القاهرة : نددت جماعة الإخوان المسلمين وباقي المعارضة المصرية بقرار السلطات بشأن الإفراج عن صحافي إسرائيلي وإعادته لتل ابيب بينما لايزال المناضل مجدي أحمد حسين أسير الزنزانة للعام الثاني على التوالي. وأعرب نواب في الجماعة عن أسفهم لأن النظام يقذف بمناضل كبير في غياهب السجون لكونه سافر لدعم الأشقاء الفلسطينيين معنوياً غداة الحرب على غزة بينما يتم الافراج عن الصحافي الإسرائيلي الذي دخل الحدود سراً لأغراض قالت عنها المصادر الأمنية إنها مشبوهة. وقال النائب عن الجماعة د. حمدي حسن إذا علمنا ان دخول الصهاينة 'سيناء' بطريقة مشروعة اسهل بكثير في بعض الأحيان من مرور المصريين انفسهم والذين قد يتم منعهم بطريقة أو بأخرى حيث لا يحتاج الأمر بالنسبة للصهاينة إلا إلى بطاقة تحقيق شخصية فقط فإن ذلك يمثل فضيحة للنظام ينبغي عدم السماح بمرورها بدون تحقيق. وتساءل حسن عن الأسباب التي تجعل صحافيا صهيونيا يدخل البلاد ويعبر الحدود بطريقة غير مشروعة إلا اذا كان يريد سوءا ويضمر شرا او يدبر لمؤامرة ؟ وقال حسين يحدث هذا في الوقت الذي يسجن فيه المناضل والصحافي المصري مجدي احمد حسين لأنه لما دخل بلده 'وطنه' وليس بلد غيره كان قد خرج بطريقة غير مشروعة في نظر الحكومة وحكم عليه بالسجن سنتين وما زال محبوسا ويعاني صابرا محتسبا رغم الأمراض الكثيرة التي يعاني منها. وتساءل عضو النقابة ساخراً هل صحيفة 'هآرتس' التي يعمل بها المراسل الإسرائيلي مقبولة و'دمها أخف' على اولي الأمر من صحيفة 'الشعب' المعطلة والمغلقة منذ عقدين من الزمان؟ وانتقد حسن موقف نقابة الصحافيين المصرية وبقية النقابات المهنية وايضا مؤسسات المجتمع المدني المعنية التي التزمت الصمت على اطلاق سراح الصحافي الصهيوني وحبس الصحافي المصري ارتكبا ذات الفعل حيث كان يجب ان تنتفض ضد الحكومة على هذا التصرف المرفوض. وفي ذات السياق ندد النائب محمد عبد العليم داوود من حزب الوفد بقرار السلطات الإفراج عن المراسل الإسرائيلي يوتام فيلدما بينما لايزال مجدي حسين نزيل أحد السجون بالرغم من المنصب المرموق الذي يشغله في حزب العمل المجمد فضلاً عن عمله الصحافي. وأعرب عبد العليم عن شعوره بالخجل بسبب سلوك النظام الذي يتعامل مع الإسرائيليين باللين والمودة، بينما يستخدم سياسة القمع مع المصريين ودعا لضرورة الإفراج بأقصى سرعة عن مجدي حسين. كما هاجم يحيى القزاز من قيادات كفاية النظام بسبب استمرار إعتقال أمين حزب العمل. ووصف الإفراج عن الصحافي الإسرائيلي بأنه قرار غير مدهش بالمرة لأن النظام كشف منذ سنوات عن ولاءاته الإسرائيلية في العديد من المواقف. جدير بالذكر أن الصحافي الإسرائيلي يوتام فيلدمان(30 عاما)، الذي أفرجت عنه مصر مؤخراً كان قد عاد إلى تل أبيب بعدما أفرجت عنه السلطات المصرية. وكان فيلدمان قد أرسل إلى مصر من قبل القناة العاشرة الإسرائيلية والذي يعمل أيضا لدى صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية لإجراء تحقيق حول تسلل المهاجرين غير الشرعيين الأفارقة إلى مصر. وأعلن مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته أن فيلدمان تم الإفراج عنه بعدما تدّخل وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي لدى مدير المخابرات المصرية الجنرال عمر سليمان، وأكد المسؤول عن البرنامج التليفزيوني افيف دروكر لإذاعة الجيش الإسرائيلي هذا التدخل، وأشار إلى أن والد الصحافي المعروف أفيغدور فيلدمان اتصل بعمر سليمان ليتم إطلاق سراح ابنه. وأضاف دروكر أن الصحافي 'تعرض لضرب مبرح من قبل شرطيين مصريين عند اعتقاله وواجه في وقت ما تهديدا بقتله لكن تم تحسين معاملته بعد ذلك'. ونقلت الصحف الإسرائيلية تصريحات يوتام فيلدمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي لدى وصوله مطار بن غوريون عما حدث له في مصر، حيث قال إنه ذهب لأداء مهمة عمل تتعلق بإجراء تحقيق صحافي ولم يكن هناك مفر إلا الدخول بتلك الطريقة، لكي يكشف عن المخاطر التي يقوم بها بعض الأفراد المجبورين على القيام بأعمال غير شرعية من أجل الحفاظ على آدميتهم، قاصدا اللاجئين الأفارقة. ونقلت صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية عن مسؤول مصري أنه كان من المقرر أن تتم محاكمة الصحافي بتهمة التسلل إلى داخل الحدود الإسرائيلية بصحبة لاجئ غاني والتي قد تصل عقوبتها إلى الحبس لمدة عام، قبل أن يتم الإفراج عنه مساء أمس الأول، ثم غادر إلى تل أبيب، حيث كان وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي في استقباله. وأشارت الأنباء إلى أنه لدى وصوله استقبل استقبال الفاتحين وتم الإحتفاء به. 'القدس العربي' حسام أبوطالب