نواكشوط:أطلق حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) الإسلامي مساء أمس الخميس حملة للوحدة الوطنية تحت شعار "هو سماكم المسلمين" إثر مواجهات عنيفة اكتسبت طابعا عرقيا بين طلاب عرب وآخرين زنوج في جامعة نواكشوط، بعد أسابيع من اندلاع جدل ساخن بين الطرفين حول المكانة التي يجب أن تتمتع بها اللغتان العربية و الفرنسية في البلاد.
وأوضح حزب تواصل في بيان له أن حملته جاءت حماية وتعزيزا للوحدة الوطنية بعد ملاحظته بروز"نُذر الاستقطاب العرقي وعودة السجال اللغوي بالطريقة ذاتها".
وأضاف أن الحملة ستشتمل على عدة فعاليات منها مهرجانات وتظاهرات في كل جهات موريتانيا ومدنها الرئيسية، ونشر وتوزيع شعارات تخدم الوحدة الوطنية، فضلا عن الاتصال بمختلف الفاعلين السياسيين والاجتماعيين بهدف تبيان خطورة الوضع، وشرح الرؤية، والدفع باتجاه التوافق على رؤية موحدة تصون وحدة واستقرار البلد.
وقال رئيس الحزب محمد جميل منصور للجزيرة نت إن هدف هذه الحملة هو حفظ الوحدة الوطنية، ومحاصرة النزعات العرقية التي ظهرت بعنف في الأيام الأخيرة، ومنع الأمور من أن تنجرف في اتجاه فتنة عرقية شاملة.
وشدد منصور على أن حزبه لن يقبل أن تتكرر الأحداث العرقية التي عرفتها البلاد في سنوات 1966، 1979، ونهاية ثمانينيات القرن الماضي، وهي الأحداث التي راح ضحيتها مئات الزنوج، وهجر وأبعد عشرات الآلاف خارج البلاد. مواجهات دامية وكانت ذروة الصراع بين النشطاء العرب الداعين إلى التعريب وخصومهم من الزنوج الرافضين له قد بلغت ذروتها أمس الخميس حينما اندلعت مواجهات عرقية داخل الحرم الجامعي، سقط جراءها عدد من الجرحى قالت مصادر طلابية إنه وصل إلى العشرين.
وتدخلت شرطة مكافحة الشغب، واقتحمت الحرم الجامعي وأطلقت وابلا من مسيلات الدموع، واعتقلت عددا من قادة المواجهات من كلا الطرفين، كما منعت الصحفيين لليوم الثاني من دخول الحرم الجامعي وصادرت أجهزة التصوير من بعضهم.
وتعليقا على أحداث الجامعة أمس عقد الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا (وهو الهيئة النقابية الكبرى داخل الجامعة) مؤتمرا صحفيا مساء الخميس، اتهم فيه أطرافا معينة بتأجيج الصراع داخل الحرم الجامعي.
ودعا كافة الفاعلين الطلابيين إلى الابتعاد عن تسييس مسألة اللغة والهوية، والتحاكم إلى الموضوعية في الطرح والنقاش ومعالجة القضية باعتبارها أزمة نظام تربوي في المقام الأول، مع الاعتراف المتبادل بأن موريتانيا هي جمهورية إسلامية عربية أفريقية متعددة الثقافات موحدة الهوية والمصير.
وكانت أزمة التعريب قد اندلعت قبل أسابيع في موريتانيا إثر تصريحات لرئيس الوزراء ووزيرة الثقافة تتحدث عن تطوير اللغة العربية وجعلها لغة تعليم وإدارة في البلاد، وهي التصريحات التي أثارت غضب الزنوج، قبل أن يقدم وزير التعليم العالي اعتذارا لهم قبل أيام، لكن الطلاب العرب، وعددا من الأحزاب القومية رأوا في الاعتذار تناقضا مع الدستور، وإهانة لثقافة وقيم المجتمع، وطالبوا بإقالة الوزير ومساءلته أمام البرلمان.