رجعت ولم تنحن(ي) كالصّغار رجعت ورأسك مرفوعة لا غبار سيبقى الكبير سليل الكبار ويبقى الصّغير سليل الصّغار كسرت كغيرك هذا الجدار وأكّدت أنّ الحياة انتصار وليْست كما قال بعضٌ هزائم عار وأنّ الرّجوع رجوع اندحار وإلاّ بقاء وطول انتظار وعدت تفجّر فينا قنابل وعي وأشعلت نار فلا بدّ من هدم هذا الجدار فقد صار سدّا منيعا لأيّ انتصار وجمّد فينا التّحوّل والابتكار وأضحى سوادا يلفّ النّهار فلا بدّ من هدمه كي نعيد البناء بناء جديدا يؤسّس للانتماء وترجع فينا الحياة وينبض قلب وتغلي دماء فإمّا نهوض وإمّا فناء تمّهّل أخي قد دخلت الحرام وأمر خطير كهذا الكلام وما الفرق بين الّذي قلته والعدى والنّظام كلام خطير كموج البحار ولا يركب البحر إلاّ العظام وماذا جنينا بطول المقام سوى الانتظار وكثر الكلام وماذا جنينا وراء الإباء سوى أنّنا نحو درب الفناء فلا بدّ من صرخة في السّماء لكي يستفيق النّيام فهذا البناء هوى بالهوى وما عاد يحمي الظّهور الإباء فهيّا نهدّم هذا البناء ونبني بناء جديدا يعيد الرّجاء أساس البناء متين عميق وصلب صلابة طول السّنين وزيتونة بارك اللّه فيها أتت أكلها كلّ حين ومخضرّة عبر هذي القرون جذور تسطّر تاريخنا كي نكون وأغصانها قد حكت ما لقي المؤمنون نضالاتنا سطّرتها السّنون جهاد عذاب سجون قروح جراح منون ومنفى يغذّي الحنين فمنها رضعنا وصرنا الرّجال وخضنا المعارك خضنا النّضال وكانت لنا مثل أمّ حنون أعند الرّخاء لها طائعون وعند البلاء لها جاحدين وصرنا نريد لها الموت حتّى نكون بثوب جديد وفكر جديد فقد طال فينا الخمود وأشباه موتى بهذا الوجود فلا بدّ من صدمة بعدها نستفيق وينبض قلب وتجري الدّما في العروق ويستيقظ العقل بعد الخمود ونكسر أغلالنا والقيود كلام جميل ولكنْ ثقيل وصعب المنال وقل مستحيل أنقتل أنفسنا كيْ نكون وجدّك هذا لأصل الجنون الأخضر الوسلاتي باريس فيفري 2010