“شرطة دبي تربك الموساد” عنوان تصدر الصحف ونشرات الأخبار، وقدم هذا الجهاز بثوب ينافس أحدث أجهزة العالم، التي ضربت بشهرتها جذوراً راسخة، فقد جعلت شرطة دبي من تمكنها من حل لغز اغتيال المبحوح مثالاً للأمن المتميز الذي قدم للعالم أجمع نتائج تحقيق هو الأول من نوعه لتسلسل الجريمة، ليس من خلال التوقعات والتحريات، وإنما عبر الصورة المتحركة، وما سجلته الكاميرات التي تغطي مختلف المناطق لتقطع الشكوك من غير رجعة، وتزيح التأويلات، وتقدم لأول مرة ملفاً متكاملاً فجّر قنبلة مدوية لا تزال أصداؤها تتردد في مختلف دول العالم، وخاصة تلك التي تتشدق بتشديداتها الأمنية وأجهزتها الخارقة وإمكانياتها التي لا مثيل لها . شرطة دبي، التي تبهر العالم اليوم، بفكها طلاسم أي جريمة وتتحمل عبء الأجواء المفتوحة والتنوع السكاني، وكل البشر الذين يفدون إلينا يومياً من مختلف أصقاع العالم، مجتازة كل حواجز اللغات والمؤامرات كتلك التي حيكت في اغتيال المبحوح، تستحق منا كل التقدير والثناء والتعاون كمواطنين ومقيمين ننشد أمن المجتمع حتى نقضي على كل من يتصور أن دبي مسرح لتصفية الحسابات . ونقول إن لدينا عيوناً ساهرة متمكنة ومسلحة بكل التقنيات، ترصد كل التحركات المشبوهة، وتواكب تطور الإمارة وتحولها إلى نقطة إشعاع عالمية تحتاج إلى استتباب الأمن كركيزة رئيسية لهذا التميز . ما خرج به الناس حول العالم من قضية المبحوح هو أن شرطة دبي تتميّز عن الأجهزة الشرطية العربية، بأنها جهاز يمتاز بالوضوح والنزاهة والحياد في تعامله مع الجميع دون تفرقة بين عرق ولون . والحقيقة أن هذه النقلة الكبيرة لم تأت من فراغ، بل بجهد وإخلاص رجال أثبتوا جدارة رجل الأمن العربي لو أعطي الصلاحية والتدريب والثقة وفي مقدمتهم الفريق ضاحي خلفان تميم القائد العام، وأن لدى شرطة دبي الامكانات البشرية المدربة تدريباً رفيع المستوى، ولديها التقنية المتطورة لكشف غموض الجريمة بكل أنواعها، إضافة إلى الصراحة والوضوح في الإعلان . وهذه النقطة هي الحافز القوي لرجال شرطة دبي لبذل المزيد من الجهود . من ضمن الإشادات بهذا الجهد ما كتب يشيد بالشجاعة الإماراتية متمثلة في شرطة دبي في الإفصاح عن الحادثة التي ظهرت عبر وسائل الإعلام في قمة الشفافية والتعليق السياسي والجنائي المسؤول من القائد العام لشرطة دبي، ولم تتذّرع بأدبيات حسن العلاقات مع دول الأشخاص الذي قاموا بالجريمة، بل كانت أكثر شفافية مما كان متوقعاً، ونشرت كل الأسماء والصور والتفاصيل، حيث كشف ضاحي خلفان عن كل شيء واضعاً مصلحة حكومة مدينته وأمنها فوق كل شيء، وإن كانت دبي لسان حاله يقول ذلك مدينة مفتوحة اقتصادياً وسياحياً وترحب بالأجانب عموماً والغربيين على وجه الخصوص، إلا أنها لن تكون مكاناً مفضلاً لتصفية الحسابات والاغتيالات . الخليج:السبت ,27/02/2010