استهداف مقر اتحاد الشغل: إدانة شديدة من المنظمات والأحزاب.. #خبر_عاجل    عاجل/ إدارة الغابات: أكثر من نصف الحرائق تحدث خلال هذا التوقيت    الجزائر تُنهي مجانية العقارات المُخصّصة لفرنسا: بداية مرحلة جديدة في العلاقات الدبلوماسية    عاجل/ "حماس" ترُد على تصريحات نتنياهو بشأن السيطرة على غزّة    اتصالات تونس تكرّم البطل العالمي أحمد الجوادي    عاجل: الجمعة: نشر نتائج المقبولين في مراحل التكوين الهندسي دورة 2025    بداية من الغد: إنطلاق التسجيل عن بعد لكافّة التلاميذ.. #خبر_عاجل    إحذروا.. تعرّض الأطفال طويلاً للشاشات يزيد من خطر إصابتهم بهذه الأمراض    قابس: تقدم بنسبة 75 بالمائة في أشغال تقوية أسس واصلاح هياكل ومباني المستشفى الجامعي بقابس    بطولة العالم للكرة الطائرة لأقل من 21 سنة اناث - المنتخب التونسي ينهزم امام نظيره التايلاندي 0-3    جندوبة: إدارة مصنع اللفت السكري تشرع في توزيع عقود الانتاج على الفلاحين الراغبين في زراعة اللفت خلال موسم 2025-2026    قبلي: إمضاء اتفاقية شراكة بهدف توفير مخزون تعديلي من الاعلاف الخشنة للنهوض بمنظومة الانتاج الحيواني    بن عروس: تواصل فعاليات البرنامج الجهوي "سباحة وتنشيط للمدن الشاطئية" ببرج السدرية    الالكسو تطلق سجلّ التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية حماية لذاكرة المدن العربية    القضاء التونسي ينظر في طلب إيقاف عرض فيلم "اغتراب" لصاحبه مهدي هميلي لهذه الأسباب    رابطة حقوق الإنسان تعتزم التوجه إلى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان بخصوص الانتهاكات الواقعة على الجمعيات المساندة لغزّة    عاجل: وزارة المالية تعلن عن مناظرة جديدة بالديوانة... التفاصيل والتواريخ!    الاحتجاجات خلال شهر جويلية الماضي ترتفع بنسبة 45 بالمائة    نجم المتلوي يؤكد مشاركته في بطولة الرابطة المحترفة الأولى    المصطافون يلقون خلال فترة الصيف قرابة 8 آلاف متر مكعب من الفضلات على الشواطئ    ترامب يعلن بدء فرض رسوم جمركية على 60 دولة بينها سوريا، لاوس، والعراق    هام/ هذا عدد المحلات التي ستشارك في "الصولد" الصيفي..    تقدّم موسم جني الطماطم الفصلية بولاية القصرين بنسبة 90 %    افروبسكييت (انغولا 2025): المنتخب التونسي يعيش فترة انتقالية حساسة وهدفنا تحقيق مشوار مشرف في الموعد القاري" (مهدري ماري)    الرابطة الأولى: النادي الصفاقسي يكشف عن آخر تعاقداته    جامعة كرة القدم تزف بشرى سارة للجماهير    الحماية المدنية: إخماد 115 حريقا خلال ال24 ساعة الماضية    بعد انصافه وتوجيهه لكلية الطب بالمنستير: التلميذ محمد العبيدي يوجه هذه الرسالة لوزير التعليم العالي وكل من سانده..#خبر_عاجل    قابس: التعريف بفرص الاستثمار في القطاع الفلاحي المتاحة لأبناء الجهة في الخارج    عاجل: هذه الدولة تستعد لموجة حرراة جديدة تبدأ السبت.. والسخانة قد تصل إلى 45 درجة    زيادة بنسبة 16,9 بالمائة في قيمة الاستثمارات المصرح بها خلال النصف الأول من 2025    فتح باب الترشح للمشاركة ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة لأيام قرطاج السينمائية    عاجل/ معركة بين مغني "راب" بالأسلحة البيضاء في سكرة..والنيابة العمومية تتدخل..    هاو وين تمشي فلوسك... 26٪ من شهريّة التونسي تمشي للمواد هذه    منى نور الدين: مصدومة من جمهور سوسة... المسرح كان شبه خالٍ رغم تعبنا    وفاة والدة براد بيت عن عمر 84 عامًا    عاجل : فرصة عمل للتونسيين في السفارة الألمانية: شهرية محترمة وظروف عمل مميزة    تاكل برشة من الغلة هذي؟ راك تعرّض في صحتك للخطر    عاجل: قرار صارم ضد الحكم حسام بولعراس بعد مباراة الترجي والملعب    52% من مكاتب التشغيل تستعمل المنصة الإلكترونية.. تعرف كيفاش تسجل من دارك!    عاجل : الحاضر يعلم الغايب ...الصولد يبدا ليوما يا توانسة    تحب البطاطا المقلية؟'' هذا علاش ممكن تجيبلك مرض السكري!''    اليوم.. طقس صاف والحرارة في ارتفاع طفيف    حزب الله: "سنتعامل مع قرار تجريدنا من السلاح كأنه غير موجود"    "عربون" لعماد جمعة على ركح مهرجان الحمامات: عرض كوريغرافي يرقص على جراح الفنان التونسي في ظل الوجع والتهميش    رئيس الجمهورية يقلد بطل السباحة العالمي أحمد الجوادي بالصنف الأول من الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الرياضة    رئيس الجمهورية يستقبل رئيسة الحكومة في جلسة خصصت للتداول حول عدد من المواضيع التي تتعلق بسير عدد من المرافق العمومية    استشهاد 41 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال    رئيس الجمهورية يستقبل البطل التونسي أحمد الجوادي    تعرض لأزمة صحية شديدة.. نقل الفنّان المصري محمد منير الى المستشفى    تاريخ الخيانات السياسية (38): قتل باغر التركي    في دورتها الثلاثين... تتويج مبدعات تونسيات بجائزة زبيدة بشير... التفاصيل    مكانة الوطن في الإسلام    عاجل/ رئيس قسم طب الأعصاب بمستشفى الرازي يحذر من ضربة الشمس ويكشف..    ماء الليمون مش ديما صحي! شكون يلزم يبعد عليه؟    تاريخ الخيانات السياسية (37) تمرّد زعيم الطالبيين أبو الحسين    عاجل- في بالك اليوم أقصر نهار في التاريخ ...معلومات متفوتهاش    التراث والوعي التاريخيّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيادات إسلامية تعود وأخرى تريد الخروج..تساؤلات عن دور النخبة : د.خالد الطراولي
نشر في الفجر نيوز يوم 15 - 04 - 2010

img width="124" height="155" align="left" src="http://www.alfajrnews.net/images/iupload/khaled_traouli2009.jpg" style="" alt="كتبت الكثير عن العودة وحبّرت بكل تواضع بعض الورقات [1]، ولا يزال موقفي المبدئي لم يتغير من أن هذه العودة ليست عودة أجساد ولكن عودة مشاريع. ليست عودة قناعات محفوظة في الضمائر أو في الكهوف، ولكن رسوم وتنزيلات وحراك خارج البيت. هي عودة منظومة قيم حازمة تفضل العمل على الارجاء والمبادرة على الانتظار...هي عودة "مقاومة تدوم خير من سلطان غشوم".. هي عودة أخلاقية تعامل مبدئي مع وضع وواقع معين، تجعل الكلمة الحرة والكلمة النزيهة والكلمة المسؤولة شراعا لرفع التحدي ومواصلة المشوار، كلمة لا تُدفَن ولا تُهَمَّش ولا تَسير حذو الحائط أو تبيت ليلها داخل خيمة السلطان... ومن رأى غير ذلك فهو حر فيما يرى ولا تثريب، إنما هي اجتهادات، كلها تسعى ولا شك إلى خير تونس ورفاهة أهلها. فلا تخوين ولا محاكم تفتيش ولا مراقبة الضمائر والنوايا، ولا مزايدة في الوطنية ولا الإسلامية ولا الشرعية، ولا إطار مقبول غير إطار المدنية الخالصة الذي ينفي عن كلامنا وعن كلام الآخرين موارد العصمة والقدسية. أتابع منذ زمن كما يتابع الكثير عودة بعض القيادات الإسلامية المحسوبة على حركة النهضة، بعد سعيها الانفرادي وحصولها الشخصي لجوازات سفرها، وفي نفس الوقت يسعى العديد من المفرج عنهم من قيادات الداخل للحصول على جوازات سفر وهم داخل أسوار المدينة ولكن يمنعون من ذلك، وكأن السلطة تسعى إلى جمعهم رغما عنهم داخل البلاد! بكثير من الاقتضاب تساؤلات مشروعة تطرح نفسها وأريد مشاركة القارئ في تلمس ثناياها وتعقب آثارها وتبين آفاقها... 1/ لماذا يريد هؤلاء الخروج وآخرون يريدون الدخول، لا أظن أن هناك خطة لتبادل المنازل والبقاع، أو أن البعض يتلهف لارتياد المنافي وآخرين يسعون لتلمس القضبان! 2 / هل عجز "الخارجون" عن التغيير وطمع "الداخلون" في ذلك لأنهم أكثر فطنة وحنكة وصوابا، أو أكثر فهما لواقع متغير ولسجالات اللحظة وما بعد اللحظة؟ 3 / هل يحمل "الخارجون" قراءة خاطئة وفاشلة لواقعهم وأن "العائدين" يعولون على قراءة أخرى لعلها تكون عين الصواب؟ 4 / هل يعيش "الخارجون" حالة تواجد سليم و في إطارعام معافى جعلهم يريدون السياحة في أرض الله الواسعة دون تنغيص أو ملل، ويريد الداخلون الاستمتاع بحرية القول والتعبير والتنقل داخل البلاد، ولا يُحرمون متعة مواطنة كريمة، مسؤولة وغير مغشوشة ؟ 5 / هل التقى الطرفان، العائدون والخارجون، على أن الحل الفردي هو السبيل للتغيير، تغيير واقعهم الفردي، من حصول شخصي على الجواز خروجا أو دخولا، وهو انتهاء للمشروع السياسي الذي يلبس عبائة الجماعة والعمل الجماعي، وتفضيل التقوقع والاستكانة دخولا عند البعض وخروجا عند البعض الآخر؟ 6 / هل فشل الطرفان، داخلون وخارجون، وراهنوا على أن بقية العمر لم تعد تحتمل حمل مشروع عام وآخر خاص، فالشباب ولت أيامه وولت معها أحلامه وآماله، وأن يكفي ما ضحت به هذه الصفوة بخيرة أيامها منفية أو من وراء القضبان؟ 7 / هل العودة الفردية للقيادات هو انتصار للداخل أم انتصار للسلطة أم انتصار للمشروع، أم هو "انتصار" للفرد وقد غلبت عليه بشريته وكفى؟ فلعل السلطة انتصرت وهي تفرض حلولها الفردية على الشخص العادي وعلى القيادي سواء، فاجتنبت الحل الجماعي وما يشوبه من مطالب عامة ومسؤوليات! أو لعل الداخل انتصر وهو يلقى النصير إذا عزم هذا الأخير على التواجد المسئول! أو لعل الفرد في موضوعيته وواقعيته، أو في ذاتيته، قد انتصر فقد عاد إلى البلاد وانتهى المنفى وكفى؟ 8 / هل أن "العادية" أصبحت منهجية للتغيير وواقعية يفرضها عمر يتقدم حثيثا وواقع محبط وأبواب موصدة و تنامي ثقافة "دنيا زائلة و الأكفان على الأجساد والآخرة على الأبواب"! 9 / هل مع عودة القيادات كسب أم استنزاف للطاقات وتقليص للنخبة والصفوة وانتهاء دورها الطلائعي في تغيير مجتمعاتها؟ أم أن الطليعة والنخبة والصفوة والجيل الفريد ليست إلا كذبة العصر وحقيقة تاريخية مغشوشة أو مزيفة أو مبالغ فيها على حساب الجماهير وعامة الناس؟ 10 / هل هو انتصار للمشروع الفردي والخلاص الشخصي على حساب المشروع الجماعي، حيث يصبح منتهى المبتغى متعة عابرة أو لقاء أحبة وتربية الأطفال، وتحجيم الهم العام إلى مستوى خلية الأسرة أو كتابة مقال على لوح محفوظ من غضب الحاكم، يتماهى بين ترف فكري أو دردشة، أو فقه يحاول قدر الإمكان أن لا يقع في حمى السلطان، ليملأ الكتب الصفراء باجتهادات وتأويلات عابرة لا تعيش هموم الناس ولا ضنكهم وتطلعاتهم...؟ 11 / أليس هناك تحجيم لدور المفكر في مجتمعه وحصره في حبر وورق، مفكر في صومعة والناس في الأسواق! أليس دور المفكر أن يكون كتابا مفتوحا يمشي بين الناس ولا ان يكون مكتبة مرمية على الرفوف؟؟؟. 12 / هل هي مساهمة عينية في مراجعة وتقييم غائب أو منقوص لمنهجيات وتعاملات سياسية أثبتت فشلها أو عقمها أو تجاوزتها الأحداث، واستبدالها برؤى ومقاربات ملموسة تنفي الدور السياسي للحركة الإسلامية وتقترب من مواطن الرضا بالمسموح، ولو كان على حساب المشروع السياسي وتحالفاته وعملية التغيير إجمالا ؟ 13 / لقد تواصلت عودة القيادات منذ مدة ومما يسترعي الانتباه سكونها والتزامها بالصمت وابتعادها عن الشأن العام كما تعلنه الصورة ويؤكده الواقع، فهل هو انسحاب مبدئي وتخل طوعي أو كرهي عن ارتياد منازل "الشبهات" وابتعاد كلي عن الخوض في غير المسموح؟ أم أنه في الحقيقة لم يتغير الفعل ولكن تغيرت جغرافيته، لم يختلف العمل ولكن تبدلت مواطنه، فماذا قدمت النخبة وهي وراء البحار وفي المنافي؟ فلعل سكونها الجديد لم يكن جديدا، وغيابها عن العمل والمبادرة وطرح البدائل لم ينكشف بعودتها، ولكنه تواصل لمنهجية سلبية استوطنت منازل العقم والعدم، والخطأ في المنهج وليس في جغرافية التنزيل والتواجد! 14 / أخيرا والحديث حزين ولكنه غير متشائم، هل انتهى مشروع الحركة الإسلامية؟ فالمشاريع برجالها واجتهاداتها وجماهيرها وتواجدها في منطقة الحدث، ضُربت الحركة ونُفيت وسُجنت واستُأصلت وغاب السند وغابت النخبة، ثم غابت الجماهير، ثم غابت الاجتهادات والعمل الريادي المعارض والراشد. وتمكنت صحوة جديدة بعيدة عنها وعن خطابها ورجالها، وواصلت معارضة مدنية الوقوف ولو على رجل واحدة مع تواجد إسلامي ضعيف. قيادات مستضعفة أو مهمشة أو محبطة أو مضروب على أيديها في الداخل، وأخرى تعود وتلتزم الصمت، وصحوة يعلو صوتها من بعيد، ومعارضة تعمل! فهل كُتب على المشروع السياسي الإسلامي النهاية والاستبدال بمشاريع أخرى لعلها أكثر التصاقا بواقعها، لعلها أكثر تطرفا ومغالاة، لعلها أقل وعيا ورشدا، والطبيعة تهاب الفراغ!!! أسئلة كثيرة تملأ الخاطر، هذه بعضها، باعثها قلق وموردها الأمل والتفاؤل في البناء والتجاوز، ليس من ورائها اتهام لأحد أو أستاذية على أحد أو شبهات، ولكن دعوة إلى التفكير والمساهمة في الدخول إلى التاريخ ومن أوسع باب، والخروج من حالة الموات من أحسن باب. أفريل 2010 [1] من مثل "الخلاص الفردي ومشاريع العودة" 3 أجزاء، "العودة ومؤتمرها أين الخلل؟" جزآن، ومقال " ..ولكن من عاد مات" وغيرها... المصدر:بريد الفجرنيوز د.خالد الطراولي [email protected] موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net رسالة اللقاء رقم [44]" /كتبت الكثير عن العودة وحبّرت بكل تواضع بعض الورقات [1]، ولا يزال موقفي المبدئي لم يتغير من أن هذه العودة ليست عودة أجساد ولكن عودة مشاريع. ليست عودة قناعات محفوظة في الضمائر أو في الكهوف، ولكن رسوم وتنزيلات وحراك خارج البيت. هي عودة منظومة قيم حازمة تفضل العمل على الارجاء والمبادرة على الانتظار...هي عودة "مقاومة تدوم خير من سلطان غشوم".. هي عودة أخلاقية تعامل مبدئي مع وضع وواقع معين، تجعل الكلمة الحرة والكلمة النزيهة والكلمة المسؤولة شراعا لرفع التحدي ومواصلة المشوار، كلمة لا تُدفَن ولا تُهَمَّش ولا تَسير حذو الحائط أو تبيت ليلها داخل خيمة السلطان... ومن رأى غير ذلك فهو حر فيما يرى ولا تثريب، إنما هي اجتهادات، كلها تسعى ولا شك إلى خير تونس ورفاهة أهلها. فلا تخوين ولا محاكم تفتيش ولا مراقبة الضمائر والنوايا، ولا مزايدة في الوطنية ولا الإسلامية ولا الشرعية، ولا إطار مقبول غير إطار المدنية الخالصة الذي ينفي عن كلامنا وعن كلام الآخرين موارد العصمة والقدسية.
أتابع منذ زمن كما يتابع الكثير عودة بعض القيادات الإسلامية المحسوبة على حركة النهضة، بعد سعيها الانفرادي وحصولها الشخصي لجوازات سفرها، وفي نفس الوقت يسعى العديد من المفرج عنهم من قيادات الداخل للحصول على جوازات سفر وهم داخل أسوار المدينة ولكن يمنعون من ذلك، وكأن السلطة تسعى إلى جمعهم رغما عنهم داخل البلاد!
بكثير من الاقتضاب تساؤلات مشروعة تطرح نفسها وأريد مشاركة القارئ في تلمس ثناياها وتعقب آثارها وتبين آفاقها...
1/ لماذا يريد هؤلاء الخروج وآخرون يريدون الدخول، لا أظن أن هناك خطة لتبادل المنازل والبقاع، أو أن البعض يتلهف لارتياد المنافي وآخرين يسعون لتلمس القضبان!
2 / هل عجز "الخارجون" عن التغيير وطمع "الداخلون" في ذلك لأنهم أكثر فطنة وحنكة وصوابا، أو أكثر فهما لواقع متغير ولسجالات اللحظة وما بعد اللحظة؟
3 / هل يحمل "الخارجون" قراءة خاطئة وفاشلة لواقعهم وأن "العائدين" يعولون على قراءة أخرى لعلها تكون عين الصواب؟
4 / هل يعيش "الخارجون" حالة تواجد سليم و في إطارعام معافى جعلهم يريدون السياحة في أرض الله الواسعة دون تنغيص أو ملل، ويريد الداخلون الاستمتاع بحرية القول والتعبير والتنقل داخل البلاد، ولا يُحرمون متعة مواطنة كريمة، مسؤولة وغير مغشوشة ؟
5 / هل التقى الطرفان، العائدون والخارجون، على أن الحل الفردي هو السبيل للتغيير، تغيير واقعهم الفردي، من حصول شخصي على الجواز خروجا أو دخولا، وهو انتهاء للمشروع السياسي الذي يلبس عبائة الجماعة والعمل الجماعي، وتفضيل التقوقع والاستكانة دخولا عند البعض وخروجا عند البعض الآخر؟
6 / هل فشل الطرفان، داخلون وخارجون، وراهنوا على أن بقية العمر لم تعد تحتمل حمل مشروع عام وآخر خاص، فالشباب ولت أيامه وولت معها أحلامه وآماله، وأن يكفي ما ضحت به هذه الصفوة بخيرة أيامها منفية أو من وراء القضبان؟
7 / هل العودة الفردية للقيادات هو انتصار للداخل أم انتصار للسلطة أم انتصار للمشروع، أم هو "انتصار" للفرد وقد غلبت عليه بشريته وكفى؟ فلعل السلطة انتصرت وهي تفرض حلولها الفردية على الشخص العادي وعلى القيادي سواء، فاجتنبت الحل الجماعي وما يشوبه من مطالب عامة ومسؤوليات! أو لعل الداخل انتصر وهو يلقى النصير إذا عزم هذا الأخير على التواجد المسئول! أو لعل الفرد في موضوعيته وواقعيته، أو في ذاتيته، قد انتصر فقد عاد إلى البلاد وانتهى المنفى وكفى؟
8 / هل أن "العادية" أصبحت منهجية للتغيير وواقعية يفرضها عمر يتقدم حثيثا وواقع محبط وأبواب موصدة و تنامي ثقافة "دنيا زائلة و الأكفان على الأجساد والآخرة على الأبواب"!
9 / هل مع عودة القيادات كسب أم استنزاف للطاقات وتقليص للنخبة والصفوة وانتهاء دورها الطلائعي في تغيير مجتمعاتها؟ أم أن الطليعة والنخبة والصفوة والجيل الفريد ليست إلا كذبة العصر وحقيقة تاريخية مغشوشة أو مزيفة أو مبالغ فيها على حساب الجماهير وعامة الناس؟
10 / هل هو انتصار للمشروع الفردي والخلاص الشخصي على حساب المشروع الجماعي، حيث يصبح منتهى المبتغى متعة عابرة أو لقاء أحبة وتربية الأطفال، وتحجيم الهم العام إلى مستوى خلية الأسرة أو كتابة مقال على لوح محفوظ من غضب الحاكم، يتماهى بين ترف فكري أو دردشة، أو فقه يحاول قدر الإمكان أن لا يقع في حمى السلطان، ليملأ الكتب الصفراء باجتهادات وتأويلات عابرة لا تعيش هموم الناس ولا ضنكهم وتطلعاتهم...؟
11 / أليس هناك تحجيم لدور المفكر في مجتمعه وحصره في حبر وورق، مفكر في صومعة والناس في الأسواق! أليس دور المفكر أن يكون كتابا مفتوحا يمشي بين الناس ولا ان يكون مكتبة مرمية على الرفوف؟؟؟.
12 / هل هي مساهمة عينية في مراجعة وتقييم غائب أو منقوص لمنهجيات وتعاملات سياسية أثبتت فشلها أو عقمها أو تجاوزتها الأحداث، واستبدالها برؤى ومقاربات ملموسة تنفي الدور السياسي للحركة الإسلامية وتقترب من مواطن الرضا بالمسموح، ولو كان على حساب المشروع السياسي وتحالفاته وعملية التغيير إجمالا ؟
13 / لقد تواصلت عودة القيادات منذ مدة ومما يسترعي الانتباه سكونها والتزامها بالصمت وابتعادها عن الشأن العام كما تعلنه الصورة ويؤكده الواقع، فهل هو انسحاب مبدئي وتخل طوعي أو كرهي عن ارتياد منازل "الشبهات" وابتعاد كلي عن الخوض في غير المسموح؟ أم أنه في الحقيقة لم يتغير الفعل ولكن تغيرت جغرافيته، لم يختلف العمل ولكن تبدلت مواطنه، فماذا قدمت النخبة وهي وراء البحار وفي المنافي؟ فلعل سكونها الجديد لم يكن جديدا، وغيابها عن العمل والمبادرة وطرح البدائل لم ينكشف بعودتها، ولكنه تواصل لمنهجية سلبية استوطنت منازل العقم والعدم، والخطأ في المنهج وليس في جغرافية التنزيل والتواجد!
14 / أخيرا والحديث حزين ولكنه غير متشائم، هل انتهى مشروع الحركة الإسلامية؟ فالمشاريع برجالها واجتهاداتها وجماهيرها وتواجدها في منطقة الحدث، ضُربت الحركة ونُفيت وسُجنت واستُأصلت وغاب السند وغابت النخبة، ثم غابت الجماهير، ثم غابت الاجتهادات والعمل الريادي المعارض والراشد. وتمكنت صحوة جديدة بعيدة عنها وعن خطابها ورجالها، وواصلت معارضة مدنية الوقوف ولو على رجل واحدة مع تواجد إسلامي ضعيف. قيادات مستضعفة أو مهمشة أو محبطة أو مضروب على أيديها في الداخل، وأخرى تعود وتلتزم الصمت، وصحوة يعلو صوتها من بعيد، ومعارضة تعمل! فهل كُتب على المشروع السياسي الإسلامي النهاية والاستبدال بمشاريع أخرى لعلها أكثر التصاقا بواقعها، لعلها أكثر تطرفا ومغالاة، لعلها أقل وعيا ورشدا، والطبيعة تهاب الفراغ!!!
أسئلة كثيرة تملأ الخاطر، هذه بعضها، باعثها قلق وموردها الأمل والتفاؤل في البناء والتجاوز، ليس من ورائها اتهام لأحد أو أستاذية على أحد أو شبهات، ولكن دعوة إلى التفكير والمساهمة في الدخول إلى التاريخ ومن أوسع باب، والخروج من حالة الموات من أحسن باب.
أفريل 2010
[1] من مثل "الخلاص الفردي ومشاريع العودة" 3 أجزاء، "العودة ومؤتمرها أين الخلل؟" جزآن، ومقال " ..ولكن من عاد مات" وغيرها...
المصدر:بريد الفجرنيوز
د.خالد الطراولي
[email protected]
موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
رسالة اللقاء رقم [44]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.