الرباط - سارة الطواهري:اجتمع خبراء في الهجرة يُمثلون 27 بلدا إفريقيا و30 بلدا أوروبيا على مستوى رفيع يوم الإثنين 3 مارس في الرباط من أجل صياغة توصيات لوضع خطة متسقة. وشهد المنتدى الذي عُقد على مدى يومين برئاسة كل من الحكومتين المغربية والإيطالية ودعم من المفوضية الأوروبية، أيضا مشاركة مسئولين رفيعي المستوى عن وزارات وهيئات غير حكومية في بلدان شريكة في عملية الهجرة. وعلى الرغم من احتضان المغرب للمؤتمر الافتتاحي الأوروبي الإفريقي عام2006 فهذه أول مرة تسعى فيها المحادثات بين بلدان الشمال والجنوب إلى تجاوز المسائل الأمنية من أجل وضع سياسة عامة للهجرة حسبما قاله أستاذ العلوم السياسية أحمد عيدوني لمغاربية. وفيما أصبح يُعرف ب"خطة عمل الرباط"، دعا قرار 2006 إلى التعزيز الشامل لعمليات مراقبة للحدود بواسطة القوات الجوية والبحرية وأجهزة الشرطة وصياغة "اتفاقيات إعادة الدخول" لتسهيل عودة المهاجرين من بلد المهجر للوطن الأم. وأكد المشاركون في هذا المنتدى على التزامهم بالعمل سويا لإدارة تدفق أعداد المهاجرين ووضع سياسة موحّدة. ويرى السفير المغربي المكلف بالعلاقات الثنائية يوسف أمراني أن المهاجرين القانونيين يُسهمون في تنمية ونجاح مجتمع المهجر ومجتمعهم الأصلي وأضاف أن حرية تنقل العمال تبقى مسألة حاسمة في التنمية الاقتصادية والرخاء. وشدد أمراني على أن التدابير التي يُرجى منها تسهيل دخول وإقامة مهاجرين أفارقة من ذوي المهارات المهنية العليا في أوروبا يجب أن يكفل معايير التوظيف الأخلاقية ويضمن كأولوية أن "هجرة الأدمغة" لا تؤثر في تلك القطاعات التي تعاني نقص القوة البشرية العاملة. وجدد سفير إيطاليا لدى المغرب الحاجة للعمل على وضع سياسة خاصة حتى يتسنى استفادة أوروبا وإفريقيا من حركات المهاجرين. وقال جيسبي بينوكيا إنه يجب اقتناع المهاجرين بأنهم سيتمكنون من الاستمتاع بنفس المؤهلات للتطور التي يحظى بها مواطنو بلد الاستقبال. ودعا المشاركون إلى صياغة مقاربة جديدة تأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف المعنية وتكون مفيدة للشمال والجنوب بحد سواء. كما اتفقوا على أن إدارة الهجرة تتطلب ثلبية ثلاثة شروط: العمل الجماعي بشكل موحّد والتعامل مع المعضلة على صعيد عالمي ثم تشجيع الحوار وتبادل الخبرات والممارسات الجيدة. وأكد الخبراء المشاركون على أهمية إدارة تدفق أعداد المهاجرين حسب احتياجات سوق العمل في بلدان المهجر. كما ثمة حاجة لتوفير التدريب وتطوير مهارات المهاجرين المحتملين المهنية من أجل التأكد من مدى تأهلهم لشغل منصب وظيفي. وقد عُقد مؤتمر الرباط استعدادا للاجتماع الوزاري الأوروبي الإفريقي الثاني حول الهجرة والتنمية المقرر له في الفترة ما بين 20 و21 أكتوبر في باريس. بيد أن الأستاذ عيدوني حذّر من أنه نظرا لغياب هيئة مراقبة من أي مؤسسة فلن يكون إحراز تقدم بالسرعة التي يتوقعها الناس له. وقال "لقد عبّرت وزارة الشؤون الخارجية المغربية عن هذه الملاحظة في مناسبات متعددة".