قال لي الاستاذ حسن أن الأمل كبير والجهد قليل ولكنه اكبر مما نملك , ومع ذلك فالقافلة تسير , وبتأوه ليس قليل يعيش مفارقات يصعب أن تحكى , بل يصعب أحياناً أن تصدق , لكنه الزمن يريد أن يمضي بعد أن يزور الجميع ما بين غالب ومغلوب في فهم البعض , شاملاً بعد فهم , قلت فاهما بعد جهل , قال قد يصبح سائداً العكس , لذا ليس من الحكمة أن نتوقف كثيراً عند واحدة بل تكمن أهميتها بوجودها ضمن المفارقات ذاتها . فهمس وقال اني أخجل أن أروي هذه الرواية لكنها الحقيقة , وفيما نحن فيه من مفارقات ,فقال كان هناك فتاة ترتدي لباساً فاضحاً واعتادت عليه , سمع بها كل من في المدينة , كانت تسير بصحبة أبيها مشياً على الأقدام وإذا برجلا أمن يؤديا التحية لوالد الفتاة والذي هو يحمل رتبة ليست متدنيه وهي من الرتب التي تصرف في عالمنا العربي وهي كثيرة حيث يحصل الرجل عليها في أرض معركة لا خصم بها ولا سلاح وربما لا صلاح , لكنه الفلاح غير الذي نعرفه , وعندما فرغا من تأدية التحية قال لهما , يا مفعولٍ بكما – اعتذر للقارئ الكريم عن ذكر الكلمة السيئة - اني لأعرف أنكما لم تؤديا التحية هذه لي بل من أجل إبنتي يا ... , محاولاً الغضب , ولكن مع ابتسامة الفتاة ضحك الجميع فضحك هو متفهماً الموقف على استحياء مبدياً الإحترام في غير موقعه . وعلى شارع آخر من نفس المدينة انتظر الجنود الاسرائليون ليلاً طويلاً كي يعتقلوا امرأة ولم يفلحوا الا بعد مجهود اتباعهم ممن تلفظهم ألسنة الغاصب المحتل قبل غيره , فبادر الجنود المحتلين للأرض - كل الأرض - حيث بقي الإنسان والحمد لله محرراً إلا تلك الشرذمة والتي يرفضها كل مجتمعنا حيث التصقت بالعدو حتى باعت كل شيء , دخل الجنود وهم مدججين بالسلاح الى البيت الذي يعتقد أن المرأة فيه وهي زوجة مطارد آن ذاك - وأما الآن فهو في سجن الغاصب المحتل – قفز مجموعة من الجنود الغاصبين الى مقدمة البيت ودخل مجموعة أخرى الى الحديقة الخلفية كم هو المشهد مريع في نظر البيوت المجاورة فضلاً عن أطفال تلك السيدة والوقت متأخر ليلاً حيث لا كهرباء خرجت السيدة وبكل جرأة قالت لهم ماذا تريدون , قالوا أأنت ...... - اسم السيدة المطلوبة– قالت نعم , وبكل غلظة وشراسة المحتل هجموا كي يخرجوها من عتبة البيت , فقالت قفوا عندكم وإلا لن أخرج , قالوا مطلوب منك أن تأتي معنا للتحقيق , فخرجت وصعدت الى سيارة المحتل وبكل عزة وشموخ جلست بكبرياء المرأة العفيفة حيث لسان حالها يقول مهما فعلتم بنا سنبقى على العهد , نحن بايعنا الله على ذلك وسألناه الثبات والرشاد والإخلاص بالقول والعمل - وإن لها من اسمها نصيب - وها هو العمل قد جاء , فلمِ أقف . (سنكمل المشوار) فقلت إن من يملك القرار لا يعرف ومن يعرف لا يملك القرار . وددت أن يعرف كل من في الأرض أن هناك شعب يستحق الحياة . مهلاً تستطيع الآن شرب القهوة .