لندن(ا ف ب)الفجرنيوز:تراجع اليورو الجمعة الى ادنى مستوياته منذ ثمانية اشهر ونصف في مواجة الدولار فهبط سعر صرفه الى ما دون 1,37 دولار نتيجة المخاوف بشأن الصعوبات المالية التي تواجهها بعض دول منطقة اليورو، وبصورة عامة القلق حيال متانة الانتعاش الاقتصادي العالمي.ووصل اليورو الجمعة قرابة الساعة 8,30 تغ (9,30 توقيت باريس) الى 1,3684 دولارا، وهو ادنى مستوى يسجله منذ 20 ايار/مايو 2009، فخسر بذلك 2,6% من قيمته خلال اسبوع. وتدفع المخاوف المتواصلة بشأن العجز في ميزانيات عدد من دول منطقة اليورو وفي مقدمها اليونان وكذلك اسبانيا والبرتغال، المستثمرين الى اعطاء الافضلية في استثماراتهم للعملات التي تنطوي على قدر اقل من المجازفة، مثل الدولار الذي يشكل تقليديا العملة المرجعية وملجأ للمستثمرين في حال وجود مخاوف في الاسواق. واوضح مايكل هيوسون المحلل في شركة سي ام سي ماركتس ان هذا التوجه ازداد خلال الساعات ال24 الاخيرة التي كانت "وطأتها شديدة على الاسواق العالمية اذ تراجعت البورصات والمواد الاولية والعملات في كل مكان .. فيما تجنب المستثمرون الاصول التي تنطوي على مجازفة، مفضلين الامان النسبي الذي يوفره الدولار". وكان البنك المركزي الاوروبي اثنى الخميس على جهود اليونان من اجل الخروج من ازمة العجز الحاد في ميزانيتها، ودعا جميع دول منطقة اليورو لوضع استراتيجيات واضحة من اجل تصحيح ماليتها العامة. وتعتزم المفوضية الاوروبية وضع اليونان تحت وصاية صارمة غير مسبوقة للتثبت من اعتمادها الاجراءات الواجبة لتسوية ازمة ميزانيتها، وذلك بعدما صادقت الاربعاء على خطة تقشف طرحتها الحكومة اليونانية. من جهتها قدمت الحكومة الاسبانية هذا الاسبوع الى المفوضية الاوروبية "مراجعة لبرنامج الاستقرار 2009-2013"، لكنها توقعت بموازاة ذلك ان يزداد الدين العام الاسباني حتى 2012 ليصل الى 74,3% من اجمالي الناتج الداخلي، قبل ان يبدأ بالانحسار في 2013. غير ان كل هذه التدابير لم تكن كافية لطمأنة المستثمرين الذين لا يعتقدون ان المفوضية ستجازف وترفض خطط هذه الحكومات. وقالت جاين فولي المحللة في موقع فوريكس.كوم للسمسرة ان "عدم الموافقة على خطط اسبانيا او البرتغال او اليونان بشأن ميزانياتها سيعزز الريبة المخيمة في الاسواق .. وسيزيد في الواقع من حدة المخاوف بشأن وجوب تعديل بنية الاتحاد النقدي". غير ان هيوسون اضاف ان "السوق تشكك بشكل متزايد في قدرة كل حكومة اوروبية معنية على النهوض من تلقاء نفسها بوضعها المالي، بالرغم من التصريحات المطمئنة الصادرة عن الحكومات او حتى عن البنك المركزي الاوروبي". ويخشى المتعاملون ان تكون المشكلات غير المسبوقة التي تواجهها هذه الدول تستدعي تدخلا قويا من اوروبا او حتى مساعدة من صندوق النقد الدولي. وعرض المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان الخميس على دول منطقة اليورو تقديم "مساعدة بشكل ما" لليونان للسماح لها بتخطي مشكلاتها، غير ان رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه كرر من جهته انه لن يكون هناك اي استثناء عن القواعد الاوروبية المتعلقة بالميزانية. وقالت فولي انه سيترتب على الحكومات المعنية اثبات فاعليتها وجدارتها و"ينبغي ان ننتظر اشهرا قبل ان نستبعد اي عملية اغاثة محتملة قد يقوم بها البنك المركزي الاوروبي او صندوق النقد الدولي". والى الاوضاع الاقتصادية والمالية في اوروبا، فان متانة الانتعاش الاقتصادي العالمي تثير ايضا مخاوف، ولا سيما بعد صدور الارقام الرسمية الجديدة الجمعة في الولاياتالمتحدة والتي اشارت الى فقدان عشرين الف موظف اضافي لعملهم في كانون الثاني/يناير، ولو ان معدل البطالة تراجع 0,3 نقطة الى 9,7%. وقال جيمس هيوز المحلل لدى "سي ام سي ماركتس" ان "البطالة تبقى اكبر عقبة في وجه الانتعاش الاقتصادي، وطالما ان هذه المشكلة مطروحة، سوف يبقى الاقتصاد في انكماش".