وارسو:دخلت الدولة البولندية وجيشها ازمة خطيرة السبت نتيجة مقتل رئيسها ليخ كاتشينسكي وكبار قادة الجيش وعدد كبير من المسؤولين في تحطم طائرة كانت تنقلهم في روسيا.وعقدت الحكومة اجتماعا عاجلا بعيد ظهر اليوم لتحديد خطواتها التالية. ودعا رئيس الوزراء دونالد تاسك البولنديين الى "المحافظة على الهدوء في فترة الحداد الوطني"، ولم يعلن اي تفاصيل حول المناقشات التي اجراها. واعلن تاسك انه سيتجه الى منطقة سمولنسك غرب روسيا حيث وقعت الكارثة الجوية وان اجتماعا اخر سيعقد عند عودته. لكن لا خوف من اي فراغ مؤسساتي اذ ينص الدستور على تولي رئيس البرلمان برونيسلاف كوموروفسكي مهمات الرئاسة بالوكالة وكذلك على جدول زمني مفصل لاجراء انتخابات رئاسية. وبموجب المادة 128 من الدستور فان امام رئيس مجلس النواب 14 يوما لتحديد موعد الانتخابات "باختياره يوما لا يتزامن مع اي مناسبة خلال الايام الستين التي تبدأ من يوم تحديد موعد الانتخابات". وكانت الانتخابات مقررة في بولندا في تشرين الاول/اكتوبر. وكان سيتواجه فيها ليش كاتشينسكي المحافظ وكوموروفسكي، المرشح الرسمي لحزب المنبر المدني الليبرالي الذي يترأسه تاسك. واجتمعت رئاسة اركان الجيش البولندي السبت. ونقلت وكالة الانباء البولندية (باب) عن المتحدث باسم رئاسة الاركان داريوس نيدزيلسكي قوله "حيال هذه الازمة، ستتخذ (رئاسة الاركان) القرارات المناسبة". ومن بين 88 اسما لمن كانوا على متن الطائرة التي تحطمت السبت برز اسم الجنرال برونيسلاف كوياتكوفسكي قائد القوات العملانية في بولندا العضو في الحلف الاطلسي. ومن بين الضحايا كذلك الجنرالات تادوز بوك قائد سلاح البر، اندرزي بلاسيك قائد سلاح الجو، ووجشيك بوتاسينكي قائد القوات الخاصة، الى جانب نائب الاميرال اندرزي كرويتا قائد سلاح البحرية. وصرحت المحللة السياسية لينا كولارسكا بوبينسكا لوكالة فرانس برس "سيتم الانتقال الى جيل جديد في الجيش البولندي. وسبق ان بدأت هذه العملية لكن القدر عجل في وتيرتها". كما قضى محافظ المصرف المركزي سلافومير سكرزيبك في الحادث. واعلن المصرف المركزي في بيان ان "المصرف المركزي البولندي يعمل ويتم كل المهمات التي ينص عليها القانون". وعلى المستوى السياسي قالت المحللة السياسية "تبدو نتيجة الانتخابات الرئاسية مؤكدة، اذ ان مرشحين مهمين من حزبي المعارضة الرئيسيين قضيا في الحادث" في اشارة الى كاتشينسكي الذي كان من المفترض ان يترشح عن حزب الحق والعدالة المحافظ وجيرزي سزمايدزينسكي المرشح الرسمي لتحالف اليسار الديموقراطي. وقالت بوبينسكا ان "الحملة الرئاسية ستكون هادئة وصامتة، بدون اي نزاع"، لافتة الى ان الحزب المحافظ الذي خسر العديد من الشخصيات في الحادث "سيكون من الصعب عليه ان ينهض مجددا". واضافت "انها ايضا ضربة مروعة شخصية لرئيس الحزب" ياروسلاف كاتشينسكي، توأم الرئيس الراحل. وكان الرئيس البولندي متوجها برفقة زوجته ووفد كبير لاحياء ذكرى 22 الف ضابط بولندي قتلتهم الشرطة السرية لستالين قبل 70 عاما. وكان هؤلاء الضباط نخبة من مالكي الاراضي والاساتذة والمحامين والاطباء الذين جندوا في اثناء الحرب العالمية الثانية. وكانت الطائرة في طريقها الى غابة كاتين قرب سمولنسك التي باتت بالنسبة الى البولنديين منذ 1940 رمزا للقضاء على نخبهم. وصرح رئيس اساقفة وارسو كازيمييرز نيتش السبت ان "زهرة الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية قتلت" في تحطم الطائرة الرئاسية. وقال "امام هذه المأساة علينا البقاء موحدين".