الجزائر:عاشت قرية بوكانون، الحدودية بولاية تلمسان، ليلة مضطربة أول أمس السبت، بعد أن خرج أكثر من ألف شخص من سكان هذه القرية التابعة لدائرة باب العسة للتعبير عن غضبهم لوفاة الشاب أمين بولويز، المقيم في قرية سيدي بوجنان التابعة لبلدية السواني، والذي كان محل مطاردة من طرف أعوان الجمارك.وقد أسفر خروج السكان في منطقة سيدي بوجنان، السواني والقرى المجاورة لهما، إلى الشارع وتوجههم إلى المركز الحدودي بوكانون، عن حرق ثلاث منشآت تابعة لمصالح الجمارك وشرطة الحدود، وكذا حرق أكثر من 300 سيارة، منها أربع سيارات تابعة لمصالح الجمارك وأربعة أخرى ملك خاص لجمركيين والبقية سيارات محجوزة. ويروي شهود عيان أن الشاب المتوفي، كان يقود سيارة من نوع رونو إكسبريس، فأمره أعوان الجمارك الذين كانوا في حاجز تفتيش بقرية سلام، التي تبعد بحوالي 4 كيلومترات عن مقر دائرة باب العسة، بالتوقف، ليقوموا بعدها بمطاردته بسيارة الخدمة، وأثناء الملاحقة صدمت سيارة الجمارك سيارة الإكسبريس لتنقلب ويلقى سائقها حتفه. هذه الواقعة حدثت قبيل المغرب من يوم السبت الماضي، وبمجرد أن بلغ الخبر قرية بوكانون، خرج سكانها غاضبين إلى الشوارع، ثم توجهوا صوب المركز الحدودي المغلق، والذي حولته مصالح الجمارك إلى حظيرة تركن فيها السيارات المحجوزة، وكبوا البنزين في كل أرجائها، وكذا في المحلات التي توجد فيها كل من فرقة الجمارك لبوكانون وكذا مقر الفرقة المتنقلة للجمارك إضافة إلى مركز شركة الحدود لتلتهم النيران هذه المنشآت وكذا السيارات المحجوزة. وتواصل تظاهر سكان بوكانون، التي تبعد بحوالي 100 كيلومتر شمالي غرب مقر الولاية تلمسان، ساعات طويلة من ليلة السبت إلى الأحد، حيث بقي السكان خارج منازلهم، في حين تم نقل جثة الضحية إلى المستشفى لإخضاعها للتشريح الطبي، ثم تنقلت تعزيزات كبيرة لمصالح الأمن المختلفة إلى عين المكان، أما المحلات المحترقة فلم تتمكن مصالح الحماية المدنية من بلوغها في الليل، نظرا لانقطاع حركة السير في طرقات المنطقة. ونشير إلى أنها المرة الثانية التي يتعرض فيها نفس المركز لغضب سكان المنطقة، حيث قام محتجون بإحراقه السنة ما قبل الماضية على خلفية مقتل شاب برصاص حرس الحدود، وفي ظروف مشابهة. وتضاربت الروايات حول ملابسات وفاة الشاب أمين بولويز، حيث تفيد مصادر أن الضحية كان يسير بسيارته من الاتجاه القادم من التراب المغربي ورفض التوقف عند نقطة التفتيش لعناصر الجمارك، في حين تقول مصادر أخرى إنه كان يسير في الطريق الولائي رقم 109 الرابط بين باب العسة ومرسى بن مهيدي، وخلال مطاردته من طرف سيارة الجمارك انقلبت به السيارة التي كان يقودها مرتين، قبل أن تتوقف على حافة الطريق. وأثبت تشريح جثة الضحية، التي أمر بها وكيل الجمهورية لدى محكمة الغزوات، أن الضحية لم يتعرض إلى إطلاق النار، وأن أسباب الوفاة تعود إلى نزيف داخلي وتأثر جسده من جراء انقلاب السيارة. وقد قامت مصالح الدرك الوطني بتعزيز تواجدها في المنطقة التي شهدت الأحداث وطوقت البنايات العمومية من إدارات ومؤسسات لحمايتها، ولم يتم توقيف أي مواطن خلال الأحداث، وزادت مصالح الدرك من تكثيف تواجدها صباح أمس في المنطقة من خلال إيفاد وحدات التدخل السريع، وبقيت تترقب الوضع، في حين قامت مصالح الضبطية القضائية للدرك بتوقيف عشرين شخصا، نهار أمس، للاشتباه في مشاركتهم في أحداث ليلة أول أمس. المصدرالخبر:تلمسان: ن. بلهواري / ع. بن شادلي