أظهر استطلاع للرأي نشرته مجلة "لوبوان" الفرنسية في عددها الصادر هذا الأسبوع، أنّ 37% من الفرنسيين يعارضون إصدار قانون لحظر ارتداء النقاب في فرنسا، في حين دعا حزب الاستقلال اليمينِي المتطرف إلى حظر ارتداء المسلمات للنقاب في الأماكن الخاصة والعامة في بريطانيا.وأشار الاستطلاع إلى أنّ 30% من الفرنسيين يؤيدون تمامًا مثل هذا القانون، بينما 27% منهم يميلون أكثر إلى تأييده، في حين يعارضه 37%، بينما بقى 6% منهم بدون رأى إزاء هذه المسألة. كان المنتمون إلى أحزاب اليمين المتطرف الأكثر تأييدًا لقانون يحظر ارتداء النقاب، بينما كان المنتمون لأحزاب اليسار وخاصة الاشتراكيين الأكثر معارضةً لهذا القانون. ومن المنتظر أن تقدّم اللجنة البرلمانية المهتمة بقضية النقاب توصياتها إلى البرلمان الفرنسي في أواخر يناير الجاري، وينتظر الساسة الاطلاع على نتائج عمل اللجنة قبل اتخاذ قرار بدعم أو رفض مشروع قانون، يقضي بحظره. وتشكلت اللجنة من 32 برلمانيًا من جميع الأحزاب السياسية، ويترأسها النائب عن الحزب الشيوعي، أندري جيران، واستمعت منذ بدأ عملها في يونيو الماضي إلى 75 شخصية، بينهم "نساء منتقبات أدلين بشهادتهن بوجوه مكشوفة"، كما يقول رئيس اللجنة. وسبق أن أبدت صحيفة "لوموند" الفرنسية دهشتها من اقتراح حظر النقاب؛ حيث لا يتعدى عدد المنقبات 400 سيدة من إجمالي عدد المسلمين بفرنسا البالغ نحو 6 ملايين من بين 65 مليونًا، هم عدد سكان الدولة. ومن المتوقع أن يواجه قانون لحظر النقاب في الأماكن العامة عقبات قانونية؛ حيث يتعارض مع البند ال34 من الدستور الفرنسي، والذي ينصّ على حرية إظهار المعتقدات الدينية، كما أنّه يمكن الطعن فيه أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، على غرار الشكوى القضائية التي رفعها مسلمو سويسرا ومتضامنون معهم إلى المحكمة للطعن في نتائج استفتاء سويسري يقضي بحظر بناء المآذن. وفي بريطانيا، نقلت صحيفة "ذا تايمز" عن زعيم حزب الاستقلال اليميني المتطرف اللورد بيرسون قوله: "نحن نبحث عن مشورة الخبراء حول كيفية حظر النقاب.. فمن المنطقي أن نمنع النقاب أو أي شيء يخفي وجه المرأة في المبانِي العامة، ولكننا نرغب أيضًا بمنعه في المباني الخاصة". وبرّر دعوة الحزب حظر النقاب بقوله: "نحن لا نضطهد المسلمين، ولكن هذا الأمر يتعارض مع القيم الديمقراطية في بريطانيا". ويمثل حزب الاستقلال 13 عضوًا في البرلمان الأوروبي، واثنان في مجلس اللوردات (الغرفة الثانية في برلمان بريطانيا)، ونحو 100 عضو بالمجالس البلدية، ومن أهم أهدافه السعي لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. في المقابل، حذّر مسئولون بريطانيون من الدعوة لحظر النقاب، معتبرين أنّه سيضرب ب"القيم الديمقراطية والحرية الدينية في بريطانيا عرض الحائط"، بحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية. وفي هذا السياق أعربت سلمى يعقوب رئيسة حزب "الاحترام" البريطاني المناهض لغزو العراق، عن استيائها قائلة: "لسنا بحاجة إلى رجل أو امرأة تكون وصية على الناس وتأمرهم بأن يرتدوا زيًّا بعينه". وأضافت سلمى: ما دام أنّ المسلمات البريطانيات لا يفرضن ارتداء هذا الزيّ على الآخرين، فمن حقهن أن يرتدين النقاب. وشددت سلمى على أنّ "هذه الخطوة تعدّ انتهاكًا كبيرًا للقيم البريطانية، فبريطانيا تتمتع بحرية التعبير وحرية العبادة". ومتفقًا مع سلمى، قال عنايت بنجلوالا المتحدث باسم مجلس مسلمي بريطانيا: "كان من المفترض أن يكون حزب الاستقلال فخورًا بالتقاليد والقيم البريطانية القائمة على حرية التعبير والدين، لا أن يسعوا إلى ضرب هذه القيم". بدوره، استنكر إيد بولز المسئول عن قطاع المدارس البريطانية، مساعي حزب الاستقلال، قائلًا: "لا أحب أن أكون في مجتمع، يفرض على مواطنيه ارتداء زي دون زي آخر، ولذلك فإنّ الفكرة القائمة على حظر ارتداء النقاب ليست بريطانية"، وتابع: ليس من الإنصاف (حظر النقاب).. ولا يتماشى مع قيمنا فيما يتعلق بالحرية". ولا توجد إحصاءات أو حتى تقديرات عن عدد المسلمات البريطانيات اللاتي يرتدين النقاب، ومسلمو بريطانيا البالغ عددهم حوالي 2.5 مليون نسمة بحسب آخر إحصائية رسمية، يشكلون نسبة 3.3% من تعداد سكان بريطانيا الذي ناهز الستين مليونًا، وهم الأكثر اندماجًا في مجتمعهم من أي بلد آخر من بلدان الاتحاد الأوروبي. الإسلام اليوم/ وكالات الثلاثاء 04 صفر 1431 الموافق 19 يناير 2010