الرباط: بددت احكام صادرة بحق صحفيين مغاربة انفراجا كان متوقعا في العلاقات بين السلطات والصحفيين، التي عرفت توترا حادا خلال السنة الجارية. وكانت اوساط الصحفيين تتوقع ان تذهب محاكم الاستئناف نحو تخفيف الاحكام الابتدائية الصادرة ضد الصحفيين او رفضها، كاشارة على الانفرج وبدء حوار وطني حول الصحافة ومشروع القانون المنظم لها، تدعو اليه كل الاطراف. وأيدت محكمة من الدرجة الثانية امس الثلاثاء حكمين صادرين بحق صحفيين يقضيان بالسجن اربع سنوات موقوفة التنفيذ وغرامة مالية تصل الى حوالي 400 الف اورو. وصادقت الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، ظهر الثلاثاء، الحكمين الابتدائيين الصادرين في حق كل من توفيق بوعشرين مدير نشر صحيفة (أخبار اليوم)، وخالد كدار رسام الكاريكاتور بالصحيفة ذاتها، واكدت ادانتهما بتهمتي اهانة العلم المغربي والاخلال بالاحترام الواجب للامير مولاي اسماعيل ابن عم الملك. وكانت الغرفة الجنحية بابتدائية الدارالبيضاء قد حكمت، على توفيق بوعشرين وخالد كدار، اللذين توبعا بتهمة 'الإخلال بالاحترام الواجب للأمير'، بثلاث سنوات حبسا موقوفة التنفيذ لكل واحد منهما، وأداء غرامة مالية قدرها 50 ألف درهم وبأداء تعويض معنوي بثلاثة ملايين درهما تضامنا بينهما ونشر منطوق الحكم بجريدتين بالعربية وجريدتين وطنيتين بالفرنسية على نفقة الصحفيين وتحميلهما صوائر الدعوة. كما ادين توفيق بوعشرين بتهمة 'المشاركة في إهانة العلم الوطني'، فيما توبع خالد كدار بتهمة 'إهانة العلم الوطني'. وسبق للغرفة الجنحية بابتدائية الدارالبيضاء أن حكمت على توفيق بوعشرين وخالد كدار بسنة حبسا موقوفة التنفيذ لكل منهما وغرامة مالية ب100 الف درهم تضامنا بينهما وإخلاء مقر اليومية نهائيا. وكانت وزارة الداخلية قد قررت متابعة صحيفة 'أخبار اليوم' والقيام بحجزها، بسبب نشرها في عددها المؤرخ ب26 و27 ايلول/سبتمبر الماضي، رسما كاريكاتوريا بمناسبة زفاف الامير مولاي اسماعيل ابن عم الملك محمد السادس. ولازال العاملون بالصحيفة ينتظرون حكما استئنافيا بالمحكمة الادارية حول قرار السلطات ومنع صدور الصحيفة واغلاق مقرها، ومنعت ادارتها من الوصول الى الممتلكات الموجودة في المقر. وقررت نفس المحكمة تحديد يوم الثلاثاء المقبل للنطق بالحكم في الملف المتعلق بمدير نشر يومية (المساء) رشيد نيني وسعيد العجل الصحفي باليومية نفسها، اللذين طالب دفاعهما امس الثلاثاء إلغاء الحكم الابتدائي والتصريح ببراءتهما، فيما طلبت النيابة العامة تطبيق فصول المتابعة. وكانت المحكمة الابتدائية قد قضت بثلاثة أشهر حبسا نافذة في حق رشيد نيني وبشهرين حبسا نافذة في حق سعيد لعجل، وأداء غرامة مالية قدرها خمسون ألف درهم بالنسبة لمدير النشر وثلاثون ألف درهم بالنسبة للصحفي، بعد ادانتهما بتهمة 'نشر ونقل نبأ زائف'، فيما توبع سعيد لعجل بالمشاركة على خلفية نشر يومية (المساء) لمقال حول ملف أحد مروجي المخدرات يلقب ب(اطريحة)، أشارت فيه إلى نية هذا الأخير الكشف عن اسم أحد المديرين المركزيين بوزارة العدل له علاقة مع هذا المروج. وقررت المحكمة تأجيل النظر في قضية كل من ادريس شحتان مدير أسبوعية 'المشعل'، ومصطفى أعداري رئيس فرع خنيفرة للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إلى 19 كانون الثاني/يناير المقبل، اللذين ادانتهما محكمة من الدرجة الاولى بالدا ر البيضاء في الشكوى التي رفعتها حفصة امحيزون خالة الملك محمد السادس على خلفية نشر الاسبوعية ملفا تحت عنوان 'فضائح خالات الملك'. وقضت المحكمة الابتدائية بالدارالبيضاء بثلاثة أشهر حبسا موقوفة التنفيذ في حق ادريس شحتان ومصطفى أعداري واداء المتهمين غرامة قدرها 5 آلاف درهم لكل واحد منهما، وأدائهما لتعويض مشترك قيمته 500 ألف درهم وقررت المحكمة تبرئة المتهمين من تهمة السب العلني. ويقضي ادريس شحتان مدير اسبوعية 'المشعل' منذ منتصف تشرين الاول/اكتوبر الماضي في سجن سلا القريب من الرباط عقوبة سنة سجنا نافذا بعد ادانته بنشر خبر زائف بسوء نية، على خلفية نشر اسبوعيته تقارير حول فيروس اصيب به الملك محمد السادس نهاية اب/اغسطس الماضي، وهي نفس القضية التي توبع بها علي انوزلا مدير يومية الجريدة الاولى والصحافية بشرى الضوو المحررة بنفس اليومية، والتي ايدت الاثنين محكمة الاستئناف بالرباط حكما ابتدائيا بسنة موقوفة التنفيذ وغرامة عشرة آلاف درهم (الف و200 دولار) في حق انوزلا وبثلاثة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة خمسة آلاف درهم في حق الضوو. 'القدس العربي' محمود معروف