على مسرح رشاد الشوا الثقافي بمدنية غزة ، انطلقت اليوم مسرحية " الحبل السري " بغزة التي تنتقد أداء الفصائل الفلسطينية ، وتطالب تغيير من الواقع المؤلم الذي يعيشه المواطن الفلسطيني . الفنانة القديرة إيناس السقا نجمة مسرحية الحبل السري ، والتي تلعب دور " أم زكي " قالت لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما : " إن المسرح الفلسطيني سيشهد انتعاش على الحراك الثقافي بما ان عام 2009 م كان عام القدس عاصمة الثقافة العربية وسوف يكون عام 2010 م امتداد وتطور في الأداء المسرحي بغزة ". أما عن دورها فقالت " انه تجسيد لمعاناة المرأة الفلسطينية التي تحس وتعيش بكل ما يدور حولها وهي المرأة المتواضعة والقوية والتي تحملت فقدان الابن والزوج والأب والأخ وواجخت معاناتها على المستوى الاقتصادي أيضا ". وأكدت بأن " الديكور هو الممثل الأساسي والذي فرض حضوره علي خشبة المسرحة بإحساس ابن المخيم العميق الملم بتفاصيل المخيم وقدر احضره الفنان مصمص الديكور غانم الدن قطعة من المخيم ". أما الفنان وائل أبو حجر والذي مثل دور أبو جلدة فقال لمراسل موقع بانيت وصحيفة بانوراما : " أنا مثلث دور رجل من أهل المخيم صاحب صنعة وهي الإسكافي عصبي المزاج ولكنه فلسطيني حتى النخاع منتمي إلي قضيته وشعبه ووطنه وضد الانقسام ونفسه ان ينتهي الانقسام البغيض ". يذكر أن طارق جبريل يمثل شخصيتين بالمسرحية والشخصية الأولى هي شخصية الرجل الذي لا يحب ان يتدخل بالسياسية والشخصية الثانية هي شخصية المسؤول كما ان جبريل هو من كتب الأغاني والزجل الخاص بالمسرحية والتي تم غنائها أثناء العرض . بدروه قال الفنان القدير زهير البلبيسي والدي مثل دور فواز و" انه لأول مرة وبدون مجاملة الديكور المسرح كان له التعبير القوي مثمنا دور مصمم الديكور" . كما أضاف البلبيسي " بان المخيم له مميزات جميلة جسدت بالديكور وجسدت بالترابط والتواصل الأسري ". وعن دورة قال : " قمت بدور فواز الإنسان البسيط غير المثقف والذي يحاول من خلال تطلعاته وطموحاته إلي تحسين وضع البلد وان يعم الخير على الناس ". وقال الفنان سعيد عيد والذي لعب دور أبو الخير " بأن دوره كان هو دور ضمير الحارة الفلسطينية وجسد الإنسان ومطالبته بإنهاء الانقسام ومتابعته للواقع الفلسطيني " . كذلك لعب الفنان كاظم الغف دور " أبو خالد " وهو شخصية من شخصيات " كبار الحارة " حلمه مثل حلم أي إنسان فلسطيني عادي في تحسين راتبه قبل التقاعد والمسرحية من إخراج حازم أبو حميد .
تحول مركز رشاد الشوا الثقافي وسط مدينة غزة، إلى مخيم للاجئين الفلسطينيين، وتحديدا لمخيم البريج أحد مخيمات المنطقة الوسطى في قطاع غزة. لكن مهلا، فهذا المخيم هو مجرد لوحات فنية، استكمالا للاستعدادات الاستعراضية لمسرحية " الحبل السري " ، حيث استطاع الفنان " غانم الدن " نقل مخيم البريج بجدارنه المتهالكة والشعارات الخاصة بالفصائل، وغسيل الجارات الذي ينشر على جدران المخيم في الخارج، نظرا لصغر حجم المنازل التي بالكاد تتسع لأصحابها.
داخل مخيم البريج الجديد في مركز رشاد الشوا الثقافي موضحا أن ما نشاهده هو وضع اللمسات الاستعراضية الأخيرة لمسرحية " الحبل السري". وعن السبب وراء هذه اللوحات المجسدة أوضح أنها تتلاءم مع نص المسرحية والجو السائد والمطلوب مكان المخيم بكل تفاصيله كان يتطلب أن يستحضر المخيم على المسرح بشكل يعطي الإحساس بروح المكان وبشكل المخيم ويتلاءم مع ذات البعد الواحد وأضاف بان الجدران ارتفاعها في العمل 3 متر وطولها ما يعادل 50 متر على أشكال جدران تم الكتابة عليها وإعطاء الإحساس بأنها جدران قديمة قدم المخيم . وحول أهمية ارتباط الديكور بالمكان أوضح الفنان الدن ، بأنه من خلال تكامل الديكور مع العرض المسرحي بني المخيم محطة من محطات الأجواء التي نعيشها للتعاون من خلالها كل أشكال الظلم والغبن والواقع على الشعب الفلسطيني وأن عودتنا قريبة قرب الأمل النابض في القلوب والنفوس . ومسرحية الحبل السري من خلال ما قام به الفنان الدن بمساعدة كل من الفنانين محمد المغاري وطارق الهواري تريد تجسيد كل التفاصيل البائسة المتراكمة فوق الجدران من الأبواب والأسطح وكل الملامس التي تحاكي الجرح والألم الفلسطيني في مخيمات اللاجئين وهي رسالة ان المخيم ينقل معاناتنا ، بحيث لا نزال نعيش ونبحث عن عودتنا . وتلاحظ خلال جولتك داخل المخيم شعارات لكافة فصائل العمل الوطني والإسلامي على جدران المخيم التي تم تجسيدها للفنان الدن مع الصور القديمة للشهداء وبروز الشعارات الوطنية وكذلك تصدع الجدران وقدمها. ومن الشعارات التي برزت لا للانقسام ، والوطن أغلى منا جميعا ، وكذلك كتائب شهداء الأقصى تعلن عن عملية في نتساريم، حماس تهنئ وأسماء كافة لفصائل والشهداء أكرم منا جميعا ومسجد العودة ودكان أبو جلدة وقهوة فواز وحتى تم إبراز ملابس منشوره على حبل الغسيل في شوارع المخيمات المعتادة. ويتمنى الفنان غانم الدن أن يمثل هذا العمل نقطة مضيئة في تاريخ الثقافة والإبداع وان تصبح غزة بدلا من مكان للقهر واللجوء، إلى منارة للثقافة والتألق