تونس- أصر الصحفي التونسي المعارض توفيق بن بريك الذي أطلقت السلطات التونسية سراحه الثلاثاء على أن القضية التي تم تتبعه فيها لفقتها له أجهزة الأمن التونسية لمعاقبته على كتاباته شديدة الانتقاد للرئيس التونسي زين العابدين بن علي في مجلات فرنسية عشية الانتخابات التونسية التي أجريت في 25 تشرين أول/ أكتوبر 2009.وأنكر بن بريك، في مقابلة بمنزله بالعاصمة تونس مع وكالة الأنباء الألمانية، الأفعال المنسوبة إليه، وقال إن الشرطة زورت توقيعه أسفل محضر القضية. وأضاف: أنا صحفي مقلق (للسلطات) ومغضوب علي منذ سنوات بسبب كتاباتي لذلك لفقوا لي قضية وأرسلوني إلى واحد من أسوأ سجون البلاد معتقدين أني سأتوب هناك، واصفا المعاملة التي لقيها خلال فترة اعتقاله بأنها كانت سيئة جدا. وتابع بن بريك: كنت محبوسا مع 19 سجينا كلهم أميون حتى لا أستطيع الحديث في مواضيع السياسة مع أي منهم، كما حرموني من الورق والأقلام حتى لا أكتب. ونفى بن بريك أن يكون تطاول على رئيس بلاده في الصحافة الفرنسية وقال إن كتاباته وانتقاداته في هذا الشأن تنتمي إلى جنس الصحافة الساخرة التي يمارسها الصحفيون في مختلف دول العالم. وزاد: ساوموني على الخروج من السجن مقابل أن لا أمس مجددا في كتاباتي شخص الرئيس وعائلته لكني رفضت.. قائلا: سأواصل الكتابة كالمعتاد وأكثر، في هذا الجنس الصحفي وسأصدر كتابا حول تجربة السجن التي عشتها. وأوضح الصحفي المعارض أنه ينوي السفر- إن سمحت له السلطات- إلى فرنسا قبل الثالث من أيار/ مايو القادم للاحتفال مع أصدقائه الفرنسيين اللذين آزروه في محنته باليوم العالمي لحرية الصحافة. ومن جانبها انتقدت تونس الثلاثاء تصريحات أدلى بها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير إثر إطلاق سراح بن بريك بعد أن أتم عقوبة بالحبس ستة أشهر نافذة في سجن سليانة (130 كم شمال غرب العاصمة تونس). وقالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه، من المهم تذكير السيد كوشنير أن الجرائم التي أدين من أجلها بن بريك بعقوبة السجن لم تكن لها أي علاقة بحرية الصحافة أو الرأي. وأعرب كوشنير الثلاثاء عن ارتياحه لخروج بن بريك من السجن وأكد تمسك فرنسا بحرية التعبير في كل أنحاء العالم. وذكرت الخارجية التونسية في بيانها أن بن بريك كان اعترف بأنه اعتدى بالعنف في الطريق العام على سيدة تدعى ريم النصراوي (28 عاما) وتهجم عليها بعبارات فيها مساس بالأخلاق الحميدة وأضر بسيارتها وأن النصراوي رفعت ضده دعوى قضائية وأن شاهدين حضرا الواقعة شهدا معها.