وصف مسؤول مغربي جولات مفاوضات مانهاست حول الصحراء بأنها كانت ايجابية نظراً إلى تحريكها الملف الذي يواجه مأزقاً صعباً. وقال وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري في اجتماع لجنة الخارجية في مجلس النواب إن عملية المفاوضات «حتى الآن تُعتبر ايجابية نظراً إلى الوضع الذي كان سائداً في السابق»، في إشارة إلى دينامية المفاوضات التي انطلقت «عقب تقديم المغرب اقتراح الحكم الذاتي». غير أنه شدد على أن المغرب سيلجأ إلى تقويم شامل لهذا المسار. ويُتوقع أن يعرض الموفد الدولي بيتر فان فالسوم تقريراً حول تطورات الصحراء إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ستكون خلاصته محور قرار جديد لمجلس الأمن بعد نهاية ولاية بعثة «المينورسو» الشهر المقبل. ورجّحت مصادر ديبلوماسية أن يُجري فان فالسوم محادثات بهذا الصدد مع عواصم الدول الأعضاء في مجلس الأمن لوضعها في صورة التطورات. وهو بدأ محادثات في هذا النطاق مع زير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أصدرت بعدها وزارة الخارجية الروسية بياناً أكد مبدأ «القبول المتبادل بنموذج التسوية السلمية» واعتبر أن ذلك «يمثل إحدى الضمانات المهمة للطابع الطويل الأمد لحل القضية». وأكد البيان تمسك موسكو بهذا المبدأ إزاء نزاعات أخرى، ضمن ايلاء عناية خاصة لتنفيذ قراري مجلس الأمن الرقم 1754 و1783. بيد أن الوزير الفاسي الذي قال إن بلاده ملتزمة دعم مسار المفاوضات، أكد استعدادها للدخول في عمقها انطلاقاً من اقتراح الحكم الذاتي ولا شيء غير الحكم الذاتي. بيد انه رهن موعدها بالانخراط العملي للجزائر في جهود الحل، وقال: «نحن في انتظار تعبير الجزائر عن حسن نية وإرادة سياسية جديدة»، مؤكداً أن بلاده ما فتئت تدعو إلى معاودة تطبيع العلاقات مع الجزائر، وعبّر عن أمله في «فتح صفحة جديدة مع الجارة الجزائر» وإن كانت الأخيرة «لم تتجاوب مع مبادرة المغرب الرامية إلى تطبيع العلاقات والافساح في المجال أمام بناء الاتحاد المغاربي»، في إشارة إلى رغبتها في معاودة فتح الحدود وتصفية مشاكل عالقة. وأبدى استغرابه كون المشاكل لا تُحل إلا عن طريق الحوار، خصوصاً أن اغلاق الحدود لا علاقة له بنزاع الصحراء. إلى ذلك، يسود اعتقاد بأن القرار المقبل لمجلس الأمن سيكون الفصل الذي سيحسم في إمكان استمرار المفاوضات (بعد أربع جولات في مانهاست) أو وصولها إلى باب مسدود، لا سيما أن مصادر الأممالمتحدة تشكك في إمكان احراز تقدم ايجابي من دون الدخول في صلب القضايا الجوهرية. وقال رئيس الديبلوماسية المغربية، في هذا الصدد، إن بلاده مستمرة في التعاون الكامل مع الأممالمتحدة، لكنها لن تأسف على شيء في حال استمرار التباين في المواقف، مشيراً إلى أن «المغرب يوجد في صحرائه في أي حال، وهو على أتم الاستعداد للدفاع عنها بكل الوسائل». الرباط - محمد الأشهب الحياة - 27/03/08