القاهرة :قرر النائب العام في مصر امس الأربعاء إحالة خمسة قياديين بجماعة الإخوان المسلمين، بينهم حامل جنسية أجنبية، الى المحاكمة أمام محكمة أمن الدولة العليا طوارئ لاتهامهم بتمويل نشاطات جماعة مؤسسة بخلاف القانون وغسيل أموال، والانتماء لتنظيم دولي يعارض مؤسسات الدولة. وقال النائب العام المستشار عبد المجيد محمود، في بيان، انه 'قرر إحالة خمسة متهمين من كوادر الجماعة المحظور نشاطها الى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ بدائرة محكمة استئناف القاهرة لمحاكمتهم'. ووجه النائب العام الاتهامات لكل من: اشرف عبد الحليم-أمين عام مساعد نقابة الأطباء، ووجدي غنيم- داعية إسلامي (هارب)، وعوض القرني- سعودي الجنسية (هارب)، وإبراهيم منير مصطفى (هارب)، وأسامة سليمان - طبيب بشري ورئيس مجلس إدارة شركة للصرافة. ونسبت النيابة إلى المتهمين من الأول حتى الرابع اتهامات ب'تمويل جماعة أسست على خلاف أحكام القانون والغرض منها الدعوة لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطة العامة من ممارسة أعمالها'. وقال بيان النائب العام ان المتهمين أمدوا الجماعة المحظورة، مع علمهم بأغراضها، بمبلغ 4 ملايين جنيه إسترليني لتمويل أنشطتها التنظيمية في مصر. كما قالت النيابة ان المتهمين الرابع والخامس ارتكبا 'جريمة غسل أموال قيمتها مليونان و800 ألف يورو متحصلة من جريمة إمداد جماعة غير مشروعة بأموال موضوع التهمة السابقة. وقالت مصادر بجماعة الإخوان المسلمين ان قرار المحاكمة اليوم يأتي على خلفية القضية 404 لسنة 2009 حصر أمن دولة، المعروفة إعلاميّا بقضية 'التنظيم الدولي للإخوان'، والتي برأ القضاء منها 28 من قيادات الجماعة نهاية العام الماضي. ومن جانبه أكد عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين أن القرار تحدٍّ صارخ لأحكام القضاء التي برأت جميع المتهمين في هذه القضية وأمرت بإخلاء سبيلهم، مشددًا على أنه رد قاطع على كل من يروج أن هناك صفقة بين النظام والإخوان تم بموجبها الإفراج عن الدكتور محمود عزت وإخوانه مؤخرا. وكشف عضو مجلس الشعب عن الإخوان المحامي صبحي صالح النقاب عن أن مثل تلك المحاكمات الغرض منها في الأساس هو ترويع الجماعة والعمل على فض الإجماع والقبول الشعبي المتزايد في الشارع. وفي ذات السياق توقع المحامي البارز منتصر الزيات أن الهدف الرئيسي من وراء تلك القضية هو الداعية وجدي غنيم المطلوب ملاحقته منذ سنوات بسبب هجومه اللاذع ضد النظام المصري. وقال الزيات 'لايريد النظام هنا أن ينسى أن غنيم توقف عن انتقاده وأصبح داعية يحض الناس على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'. وشدد على ان دلالات القضية أمنية بامتياز والغرض الرئيسي منها هو توجيه المزيد من الضربات لجماعة الإخوان المسلمين، غير أن الجماعة بقدر ما تتعرض لخسائر وهزات إلا أنها المستفيد الأول من تلك الهجمات ضدها حيث تسفر في نهاية الأمر عن مزيد من التعاطف الشعبي معها. 'القدس العربي' من حسام أبوطالب