تقف مصر على ابواب عدة استحقاقات انتخابية خلال الثمانية عشر شهرًا المقبلة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية، وقد دخلت البلاد في مواجهة مع أكبر موجة منذ الاحتجاجات العمالية في أكثر من 50 عاما في وقت حذر الرئيس حسني مبارك من اي تحالف بين النقابات العمالية والمعارضة.يثير احتمال انضمام النقابات العمالية إلى القوى المعارضة السياسية في مصر قلق مسؤولي النظام الاستراتيجيين، خاصة أنهم عملوا جاهدين خلال السنوات الأخيرة من أجل منع تشكيل تحالف سياسي، عبر الترهيب والاعتقالات. وقالت كريستيان ساينس مونيتور ان الرئيس حسني مبارك حاول في أول خطاب علني له منذ شهر آذار/ مارس الماضي، إفشال اندماج محتمل بين العمال الساخطين والمعارضة السياسية، وسط شكوك متزايدة حول هوية الشخص الذي يُنتظر أن يخلف القائد الذي يبلغ من العمر الآن 82 عاماً. وفي هذا السياق، تمضي الصحيفة الاميركية لتؤكد أن خطاب الرئيس مبارك، يوم الخميس الماضي بمناسبة عيد العمال، قد نُظِر إليه في الداخل وفي الخارج على أنه رسالة مباشرة للمتظاهرين من العمَّال. ثم تواصل كريستيان ساينس مونيتور الحديث بنقلها عن عماد جاد، المحلل لدى مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، قوله :" كانت تلك هي المرة الأولى التي يتشدد فيها للغاية الرئيس مبارك عند تحدثه عن المعارضة، لأنه يخشى حدوث تعاون من أي نوع بين المعارضة والأحزاب السياسية وحركات العمّال. والحكومة من جانبها، ستبذل كل ما بوسعها لمنع حدوث سيناريو مثل هذا". وتلفت الصحيفة إلى أنه وفي الوقت الذي اتسمت فيه جهود الحكومة التكتيكية ضد المعارضين بالفعالية على نطاق واسع – سواء كانت ضد حركة كفاية التي تكوَّنت قبل بضعة سنوات أو جماعة الإخوان المسلمين، الأكثر شعبية في البلاد، إلا أن تزايد عدم اليقين بشأن هوية الشخص الذي سيخلف الرئيس مبارك قد تسبب في إعادة تنشيط المعارضة السياسية. هذا وقد دعا متظاهرون سياسيون مطلع الأسبوع الماضي إلى إنهاء العمل بقانون الطوارئ الممتد منذ ثلاثين عاماً، ويمنح الحكومة سلطات واسعة لقمع المعارضة السياسية واعتقال المواطنين من دون محاكمة، والذي يُتَوَقع أن يتم تجديده هذا الشهر. في غضون ذلك، دعا متظاهرون عماليون إلى رفع الحد الأدنى للأجور. وفي نفس السياق، تقول الصحيفة إنه وفي الوقت الذي تقترب فيه مصر من ثلاث استحقاقات انتخابية خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية، دخلت البلاد في مواجهة مع أكبر موجة من الاحتجاجات العمالية في أكثر من 50 عاما ً. ثم تلفت الصحيفة إلى ذلك التقرير الذي سبق وأن أعده المؤرخ جويل بينين، المعني بالشأن المصري، في شهر شباط / فبراير الماضي، لصالح أحد المراكز المدافعة عن حقوق العمال في واشنطن، ووجد أن 1.7 مليون عامل مصري قد شاركوا في إضرابات عمالية خلال الفترة ما بين 2004 و 2008. ورغم تأكيد الصحيفة على تراجع عدد الإضرابات العمالية والتظاهرات منذ ذلك الحين، إلا أنها أشارت إلى أن المستويات الحالية من الاضطرابات العمالية لا تزال أعلى من تلك التي كانت تحدث في نهاية عقد التسعينات من القرن الماضي أو في السنوات الأولى من العقد الماضي. كما تنوه في سياق حديثها لتلك الاعتصامات التي تستمر بالأسابيع من قِبل العمال أمام مبنى مجلس الشعب، للتعبير عن غضبهم مما يواجهونه من معاناة حياتية. وفي الختام، تنقل كريستيان ساينس مونيتور عبر رسالة بالبريد الإلكتروني عن عادل اسكندر، أستاذ الإعلام بجامعة جورج تاون في واشنطن، قوله :" يُحدد خطاب الرئيس مبارك الخطوط الخاصة بالمواجهة المستقبلية مع المعارضة في جميع أشكالها. لقد أعلن عن تحذير واضح بأن الدولة ستتعامل مع الاحتجاجات العامة على أنه شكل من أشكال الفوضى، وهي إشارة الى أن قانون الطوارئ سيظل تشريعا ً ظاهرا ً من الآن وحتى موعد الانتخابات".