تونس:عند الحديث عن الاستغوار أو عمليات الاستكشاف في المغارات يذهب إلى ظن اغلبنا أن المسالة تتوقف عند حدود الهواية وحب الاطلاع وان ركوب المخاطر أحيانا ليس إلا مغامرة وتجربة مجهولة العواقب...لكن الحديث مع رئيس جمعية التجوال والبيئة بزغوان السيد محمد التيويري يكشف لنا حقائق عديدة فالاستغوار له مردود اقتصادي وصحي إذ يتم حاليا بالتعاون بين معهد باستور بتونس واحد المخابر العالمية باسبانيا استغلال بعض المواد التي تفرزها الخفافيش المتواجدة بهذه المغارات لاستخراج لقاحات مضادة للقريب الموسمية ودواء مضاد للجلطة. يقول محدثنا وهو متحصل على ديبلوم في الاستغوار من الجامعة البلجيكية للكهوف والمغاور أن لهذا الميدان فوائد عديدة منها توظيف هذه الاكتشافات في السياحة العلمية البيئية والعلمية إضافة إلى أن الباحثين والخبراء يعتمدون الخفافيش الموجودة بهذه المغارات في دراسات وبحوث طبية فقد تم تكليفه منذ سنة 2006 من قبل معهد باستور بتونس برفع عينات من لعاب الخفافيش بغاية تحليلها بعد أن تلقى تكوينا بأحد مراكز البحوث باسبانيا حول كيفية رفع العينات دون الإضرار بالحيوان الذي يحمل مكونات صالحة لتطوير اللقاحات باعتبار أن الخفافيش حامل لفيروس القريب الموسمية ومن خلالها يمكن تكوين لقاحات مضادة للفيروس كما أوكل معهد باستور لرئيس جمعية التجوال والبيئة دور استكشاف نوعية الخفافيش الموجودة بتونس التي تتضمن في تركيبتها مادة يمكن أن تساعد على تصنيع دواء مضاد للجلطة وهو البحث الذي ينجزه معهد باستور مع مركز البحوث الاسباني المذكور. داء الكلب ولاحظ محدثنا أن للخفافيش دورا بيئيا فهي تقضي على الوشواشة والناموس كما انه نظرا لأهميتها فقد انطلقت فرنسا في تربية الخفافيش في الضيعات الفلاحية لأنها تقتات من الحشرات التي تضر بالزراعات والنباتات من جهة ولئن لم يقع الكشف عن النتائج الأولية بخصوص الدواء المضاد للجلطة فمحدثنا يؤكد ان لهذا الطائر فوائد جمة ففي كندا مثلا تم العثور على نوع من الخفافيش مصاصة الدماء ستقع تربيتها حتى تتكاثر لأنها تصلح للبحوث التي ذكرناها... ويشير احد الباحثين إلى أن 19 نوعا من الخفافيش تعيش بتونس منها 10 أنواع في زغوان ويتم رفع عينات من جلدتها لتحليل الحمض النووي بغاية التعرف على خصائصها إذ بينت بعض الدراسات العالمية أن احد أنواع الخفافيش حامل لفيروس الكلب ويمكن أن يمرره للمستغورين حتى عبر الهواء وهو ما يبرر البحوث الجارية حاليا على بعض المواد التي تفرزها هذه الحيوانات لإيجاد دواء مضاد للكلب المعتبر كمرض قاتل. استغوار وقد قام الشهر المنقضي وعلى امتداد 15 ساعة متواصلة 7 أعضاء من جمعيتي التجوال والبيئة والرياضة للجميع الناشطتين بولاية زغوان ومجموعة السلحفاة من العاصمة بالاستغوار إلى آخر نقطة في مغارة عين الذهب من جبل السرج بولاية سليانة علما أن آخر مرة تم فيها بلوغ آخر نقطة بالمغارة المذكورة كانت خلال الثمانينيات عن طريق فريق من الجامعة الفرنسية لعلوم الكهوف والمغارات التي تملك مثالا هندسيا للمغارة تمكن التيويري من الحصول عليه منذ أعوام ليعيد التجربة ويبلغ آخر نقطة فيها سباحة لمسافة ألف متر ثم مشيا لمسافة كيلومترين فمغارة عين الذهب عبارة عن واد جوفي تغمره المياه منذ ملايين السنين ويشق باطن جبل السرج على طول 3 كلم تقريبا. ووضعها الجيولوجي جعلها غنية بالاحفورات إضافة إلى صواعد ونوازل بلورية هامة يمكن استغلالها في دراسة التغيرات المناخية وفق مختلف المراحل الجيولوجية التي عرفتها البلاد التونسية. أجمل المغارات وتضم المغارة 9 قاعات داخلها تحمل ألوانا وأشكالا فريدة ويبلغ عرض أكبر قاعة 70 مترا على طول 100 متر وارتفاع يصل إلى 20 مترا إضافة إلى نوازل بلورية رهيفة سمكها مليمترين ورشحها خبراء فرنسيون لان تحرز لقب أجمل مغارة في العالم على اعتبار ما تحمله من ألوان وأشكال فريدة وأفاد السيد محمد التيويري انه بعيدا عن عين الذهب مسافة 12 كيلومترا توجد مغارة أخرى بجبل وسلات (معتمدية الوسلاتية) عثر داخلها على رسومات تعود إلى العصور الحجرية توحي بان الإنسان البدائي قد عاش فيها كما قام أعضاء جمعيته يوم الجمعة قبل الماضي بالاستغوار بجبل سكرين بزغوان في مغارة عمقها مائة متر وطولها 40 مترا وأخرى بجبل بنت سعيدان عمقها 140 مترا تحتوي غرفا صغيرة ويشترط أن يكون المستغور متدربا ويملك لباس الغواصين لان اغلب المغارات تحتوي على الماء. المغارات المنفى وبخصوص البرنامج المستقبلي أفاد محدثنا انه سيقع التركيز على الأعين المائية الموجودة بمعتمدية كسرى على غرار عين سلطان وعين السوق وعين جبارة.. وهي أماكن تحتوي على مغارات لم يستكمل اكتشافها كان يستعملها الاحتلال الفرنسي كمنفى وقد زار إحدى هذه الأعين الفرنسي «جون جاك» عام 1978 ولمن لايعرفها تعتبر كسرى المنطقة الجبلية التي ترتفع 1240 مترا على مستوى سطح البحر والاولى من حيث عدد المغارات تليها مغارات جبل الشعانبي بالقصرين. الصباح