تونس:لازالت أعداد هائلة من الفرق الأمنية تحاصر مدينة الشابة الواقعة بالوسط التونسي وهذا بعدما فاجأت الانتخابات البلدية السلطة القائمة مما اضطرها كالعادة إلى ممارسة ما تعودت عليه وأصبح أسلوبا مألوفا لديها في التعامل مع إرادة الناس. فرغم أن نسبة المشاركة الفعلية لم تتجاوز 38 في المائة فإن ثلث المصوتين أعطوا أصواتهم للمستقلين [القائمة العسلية] ولكن هذه النسب لم ترض سارقي ثروات البلاد ومقدراتها مما اضطرهم للإعلان عن نتائج لا يمكن لعاقل مجرد التفكير فيها فضلا عن تصديقها. هذا والجدير بالذكر أن أهالي مدينة الشابة تعودوا على مثل هذه الأساليب المتخلفة ولكن ربما ما يميزهم عن غيرهم هو مواصلة النضال بكل الأساليب. فجمعية النهوض بالطالب الشابي التي تأسست في الخمسينيات لا زالت تقوم بدور نضالي رغم الحصار والعمال بمن فيهم صيادو الأسماك أوجدوا لأنفسهم أشكالا يدافعون بها عن حقوقهم تراوحت بين حرق مقرات وسيارات شرطة في الثمانينات إلى التصدي بالأساليب المختلفة لرغبة زوجة الرئيس في الاستيلاء على غابة "الدويرة" التي كان يقصدها الجميع خلال فصل الصيف وهي المعروفة بالمخيمات الكشفية. ولازالت محاولات العائلة المالكة مستمرة للاستيلاء على الغابة وتحويلها إلى منتزه سياحي خاص بها. ولأهالي الشابة ماض نضالي معروف وللتذكير فإن السلطة القائمة اضطرت إلى الاعتراف في السابق بفوز القائمة المستقلة الوحيدة في البلاد ولكن عادت هذه المرة للتزوير من جديد. جدول يبين نتائج الانتخابات بحسب عملية الفرز النهائية لهذا الأسبوع وهذا رغم كل التجاوزات التي شابت العملية الانتخابية: النتائج التي أعلنت عنها وزارة الداخلية عدد المقاعد 16 مسجلون 12957 مصوتون 10524 أوراق ملغاة 317 نسبة المشاركة 81,22 في المائة الحزب الحاكم 97,2 في المائة القائمة العسلية 2,8 في المائة مقارنة سريعة بين النتائج الرسمية التي أعلن عنها في المعتمدية ونتائج وزارة الداخلية تبين العقلية الإقصائية لدى سلطة القرار في ظل نظام بن علي. هذا ولازالت التحركات متواصلة لإرغام السلطة على التراجع والاعتراف بإرادة الشعب في هذه المدينة التي عجز النظام عن تركيعها رغم الأساليب المتخلفة لهيئات الحزب الحاكم ولجان الأحياء [لجان اليقظة] بمساعدة كل الأجهزة الأمنية. وسيأتي اليوم الذي يفرض فيه الشرفاء والوطنيون إرادتهم على أصحاب المصالح والزمرة المتعفنة من المنتفعين. الإمضاء: أنور الغربي أصيل مدينة الشابة [الحمادة] ومقيم في الغربة [جنيف] منذ سبعة آلاف يوم