أكد عدد من المحللين والسياسيين المصريين أن السبيل الوحيد إلى نصرة الشعب الفلسطيني هو المقاومة، مشيرين إلى أن الانجرار وراء المفاوضات والحديث عن عملية السلام وجدواها ما هو إلا مضيعة للوقت.جاء ذلك خلال مؤتمر "يوم الأرض الفلسطيني" الذي عُقد مساء أمس الأربعاء في نقابة الصحفيين المصريين، والذي تناول سيناريوهات المسلسل الصهيوني لتهويد القدس ومراحل "الاستيطان" الصهيو - أمريكي للأراضي الفلسطينية، وفضح موقف الأنظمة العربية والحكومية المتخاذل تجاه القضية الفلسطينية. من جانبه أكد محمد سيف الدولة الباحث في الشأن الفلسطيني أن توقيع معاهدة أوسلو 1993م كان بمثابة تنازل من البلاد العربية عن فلسطين، استمر حتى وقع الحكام العرب التنازل التام عن الأراضي الفلسطينية في مبادرة مارس 2002م، مؤكدًا أن ما حدث ما هو إلا بيعٌ للقضية الفلسطينية ومساندةٌ للكيان الصهيوني لاستكمال مشروعه الإجرامي. وأوضح سيف الدولة خطوات تطبيق المخطط الصهيوني، بداية باقتلاع المنازل في المدينة القديمة بصدور قرار بناء الوادي المقدس وسور حديقة للملك داوود، والذي تسبَّب بهدم 166 ألف بيت فلسطيني؛ لإتمام عملية المشروع الصهيوني، ثم تهجير نصف مليون يهودي في القدسالشرقية، وأخيرًا اقتلاع المقدسات بإنشاء 25 نفقًًا تحت الأقصى؛ ما أدى إلى تشقُّق جدرانه بفعل العوامل الطبيعية. فيما تناول النائب عن كتلة "الإخوان المسلمين" وعضو مكتب الإرشاد سعد الحسيني العلاقة بين "جماعة الإخوان" والقضية الفلسطينية؛ حيث قال: "إن فكرتنا ك"إخوان مسلمين" إزاء القضية الفلسطينية ليست قضية مساندة إنسانية أو واجب عربي فحسب، وإنما هي قضية عقائدية بالدرجة الأولى، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا﴾ (الإسراء: 4)، فهم ذريعة فساد وإجرام للأرض، ووجب علينا كمسلمين مقاومتهم". وأوضح الحسيني مخاوف الصهاينة وذعرهم من انتهاء فترة دولتهم، وأنهم على يقين بأن المقاومة ستقوى شوكتها وتمحو براثين القهر الصهيوني، وذكر موقفًا لإحدى النساء الفقيرات التي كانت تسرِّب البنزين على الحدود، وعندما سألها أحد الصحفيين قالت مفتخرة: "شرف لي أني أساند أهلي.. مش أحسن من اللي بيصدر للصهاينة غاز؟!". واقترح الحسيني بعض الحلول العملية لمساندة الأقصى، ومنها: "التبرع والمقاطعة، ورفض التطبيع والاستمرار في التعبير عن غضب الشعوب بالوقفات الاحتجاجية"، مضيفًا: "يكفينا أن نهتف: لبيك يا أقصى؛ فمن أعظم الأسباب لصمود الشعب الفلسطيني هو أن يشعر بأن العالم الإسلامي بأكمله يحمل همَّ القضية". بدوره أدان صلاح عبد المقصود وكيل نقابة الصحفيين المصرية الصمت العربي غير المبرر، وتخاذل منظمة المؤتمر الإسلامي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن المؤتمرات التي تعقد ما هي إلا جرعات مُخدِّرة للعقل العربي، وأن القرارات التي تبرمها بمثابة ذر للتراب في العيون العربية، ومحاولةٍ لتهدئة الأوضاع الشائنة التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني".