تونس: يبدو أن دليل الفلاح محمد البشير الخلفاوي قد احتار مع تكرر ظاهرة في قطيع أغنامه، فقد أعلمنا هذا الفلاح الذي يقطن بجهة سيدي أحمد الصالح بمعتمدية القلعة الخصبة (الجرداء سابقا) بولاية الكاف... أن نعاجه تلد له خنازير أو ما يشبه الخنازير وهو أمر غريب بالنسبة للولادة الطبيعية والمعهودة.ولهذا السبب سنأتي على هذه السابقة من وجهتي نظر الأولى مع الفلاح محمد البشير الخلفاوي والثانية مع الطبيب البيطري السيد لطفي البناني الذي أشرف على ولادة النعجة الأخيرة منذ أيام لا تتجاوز الأسبوع... رأي الفلاح وقد ذكر لنا السيد محمد البشير الخلفاوي أن هذه الحادثة قد حصلت لقطيعه للمرة الثانية وقال إنه قد مر شهر على موت أحد نعاجه بعد صعوبة واستحالة ولادتها لمولود يشبه الخنزير حيث يتجاوز وزنه 10 كغ والحال أن وزن العلوش العادي أثناء ولادته لا يمكن أن يتجاوز وزنه 3 كغ، ورغم تدخل أحد البياطرة فإن النعجة قد ماتت متأثرة بحجم مولودها الذي نزل ميتا... وبعد تكرر هذه الحادثة ثانية منذ أيام قليلة وبصفة أغرب أبدى السيد محمد البشير خوفه من مستقبل بقية القطيع خاصة وأن هذا الفصل هو فصل ولادة الغنم حيث ذكر أن النعجة الثانية ولدت هي الأخرى مولودا ميتا يشبه الخنزير ويفوق وزنه 12 كغ... وقد فسر هذا الأمر «بالوحم»، أي وحم النعجة بالخنزير خاصة وأن قطيعه يعيش ويتجاور مع الخنازير بحكم المنطقة الريفية التي يقطن بها وهي حذو وادي سيراط وهو واد كبير يسمح بعيش الخنازير التي أضرت بالأشجار المثمرة لهذا الفلاح بعد أن أتت على كل «البوصيلة» وما يمكن أن يأكله الخنزير... رأي البيطري وفي حديثنا مع الطبيب البيطري لطفي البناني الذي أشرف على هذه الحادثة أكد غرابة ما حدث وقال ان ما ولدته نعجة الفلاح محمد البشير ليس مولودا عاديا قياسا الى سنه فوزنه هو أضعاف الوزن العادي لمولود النعجة وهذا الامر تطلب منه عملية خاصة قام بمقتضاها بقص الجنين إلى قطع حتى لا تموت النعجة متأثرة بحجم ما في بطنها ورجح هذا الطبيب البيطري أمرين لهذه الولادة الغريبة ولا يمكن البت فيهما إلا بعد فحوص وتجارب مخبرية وهو أمر غير متاح في تلك المناطق الريفية، فالاحتمال الأول يعود إلى أن الكبش الفحل تجاوز وجوده مع القطيع 7 سنوات ومن المفروض ألا يتجاوز الأربع. وحتى نقرب الصورة أكثر وعلى حد رأي هذا الطبيب البيطري فإن هذا الكبش في سنه المتقدمة يصبح بمثابة الزوج والجد للقطيع وهو ما يؤثر على الولادة العادية ويصبح «التلقيح» عكسيا ويصبح «للفحل» قرابة دموية مع بقية القطيع وهو ما قد ينتج عنه تشوهات خلقية، أما الاحتمال العلمي الثاني فهو ناتج عن المادة الغذائية للغنم وهو أيضا متسبب رئيسي أحيانا في هذا التشوه الخلقي... وقال الطبيب البيطري ان عالم الحيوان يشبه كثيرا عالم الإنسان في هذه الناحية وقال أن السببين السالف ذكرهما وراء التشوهات الخلقية لمواليد نعاج السيد محمد البشير الخلفاوي... هذه الحادثة مع قطيع الأغنام ذكرتنا بأنفلونزا الخنازير التي على ما يبدو لها مظاهر أخرى عند الحيوان حيث تصل عدواها إلى الشبه الخلقي... الصباح