلاء المجرمين , والدول التي بينها وبين الكيان الصهيوني اتفاقيات سلام لا يمنعها - وفق ما يراه قضاتها - أن تحقق العدالة ورقيا على أرضها حتى لو لم يمكنها تطبيق ذلك فعلاً . بقي سؤال , هل تسيفي ليفني في داخل نفسها تعتقد أن الإحترام المقدم لها داخل مجتمعاتنا العربية بل القبلات التي قدمت وسوف تقدم , مقنعة وصادقة , أم أنها حال المغلوب على أمره , ولا أظن الا الثانية , وهل الشعب اليهودي أقل من فهم المذكورة ولا أظن ان الشعب العربي أقل فهماً مما تقدم . لذا إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . د. منصور سلامة