وزير الخارجية في زيارة رسمية إلى العراق    بعد صدور بطاقة جلب ضدها: سنية الدهماني تحتمي بدار المحامي    عاجل/ الهجرة غير النظامية الوافدة على تونس: محور جلسة عمل وزارية    عاجل/ الأمم المتحدة: 143 دولة توافق على عضوية فلسطين    بطولة الرابطة المحترفة الأولى: قوافل قفصة يفوز على مستقبل سليمان    قليبية : الكشف عن مقترفي سلسلة سرقات دراجات نارية    طقس الليلة    باكالوريا 2024: ترتيب الشعب حسب عدد المترشحين    قوافل قفصة تفوز على مستقبل سليمان...ترتيب مرحلة تفادي النزول للبطولة الوطنية    بالصور/بمشاركة "Kia"و"ubci": تفاصيل النسخة الثامنة عشر لدورة تونس المفتوحة للتنس..    قريبا ..مياه صفاقس المحلاة ستصل الساحل والوطن القبلي وتونس الكبرى    عاجل/ الإحتلال يوسّع عملياته في رفح    نحو تنظيم مهرجان عالمي للكسكسي بهذه الولاية    في تونس: الإجراءات اللازمة لإيواء شخص مضطرب عقليّا بالمستشفى    سيدي بوزيد: 15 مدرسة ابتدائية تشارك في الملتقى الجهوي للسينما والصورة والتّربية التشكيلية    تونس ضيف شرف مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بمصر    وزارة الشباب تفتح تحقيقا في واقعة حجب علم تونس بمسبح رادس    ماء الصوناد صالح للشرب لكن التونسي تعود على شرب المياه المعلبة... مدير عام الصوناد يوضح    البنك المركزي التركي يتوقع بلوغ التضخم نسبة %76    القطاع الغابي في تونس: القيمة الاقتصادية وبيانات الحرائق    جندوبة: حريقان والحماية المدنية تمنع الكارثة    السلاطة المشوية وأمّك حورية ضمن أفضل السلطات حول العالم    الكاف: عروض مسرحية متنوعة وقرابة 600 مشاركا في الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    عقوبات سجنية و خطايا مالية : أبرز ما جاء في التنقيحات المقترحة في القانون المتعلق بالأجانب بالبلاد التونسية    رادس: إيقاف شخصين يروجان المخدرات بالوسط المدرسي    اليوم: فتح باب التسجيل عن بعد بالسنة الأولى من التعليم الأساسي    عاجل/ غلاء أسعار الأضاحي: مفتي الجمهورية يحسمها    بلطة بوعوان: العثور على طفل ال 17 سنة مشنوقا    بقيمة 7 ملايين دينار: شركة النقل بصفاقس تتسلم 10 حافلات جديدة    وزير التشغيل والتكوين المهني: الوزارة بصدد إعداد مشروع يهدف إلى التصدي للمكاتب العشوائية للتوظيف بالخارج    كأس تونس: تغيير موعد مواجهة مباراة نادي محيط قرقنة ومستقبل المرسى    الأمطار الأخيرة أثرها ضعيف على السدود ..رئيس قسم المياه يوضح    عاجل/حادثة اعتداء أم على طفليها وإحالتهما على الانعاش: معطيات جديدة وصادمة..    نرمين صفر تتّهم هيفاء وهبي بتقليدها    وزير السياحة يؤكد أهمية إعادة هيكلة مدارس التكوين في تطوير تنافسية تونس وتحسين الخدمات السياحية    لهذه الأسباب تم سحب لقاح أسترازينيكا.. التفاصيل    61 حالة وفاة بسبب الحرارة الشديدة في تايلاند    دائرة الاتهام ترفض الإفراج عن محمد بوغلاب    بسبب خلاف مع زوجته.. فرنسي يصيب شرطيين بجروح خطيرة    منبر الجمعة .. الفرق بين الفجور والفسق والمعصية    خطبة الجمعة .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما... الرشوة وأضرارها الاقتصادية والاجتماعية !    اسألوني ..يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    الكشف عن توقيت مباراة أنس جابر و صوفيا كينين…برنامج النّقل التلفزي    إتحاد الفلاحة : '' ندعو إلى عدم توريد الأضاحي و هكذا سيكون سعرها ..''    عاجل/ مفتي الجمهورية يحسم الجدل بخصوص شراء أضحية العيد في ظل ارتفاع الأسعار..    أضحية العيد: مُفتي الجمهورية يحسم الجدل    مدنين.. مشاريع لانتاج الطاقة    بلاغ هام للنادي الافريقي..#خبر_عاجل    المغرب: رجل يستيقظ ويخرج من التابوت قبل دفنه    ممثلة الافلام الاباحية ستورمي دانيلز تتحدث عن علاقتها بترامب    دراسة: المبالغة بتناول الملح يزيد خطر الإصابة بسرطان المعدة    بنزرت.. الاحتفاظ بثلاثة اشخاص وإحالة طفلين بتهمة التدليس    نبات الخزامى فوائده وأضراره    اللغة العربية معرضة للانقراض….    تظاهرة ثقافية في جبنيانة تحت عنوان "تراثنا رؤية تتطور...تشريعات تواكب"    قابس : الملتقى الدولي موسى الجمني للتراث الجبلي يومي 11 و12 ماي بالمركب الشبابي بشنني    سلالة "كوفيد" جديدة "يصعب إيقافها" تثير المخاوف    سليانة: تنظيم الملتقى الجهوي للسينما والصورة والفنون التشكيلية بمشاركة 200 تلميذ وتلميذة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحدث الإعلامي للإخوان المسلمين في مصر: المشهد غامض وينذر بالخطر
نشر في الفجر نيوز يوم 26 - 05 - 2010

د.عصام العريان : تجربة البرادعي تؤتي ثمارا طيبة حتى الآن ولكنها تحتاج إلى وقفة للمراجعة
حاوره:محمد عبد الرؤوف
د.عصام العريان :
* عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين (المحظورة) وهو أيضا المتحدث الإعلامي باسم الجماعة.
* تولى مسؤولية القسم السياسي للجماعة من عام 2004 حتى 2009.
* عضو في مجلس إدارة نقابة الأطباء المصريين.
* انتُخب عضوا في مجلس الشعب المصري في الفصل التشريعي 1987 - 1990، وكان أصغر عضو في مجلس الشعب المصري في تلك الدورة وهو المجلس الذي تم حله قبل استكمال مدته الدستورية.
* اعتقل لأول مرة في بداية عام 1981 حتى عام 1982. ثم توالت الاعتقالات بعد ذلك، وقد تم الإفراج عنه أخيرا قبل أشهر قليلة.
* حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة من كلية الطب بقصر العيني، وعلى ماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية.
* حاصل أيضا على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، وليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة القاهرة، وليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر، وحصل على الإجازة العالية في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر.
------------------------------------------------------------------------
اعتبر الدكتور عصام العريان عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، أن المشهد السياسي في مصر غامض وينذر بالخطر، قائلا عما يسميه بعض المعارضين في البلاد بالتوريث ونقل السلطة من الرئيس المصري حسني مبارك إلى نجله جمال، إنه أمر بعيد عن الواقع. وعن انتخابات الرئاسة في 2011، قال العريان إن جماعة الإخوان تنتظر برامج المرشحين لدراستها، مشيرا إلى أن تجربة الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تؤتي ثمارا طيبة في ما يتعلق بالدعوة للتغيير، ولكنها تحتاج إلى وقفة للمراجعة.
وتابع العريان قائلا في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في القاهرة إن «الإخوان المسلمين أقرب الكتل بمصر التي تمارس السياسة بمفهوم علمي وديمقراطية تامة»، مشيرا إلى أن «أعضاء الجماعة يتزايدون يوميا وأن الشباب يمثلون 70% من قوة الجماعة ما يعنى أن المستقبل لنا». ونفى العريان وجود أي صفقات بين الجماعة والنظام المصري، وقال إن تلك الصفقات تتم مع الأحزاب وليس مع الجماعة.
وتحدث العريان عن فرص كبيرة لمرشحي الجماعة في انتخابات مجلس الشورى القادمة، مذكرا بإنجاز الجماعة الكبير في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة عام 2005، واصفا هذا الإنجاز بأنه كان فوزا غير مسبوق في تاريخ المعارضة المصرية.
وفي ما يلي نص الحوار...
* كيف ترى المشهد السياسي الحالي في مصر؟
- المشهد السياسي الحالي في مصر ينذر بخطر شديد، والصورة العامة أن هناك غموضا ومجهولا ينتظر المصريين بعد 30 عاما من حكم الرئيس حسني مبارك. الوضع أصبح في غاية الحرج رغم المحاولات الأخيرة لتعديل الدستور من أجل انتقال آمن للسلطة وتداول سلمي لموقع الرئاسة. وأنا أرى أن تعديل المادة 76 من الدستور مرتين زاد القلق، في ظل عدم وجود نائب للرئيس مبارك والانشقاق الواضح في الحزب الوطني والخلاف الواضح بين الحرس القديم والحرس الجديد. وهو الأمر الذي أصبح لا يجدي معه الادعاء بأنه غير موجود، وظهر أخيرا في اختيار مرشحي الحزب لانتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى. أيضا هناك التدهور العام الذي أصاب المرافق والخدمات في مصر، بدءا من التعليم والصحة وحتى المرور، الذي أصبح يحتاج إلى تدخل الرئيس مبارك لحل أزمته، كما رأينا في الاجتماعين اللذين عقدهما مبارك أخيرا لمناقشة الأزمة المرورية في القاهرة. صاحب هذا كله ظهور ملف التوريث ثم خفوته، الأمر الذي زاد حالة الغموض والقلق، وكان نتيجة ذلك تزايد دعوات الإصلاح والتغيير، وكان لافتا أن شخصيتين بارزتين في تاريخ مصر قادا هذه الحركات، الأول الدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق الذي أعد البلاد لحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، والذي أسس (قبل وفاته منذ أكثر سنة) الجبهة الوطنية للتغيير، والثاني هو الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الحائز على جائزة نوبل للسلام، فبعد أن ترك منصبه الدولي بدأ دعوته للإصلاح في مصر، وأخيرا ظهرت مشكلة مياه النيل التي تمس حياة المصريين جميعا، والتعامل المصري مع هذا الملف مرتبك للغاية.
* لكن سيناريو توريث الحكم في مصر من الرئيس مبارك إلى نجله جمال، ينفيه النظام في كل مناسبة بشدة، وتصر المعارضة على أنه سيحدث، ما رأيك؟
- أرى أن سيناريو التوريث في اللحظة الحالية هو أبعد ما يكون عن الواقع، وأعتقد أن أولى ثمار تحرك الدكتور محمد البرادعي هي خفوت ملف التوريث، ولكن يظل الهاجس الذي يؤرق النخبة المصرية هو أنه لا يوجد بديل، ولو أعلن الرئيس مبارك تعيين نائب له غدا سيقول الناس فورا: «انتهى ملف التوريث» لأن هذا النائب سيكون المرشح الأول لخلافة مبارك.
* من وقت إلى آخر يثار الحديث عن صفقات سرية بين الجماعة والنظام، ما حقيقة هذا الأمر؟
- النظام نفسه يقول: «لن أجلس مع الإخوان»، وبالتالي لا توجد صفقات، وأتمنى أن يفتح النظام صدره وعقله للشعب المصري وأن لا يصم أذنيه عن الدعوات المخلصة للحوار من أجل مصر لا من أجل صفقات أو توزيع فتات. تلك الصفقات تتم مع أحزاب المعارضة لا الإخوان، ويعترف بها أركان تلك الأحزاب.
* تتعرضون كثيرا لانتقادات بسبب لقاءات قيادات بالجماعة مع مسؤولين ودبلوماسيين أميركيين، ألا يعد ذلك تدخلا في الشأن المصري أو استقواء بالخارج؟
- نحن نرفض الاستقواء بالخارج، فمعارضتنا في الداخل فقط، ولسنا بصدد وضع أيدينا في يد أي جهة خارج مصر، وتلك اللقاءات * وأنا أكثر المتهمين بحضورها * تأتي في إطار دور الدبلوماسيين الأجانب في لقاء كل رموز الحياة السياسية في البلد الذي يخدمون فيه، ولا مشكلة في ذلك.
* بعد التعديلات الدستورية الأخيرة زادت أهمية مجلس الشورى، إذ أصبح لأعضائه حق ترشيح رئيس للدولة، وفي الانتخابات السابقة للمجلس عام 2007 رشحت الجماعة 19 مرشحا وكانت النتيجة «لم ينجح أحد»، وهذه المرة رشحت الجماعة 14 مرشحا. كيف ترى فرصتهم في الانتخابات المقررة في الأول من يونيو (حزيران) المقبل؟
- أنا دائما من المتفائلين، لذلك أرى أن فرصة مرشحي الجماعة جيدة وأتوقع نجاح 5 * 7 منهم في تلك الانتخابات، قد يكون من بينهم أعضاء مجلس الشعب الثلاثة الذين رشحوا أنفسهم في انتخابات مجلس الشورى، خصوصا أن المناخ تغير، ففي الانتخابات الماضية عام 2007 كان التصعيد الأمني على أشده وكان يتم اعتقال المرشحين ومصادرة أوراق ترشحهم، لكن هذه المرة قدم مرشحونا أوراقهم وسط مضايقات أمنية بسيطة، والدعاية بدأت، ويقوم مرشحونا بجولاتهم الانتخابية وسط الناس. كل المؤشرات تقول إن لهذه الانتخابات مناخا مختلفا، وفرصتنا فيها قوية.
* ما الحكمة من ترشيح 3 من أعضاء مجلس الشعب في انتخابات مجلس الشورى؟ ألا ترى أن في هذا خسارة لمقاعد برلمانية مضمونة بالفعل؟
- نحن نمارس السياسة بمفهوم الهم العام لا بمفهوم الحرص على المقاعد أو المناصب، ولهذا نحن نختلف عن بقية الأحزاب والقوى السياسية، ورأينا أن نستثمر شعبية هؤلاء الأعضاء الثلاثة للدخول إلى غرفة أخرى في البرلمان لنستفيد منهم، وأيضا ستكون فرصة لكفاءات جديدة في نفس الدوائر لخوض انتخابات مجلس الشعب المقررة في أكتوبر المقبل، وهذه الخطوة أيضا تعطي درسا بأن هؤلاء الأشخاص غير حريصين على أي منصب قدر حرصهم على خدمة الناس. وهنا أريد أن أشير إلى أن الناخبين حين يصوتون فإنهم يصوتون لفكر أو تيار معين بصرف النظر عن الأشخاص، وهذا كان موجودا في مصر قبل ثورة يوليو (تموز) 1952، فحين كان يرشح حزب الوفد (أقوى الأحزاب في ذلك الوقت وأكثرها شعبية) أشخاصا في الانتخابات كان الناس ينتخبون الوفد لا هؤلاء الأشخاص، وهذا يحدث في كل الدول الديمقراطية في العالم، الناس تصوت للحزب السياسي بصرف النظر عن أسماء الأشخاص.
* ولكنكم لستم حزبا.
- رغم أننا لسنا حزبا سياسيا بمفهوم الحزب المتعارف عليه فإننا أقرب الكتل السياسية المصرية التي تمارس السياسة بمفهوم علمي وديمقراطية تامة.
* هل رشحت الجماعة مرشحين احتياطيين لم تعلن عنهم في انتخابات مجلس الشورى؟
- نعم، لنا 7 أو 8 مرشحين احتياطيين، بعضهم انتقل من الموقع الاحتياطي إلى الموقع الأساسي، بعدما أظهرت حسابات الدوائر أن شعبيته أكبر من المرشح الأساسي فدفعنا به في الموقع الأساسي، وهناك أيضا دائرة بمحافظة كفر الشيخ يتنافس فيها اثنان من الإخوان مع مرشحة الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) التي صدر في حقها حكم قضائي يمنعها من الترشح، وبذلك ستكون المنافسة بين اثنين من الإخوان يتنازل أحدهما للآخر.
* في انتخابات مجلس الشعب الماضية عام 2005، حقق الإخوان نجاحا غير مسبوق بالفوز ب88 مقعدا تمثل نحو 20% من مقاعد البرلمان، كيف تقيم أداء الكتلة البرلمانية للإخوان خلال تلك الدورة البرلمانية؟
- الفوز الذي حققناه كان غير مسبوق في تاريخ المعارضة المصرية، لا في تاريخ الجماعة فقط، وعموما أداء الكتلة كان فوق الجيد من ناحية الاستجوابات وطلبات الإحاطة والتنسيق مع نواب المعارضة والمستقلين، رغم أن هناك تشويها متعمدا لأدائها بجوقة إعلامية كارهة لكل ما هو إخواني. وأعتقد أن دور البرلمان نفسه كمؤسسة تشريعية ضعف، فأنا أذكر أنني عندما كنت نائبا في البرلمان قبل 25 عاما، كان مجرد تقديمي سؤالا لوزير الداخلية يثير ضجة شديدة، أما الآن فكمّ الأسئلة والاستجوابات وطلبات الإحاطة التي تقدم للوزراء كبير جدا، وكثيرا ما يغيب الوزراء عن الحضور لمناقشتها.
* هل ترى أن الفوز بهذا الكم من المقاعد البرلمانية قابل للتكرار في انتخابات مجلس الشعب المقبلة؟
- إذا تصاعد المناخ والحراك السياسي الحالي واستطاعت المعارضة أن تتفق على الحد الأدنى من المطالب في ما بينها، واستمر الخلل في الأداء الحكومي ولم يتماسك الحزب الحاكم ويتجاوز الانشقاقات الواضحة فيه، إذا استمر كل هذا سنحقق عدد مقاعد أكبر مما حقناه في انتخابات 2005، وما زال لدينا الأمل أن تتحد المعارضة كلها وتتفق بشكل أفضل.
* هل هذا هو سبب قيام وفود تضم قيادات الجماعة بزيارة أحزاب المعارضة المختلفة أخيرا؟
- نعم، بدأنا مبكرا زيارة الأحزاب من أجل التنسيق في المواقف المشتركة، ولو التقطت الأحزاب الكرة وأدركت أن مصلحتها مع الشعب لا مع النظام، قد نكون أمام تغيير ما في انتخابات مجلس الشعب المقبلة.
* هل ستخوضون الانتخابات المقبلة بشعار «الإسلام هو الحل»، الذي يعتبره النظام المصري استخداما للشعارات الدينية في السياسية؟
- «الإسلام هو الحل» ليس مجرد شعار، إنه ترجمة عملية لمنهج ومشروع الإخوان المسلمين للتغيير والإصلاح، فنحن جماعة تحمل الإسلام الوسطي المعتدل الذي يهتم بكل شؤون الحياة، ونقدم برامج حزبية وانتخابية منبثقة من هذا المنهج، و«الإسلام هو الحل» ليس شعارا انتخابيا، إنه اسم الهيئة التي نمثلها، وهناك شعارات أخرى استخدمناها في الانتخابات المختلفة تطبيقا لمبدأ «الإسلام هو الحل»، مثل «نحمل الخير لكل الناس»، و«نعمل من أجل الإصلاح».
* من ستؤيد الجماعة في الانتخابات الرئاسية؟ وما موقفكم منها؟
- موقف الجماعة أولا هو أننا ليس لنا مرشح كإخوان مسلمين في تلك الانتخابات، ولسنا متعجلين في تأييد أحد الأسماء المطروحة لخوضها، لأن كل تلك الأسماء افتراضية ونحن كجماعة لن ندخل في جدل افتراضي، والبعض فسر انضمامنا إلى الجمعية الوطنية للتغيير التي تتخذ من الدكتور محمد البرادعي رمزا لها بأنه تأييد للبرادعي، هذا غير صحيح، لأننا مع الجمعية ومطالبها لا مع الشخص، فالجمعية على سبيل المثال ثلاثة من أعضائها أعلنوا نيتهم خوض الانتخابات الرئاسية وهم محمد البرادعي (إذا طلبه الناس وتغير الدستور)، وأيمن نور (رغم الموانع القانونية) وحمدين صباحي، وهذا يؤيد حديثي بأننا مع الجمعية ومطالبها لا مع أشخاص. وثانيا عندما نقرر مساندة مرشح ما في تلك الانتخابات لا بد أن ندرس برنامجه جيدا ونرى هل سيحقق آمال المصريين أم لا، وهل يتفق مع فكرنا ورؤيتنا أم لا.
* معنى ذلك، أنه في حالة تقديم المرشحين لبرامجهم هل من الوارد أن تغير الجماعة موقفها وتعلن تأييدها لمرشح أو لآخر؟
- هذا وارد، وفي حال وجود برامج فإننا ندرسها، وأحب أن أؤكد أن خياراتنا مفتوحة ما بين أكثر الخيارات إيجابية وهو تأييد مرشح ما، وحتى أكثرها سلبية وهو المقاطعة.
* كيف تقيم تجربة الدكتور محمد البرادعي في الحياة السياسية المصرية حتى الآن؟
- تجربته حتى الآن تؤتي ثمارا طيبة، ولكنها تحتاج إلى وقفة للمراجعة، لأنه كشخص يحتاج إلى لقاء القوى السياسية وليس مجرد اللقاء بأفراد، وهو ما يحتاج منه إلى البقاء في مصر لفترة أطول لتعرُّف القوى السياسية وقوة كل منها وحجمه ومطالبه. نقطة أخرى، هي أن الجمعية الوطنية للتغيير التي أسسها البرادعي تحتاج لمراجعة هيكلها التنظيمي الذي أعلنته ومراجعة قدرته على أداء مهامه، كما أدعو البرادعي والجمعية إلى دراسة التجارب السابقة ولعل آخرها الجبهة الوطنية للتغيير التي أسسها الدكتور عزيز صدقي لمعرفة ما واجهها من صعوبات أدت إلى فشلها.
* منذ محاولة الاغتيال الشهيرة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية عام 1954 التي اتهم فيها الإخوان، والعلاقة متوترة بين النظام والجماعة، خلال فترات الرؤساء الثلاثة عبد الناصر، والسادات، ومبارك. في رأيك أي الفترات كانت الأصعب على الجماعة؟
- لا شك أن فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت الأقسى، وما حدث فيها كان غير مسبوق، من تشريد وخروج من مصر واعتقال لفترات طويلة وصلت إلى 20 عاما كما حدث مع فضيلة المرشد السابق محمد مهدي عاكف، وغيره كثيرون، وجاءت فترة حكم السادات لتشهد انفراجة لا ينكرها أحد، أما فترة الرئيس مبارك فأحداثها غريبة، ففيها حقق الإخوان إنجازات غير مسبوقة في تاريخهم سياسيا واجتماعيا، لكن عندما ننظر إلى عدد المعتقلين نجد أن عددهم بلغ 30 ألفا منذ تولي الرئيس مبارك الحكم عام 1981، صحيح أنهم يعتقلون لفترات قصيرة، تتراوح بين 6 أشهر وعامين، ولكن إجمالي الأحكام التي صدرت بحقهم يبلغ متوسطها 30 ألف سنة في السجن، وهو رقم مخيف، وأيضا شهد عهد مبارك 7 محاكمات عسكرية لأعضاء الإخوان، وعموما أنا أعتبر أن مصر تعيش منذ عام 1952 في عهد واحد لم يتغير ولا يمكن تقييمه إلا بعد أن ينتهي.
* قبل أيام وافق البرلمان على مد العمل بقانون الطوارئ مع قصر تطبيقه على مكافحة الإرهاب والمخدرات، ألا تخشى الجماعة من أن تتحول الاتهامات التي توجه إلى أعضائها من الانتماء إلى جماعة محظورة إلى الإرهاب ليمكن تطبيق القانون عليهم؟
- حسب المادة 86 مكرر من قانون العقوبات المصري فإن كل معارضة تُعتبر إرهابا، فنص المادة واسع وفضفاض، وأنا أرى أن الحكومة أمام تحد كبير والواجب عليها أن تبرئ ذمتها إذا كانت لا تريد استخدام الطوارئ في المجال السياسي، لأن نصوص قانون العقوبات العادي بها يكفل مكافحة الإرهاب، لكنها لا تريد ذلك وتظهر عكس ما تبطن.
* ننتقل إلى الشأن الداخلي في الجماعة، البعض يرى أن عصام العريان كان كلمة السر في الأزمة التي حدثت في الجماعة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي، وأدت إلى تغيير كبير في أعضاء مكتب الإرشاد الذي خرج منه أعضاء بارزون، هل توافق على ذلك؟
- لا أحب أن يقال ذلك ولا أوافق عليه، وحتى لو تبنينا هذا التفسير، فما حدث كان له إيجابيات كثيرة منها أنها المرة الأولى في تاريخ الحياة السياسية المصرية التي يقرر فيها قائد سياسي أن يصبح سابقا بل ويصر على ذلك، ويصبح هناك مرشد سابق لا راحل، فالمرشد العام السابق محمد مهدي عاكف كان لديه فرصة للاستمرار في موقعه لكنه رفض وانتخب فضيلة المرشد محمد بديع، ولأول مرة يصبح في مكتب الإرشاد أعضاء سابقون على قيد الحياة مثل الدكتور محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ومحمد عبد الله الخطيب وصبري عرفة ولاشين أبو شنب، وكلها شخصيات إخوانية مرموقة ولها تاريخ معروف، وأيضا لأول مرة ينخفض متوسط أعمار أعضاء مكتب الإرشاد إلى أقل من 60 عاما، وأتوقع انخفاضها إلى أقل من ذلك. أهم ما يميز جماعة الإخوان المسلمين هو حجم الشباب فيها، فشباب الإخوان تحت ال30 عاما يمثلون نحو 70% من الجماعة.
* إذا كان الشباب يمثلون 70% من أعضاء الجماعة فكم يبلغ عدد أعضائها؟
- وقت أن تحظى الجماعة برخصة قانونية سيكون لدينا كشوف أعضاء رسمية ومعلنة، أما قبل ذلك فمن الصعب حصر الأعضاء، لأننا جماعة تنمو بشكل يومي، وبصورة مستمرة ينضم إلينا أعضاء جدد فكيف نستطيع حصر تلك الأعداد؟ وفي رأيي ليس مهما أن نكون جماعة ذات عدد كبير، ولكن المهم أن يكون تأثيرها كبيرا، لا نملك حاليا إحصاء عدديا دقيقا بعدد أعضاء الجماعة ولسنا حريصين على امتلاكه الآن.
* لماذا توقفت مساعي الجماعة لإنشاء حزب سياسي؟
- لأن المناخ السياسي الحالي في مصر لا يسمح بولادة أو حياة حزب سياسي جديد، فهو مناخ قاتل وطارد للأحزاب، وحتى الأحزاب التي تقدمت بطلب للحصول على رخصة حزب سياسي قوبل طلبها بالرفض، بعضها أعلن نفسه حزبا مثل حزب الكرامة، وبعضها يصر على معاودة الكرّة والطلب مرة أخرى، والنتيجة دائما هي الرفض.
* ولكن بعض النقاط في برنامج الحزب الذي أعلنته الجماعة أثارت جدلا شديدا مثل الموقف من المسيحيين والمرأة والمعاهدات مع إسرائيل.
- موقفنا من إسرائيل ثابت، فهي كيان محتل ومغتصب ولا يحظى بأي شرعية، ونأمل أن يعيد المجتمع الدولي النظر فيه، وحل الأمر بسيط في رأيي، فإذا قبل المجتمع الدولي حق الفلسطينيين في العودة فمعنى ذلك أن الدولة أصبحت فلسطينية لأن عدد الفلسطينيين سيكون أكثر من اليهود، وإذا أراد اليهود العيش فيها فليكن، وإذا لم يشاءوا فليعودوا من حيث أتوا، أما بالنسبة إلى المسيحيين فلا توجد أي مشكلة معهم، فنحن سبق لنا أن رشحنا مرشحين مسيحيين في البرلمان ونجحوا، وأيدنا مرشحين مسيحيين في انتخابات أخرى ونجحوا أيضا، الأمر كله يتعلق برئاسة الدولة، فإذا كان البابا شنودة الثالث بابا المسيحيين الأرثوذكس نفسه قال إنه لا يحب أن يكون رئيس الدولة مسيحي، فما المشكلة؟ أنا أرى أن من حق الإخوان أن يقولوا إنهم يفضلون رجلا مسلما للرئاسة، هذا حقهم ولا يمكن لأحد الاعتراض عليه، في حين أن أي قوة سياسية أخرى قد ترشح رجلا مسيحيا للرئاسة فهذا حقها ولا يمكن لأحد الاعتراض عليه، أما بالنسبة إلى المرأة فنفس ما ينطبق على المسيحيين ينطبق عليها، علما بأننا سبق أن رشحنا نساء في الانتخابات البرلمانية ولا مشكلة لدينا في ذلك.
* يرى البعض أن التوتر في العلاقة بين حركة حماس وحزب الله من جهة والنظام المصري من جهة أخرى، انعكس على العلاقة بينكم وبين النظام، لأن الجماعة أيدت حماس وحزب الله، فما سبب هذا التأييد؟
- نحن لا نؤيد أشخاصا أو حركات أو هيئات ولكننا نؤيد حق المقاومة المشروع للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني. أنا أؤكد أن أمن مصر واستقرارها في تأييد الشعب الفلسطيني للحصول على حقه وطرد الاحتلال، فلا يجوز أن تكون مصر رهينة لمعاهدة أو سياسة ثبت أنها ليست في صالح مصر ولا الفلسطينيين ولا العرب.
* يشهد شهر رمضان المقبل عرض مسلسل تلفزيوني عن تاريخ الجماعة، ما موقفكم من هذا العمل؟
- أنا جلست مع مؤلفه الكاتب وحيد حامد بناء على دعوته، وأراني أوراقا قليلة تدل على جديته في الخروج بعمل جاد، ولم أكن أتمنى أن يكون وحيد حامد في هذا الموقف لأن المسلسل سيعرض وقت انتخابات تشارك فيها الجماعة، والتلفزيون المصري هو أول جهة اشترت حق عرض المسلسل، الأمر الذي يعطي انطباعا أن المسلسل ضد الإخوان، وما زلت أتمنى أن يخرج المسلسل بشكل منصف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.