جاء القرار الجمهوري رقم 62 لعام 2010 «بتعيين الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخاً للأزهر»، ليحسم 10 أيام من الجدل والتكهنات بشأن من سيخلف الإمام الراحل محمد سيد طنطاوي على كرسي المشيخة في الجامع العريق الذي يُعتبر أعلى مرجعية للمسلمين السنة في العالم، وأبرز مقومات الحفاظ على دور مصر وتأثيرها في العالم الإسلامي. شهدت رحلة الطيب إلى منصب الإمام الأكبر محطات عديدة شخصية وأكاديمية وسياسية، تبدأ منذ مولده ب «المراشدة» في «دشنا» بمحافظة قنا، من أسرة ينتهي نسبها إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، ثم التحاقه بالأزهر الشريف وحصوله على درجة الليسانس من جامعة الأزهر في شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية عام 1969، ثم تعيينه معيدا بالجامعة، وحصوله على الماجستير عام 1971، ثم الدكتوراه من جامعة السوربون الفرنسية. انتدب الطيب بعد ذلك عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا، ثم عميداً لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان، كما عين عميداً لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان، وهو عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالتعيين وشيخ الطريقة الأحمدية الخلوتية خلفا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية بأسوان. شغل الطيب في السابق منصب مفتي الجمهورية لسنة واحدة عام 2002، قبل أن يعينه الرئيس مبارك رئيساً لجامعة الأزهر عام 2003، حيث كان بانتظاره واحد من أكثر أدواره المثيرة للجدل السياسي في ديسمبر 2006 عندما تفجرت القضية المعروفة باسم «ميليشيات الأزهر» عقب تنظيم طلاب ملثمين من جماعة الإخوان المسلمين عرضاً اعتبره البعض «عسكرياً» داخل الجامعة، فيما أصرت الجماعة على كونه «استعراضاً رياضياً»، حينها اتخذ الطيب موقفاً حاسماً ضد الطلاب، وانتهت القضية بثمن سياسي باهظ دفعته الجماعة بعد إحالة عدد من أبرز قياداتها إلى المحاكمة العسكرية، على خلفية قضية «الميليشيات». ويتمتع شيخ الأزهر الجديد بعلاقات وثيقة مع الدوائر الرسمية، والحزب الوطني الديمقراطي، شهدت ذروتها في نوفمبر 2007 عندما تم اختياره ليكون عضواً بالمكتب السياسي للحزب خلال مؤتمره العام، خلفاً للدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر السابق. يبدأ الطيب مهامه الجديدة على كرسي شيخ الأزهر، غير القابل للعزل بحسب البروتوكول الرسمي، محملاً بتركة ثقيلة خلّفها الدكتور محمد سيد طنطاوي طوال 14 عاماً خاض فيها الراحل العشرات من المعارك الفكرية والسياسية، وينتظر الكثيرون من شيخ الأزهر الجديد، حامل الرقم 48، أن ينجح في صياغة مفهومه الخاص لدور الإمام الأكبر. العرب 2010-03-20