العالم القديم غيّب الشراكة والحوار تونس:أكد المفكر التونسي الأستاذ الجامعي ومدير عام إذاعة (الزيتونة) الدكتور كمال عمران اليوم ان مبدأ الشراكة والحوار مع الآخر كان غائبا تماما في العالم القديم قبل ان يظهر مع الدين الاسلامي الحنيف. واوضح الدكتور عمران في محاضرة بعنوان "حوار الحضارات في زمن العولمة" ألقاها في (بيت العرب) بمركز جامعة الدول العربية بتونس ان "حوار الحضارات كان غائبا في العالم القديم باعتبار ان العلاقة بين البشر كانت عمودية ومرتكزة على مفهوم الهيمنة". وقال ان الخروج بهذا الاستنتاج تحكمه مرجعية تاريخية يمكن من خلالها تقسيم العالم الى قديم وجديد مشددا على ان الاستثناء في الدعوة الى الحوار بين البشر في العالم القديم كان مع الدين الاسلامي الحنيف "الذي عمل على تكريس منطق مغاير لما كان سائدا من قبل ما ساعد على ارساء مبدأ المشاركة والحوار مع الآخر". وفي حديثه عن بداية الدعوة الى الحوار في العالم الجديد قال الدكتور عمران في المحاضرة التي حضرها الامين العام المساعد ورئيس مركز تونس الشاذلي النفاتي وعدد من المفكرين والباحثين ان "اول حوار للحضارات بين العرب والغرب تجسد سنة 1798 بدخول نابوليون بونابرت الى مصر". واشار الى ان الحملة الفرنسية في مصر خلقت آنذاك وضعا تمازجت فيه الثقافة العربية بالغربية والتقى علماء الثقافتين في معهد بونابرت ومكتبة الاسكندرية في حوار اعتبره البعض غير متكافىء ويمثل صداما حضاريا. واثار المفكر التونسي من هذا المنطلق مسألة التكافوء في حوار الحضارات معتبرا انه "لا يمكن اقامة حوار ايجابي يستفيد منه الطرفان ما لم يكن ميزان القوى متكافئا بينهما" ومشددا على ضرورة ان تستند الامة الاسلامية الى موروثها الغني ليكون منطلقا لها لتطوير نفسها واقامة حوار متكافىء مع الآخر. كما اوضح ان الحوار البناء في زمن العولمة يجب ان يستند الى ركائز جوهرية منها قبول فكرة "المغايرة" اي حق الاخر في الاختلاف والتعرف على عناصر لغته وحضارته ودينه واحترامها. واستشهد المفكر التونسي عمران في هذا السياق بالمقاربة التونسية في التعامل مع العولمة التي قال انها "تدعو الى ان نأخذ منها ما يضيف الينا ولا نستسلم لمغرياتها وسلاحنا في ذلك التشبث بجذورنا وبهويتنا".