أكد الخبير الاقتصادي التونسي محمد النوري الذي يقيم بباريس منذ عشرين عاما أنه تسلم من مقر القنصلية التونسية العامة بالعاصمة الفرنسية باريس جواز سفره التونسي من طرف السلطات المعنية في أجواء اتسمت بالترحاب وحسن المعاملة دون قيد أو شرط باستثناء التنازل عن اللجوء السياسي وهو ما تفرضه اتفاقية الأممالمتحدة الخاصة باللاجئين، حسب قوله. وأشاد النوري في تصريحات خاصة ل"قدس برس"بهذه الخطوة، وأكد أنه يعتزم العودة إلى بلاده في الأيام القليلة المقبلة، وقال: "لقد تسلمت جواز سفري من القنصلية التونسية في باريس من دون قيد أو شرط من أي جهة كانت، باستثناء أن الجهات المعنية طلبت مني التخلي عن اللجوء السياسي فقبلت. وهذه خطوة أقدرها وأثمنها، وهي رسالة إيجابية جدا من السلطات التونسية التي تعرف قناعاتي السياسية وانتمائي للمشروع الإسلامي. صحيح أن جواز السفر حق دستوري لكل مواطن، لكن بالنسبة للظروف والملابسات التي شهدتها تونس في السنوات المنصرمة، أعتقد أن هذه الخطوة تستحق التقدير والتثمين، وأرجو أن تكون فاتحة خير لجميع المحرومين من هذا الحق، وتجسيدا لما تضمنه خطاب رئيس الدولة الأخير بقوله قلوبنا مفتوحة وأيدينا ممدودة لكل التونسيين دون استثناء أو إقصاء. ولعل هذه الخطوة تكون مؤشرا على مرحلة جديدة تقطع تدريجيا مع ملابسات الماضي وتفتح آفاقا للمستقبل"، حسب تقديره. وأكد النوري أنه يعتزم العودة خلال الأيام القليلة المقبلة إلى تونس لرؤية أهله بعد سنوات طويلة قضاها في الخارج، وقال: "لقد تحصلت على جواز السفر وأنا الآن بصدد الاستعداد لزيارة تونس في الأيام القليلة المقبلة، فهي بلدي وهي الهوى الذي ظللت أحلم به لسنوات طويلة ليس فقط بدافع عاطفة حب الوطن ولكن أيضا من منطلق الإسهام بقدر الطاقة في خدمته. وسأعود إليها برؤيتي الإسلامية التي أؤمن بها في معالجة القضايا، والتي أعتقد أنها قابلة للتطور في الاتجاه الذي يخدم المصلحة الوطنية"، حسب قوله. يذكر أن محمد النوري الخبير الاقتصادي السابق في جامعة الدول العربية، يتولى الآن رئاسة "المجلس الفرنسي للمالية الإسلامية"، الذي يضم مجموعة من العلماء المسلمين من فرنسا وخارجها، ويعمل على تيسير اندماج المصرفية الإسلامية في فرنسا ومساعدة الحكومة الفرنسية عبر فريق عمل مشكل يعمل بالتعاون مع وزارة الاقتصاد الفرنسية على الاستفادة من المصرفية الإسلامية. ويضم المجلس جملة من الأسماء العاملة في الحقل الإسلامي منها الشيخ عبد الله بن بية والدكتور عبد المجيد النجار والدكتور أحمد جاب الله و الدكتور الشيخ علي القرداغي وآخرين. من جهته رحّب عضو المكتب التنفيذي "للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين" سليم بن حميدان في تصريحات خاصة ل"قدس برس" بخطوة منح النوري جواز السفر، لكنه قال: "هذه خطوة نباركها للأخ محمد النوري ونعتقد أنها حق من حقوقه، لكننا لا نستطيع الحكم عليها، لأنها لا تزال غامضة حتى هذه اللحظة.