وميزانية 2010 'في مهب' المباراة ضد مصر الجزائر: أسدل البرلمان الجزائري الستار عن دورته الخريفية، ليدخل النواب اثر ذلك عطلة 'مدفوعة الأجر' في انتظار استئناف البرلمان لنشاطه في دورته الربيعية، بينما تعتبر الدورة الخريفية المنقضية أفقر الدورات من حيث عدد مشاريع القوانين التي تمت مناقشتها، إضافة إلى تراجع دور البرلمان إلى الحد الأدنى بشهادة عدد من نوابه. ترأس أمس الثلاثاء كل من عبد العزيز زياري وعبد القادر بن صالح رئيسي مجلسي الشعب والشورى اختتام الدورة الخريفية للبرلمان، وأكدا في كلمة ألقياها بالمناسبة الدور المهم الذي أضحت السلطة التشريعية تلعبه في المشهد السياسي الجزائري، ومشددين على مشروعات القوانين المهمة التي تنتظر النواب في الدورة الربيعية المقبلة. ولم يناقش النواب قوانين كثيرة خلال الدورة الخريفية المنقضية، إذ بلغ عددها 4 مشروعات قوانين، أهمها هو قانون الميزانية لعام 2010 الذي مر مرور الكرام، لأن الجزائر حكومة وشعبا كانت منشغلة بمباراة الكرة ضد مصر المؤهلة إلى المونديال، وعندما استفاق الجزائريون من حمى هذه المباراة وما صاحبها وجدوا أن القانون تم التصويت عليه. ووجهت الكثير من الانتقادات للبرلمان بسبب عدم قيامه بأي إجراء تجاه العديد من القضايا المثيرة للجدل، وفي مقدمتها قضايا الفساد التي تفجرت منذ بضعة أشهر، والتي طالت عدة قطاعات مهمة، وتورط فيها كبار المسؤولين، دون أن يتحرك البرلمان، ولو باستجواب للوزراء الذين عرفت قطاعاتهم قضايا فساد، الأمر الذي جعل بعض المراقبين يتساءلون عن جدوى ذلك. من جهته أصدر أمس حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (معارض) بيانا انتقد فيه أداء البرلمان في دورته الأخيرة، معتبرا أن السلطة التشريعية تحولت إلى مجرد 'عكاز' في الحياة السياسية. وذكر أنه بين 15 مشروع قانون تم الإعلان عنها في بداية الدورة لم تتم سوى مناقشة قانون الميزانية، في حين تم تمرير 4 قوانين صدرت بأوامر رئاسية دون مناقشتها. وانتقد الحزب الذي يترأسه سعيد سعدي طريقة عبد العزيز زياري رئيس مجلس الشعب في تسيير النقاشات تحت قبة البرلمان، مشيرا إلى أن هذا الأخير كان متسلطا، وأنه منع نوابا تحدثوا عن تزوير الانتخابات وعن الفضائح المالية من مواصلة كلامهم، الأمر الذي كان السبب في مشادات بين النواب وتوقيف الجلسات. من جهته قال ميلود شرفي رئيس المجموعة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي ( حزب الوزير الأول) أنه حتى وإن كانت الدورة الخريفية للبرلمان فقيرة من حيث عدد القوانين التي تمت مناقشتها، إلا أن قانون الميزانية نوقش بطريقة عميقة، وشهدنا تدخلات أكثر من 180 نائباً سواء أمام لجنة المالية والميزانية أو خلال الجلسات العامة. وذكر في اتصال مع 'القدس العربي' أن النواب استمعوا لعرض 5 وزراء حول سياسات قطاعاتهم، وهم وزراء الموارد المائية والطاقة والأشغال العمومية والتربية والتعليم العالي، كما استدعت اللجان المختصة بعض الوزراء مثل وزير الصحة حول موضوع إنفلونزا الخنازير لمساءلته حول الإجراءات التي اتخذتها وزارته من أجل مواجهة هذا المرض. وأشار شرفي إلى أن البرلمان نظم أيضا عدة أيام برلمانية خصصت لعدة مواضيع مهمة، مثل يوم دراسي حول موضوع دور المعارضة في الجزائر، وآخر حول آثار الاستعمار الفرنسي في الجزائر، مشددا على أنه حتى وإن كان هناك نقص في مشروعات القوانين التي تمت مناقشتها، فإن البرلمان لم يقف مكتوف الأيدي، كما أن النواب قاموا بعمل كبير على مستوى دوائرهم الانتخابية. القدس العربي كمال زايت