الجزائر:شددت المصالح الأمنية مراقبتها على المواقع الإلكترونية، بعد تنامي الجرائم المعلوماتية، وكثفت من عمليات جمع المعلومات لتحديد هوية الأشخاص الذين يستعملون الشبكة العنكبوتية لأغراض إجرامية.ذكرت مصادر أمنية أن الأجهزة المختصة في محاربة الجرائم المعلوماتية، دخلت مرحلة متقدمة من البحث والرصد الإلكتروني، ووضعت المئات من المواقع الإلكترونية تحت المراقبة بغرض جمع المعلومات حول الأشخاص المشتبه بتورطهم في عمليات إجرامية من نصب واحتيال وتبييض الأموال والتهديدات، والاتجار بالمخدرات عن طريق الشبكة الإلكترونية. وتدخلت مصالح الأمن المختصة بصفة مسبقة في تعقب شبكات الإجرام عن طريق الأنترنت في انتظار إنشاء المركز الوطني لمكافحة الجريمة المعلوماتية. ورغم أن الجزائر تعتبر من البلدان الأقل استخداما للأنترنت لدى مواطنيها، حيث لا تتجاوز النسبة ثلاثة بالمائة رفقة دول إفريقية أخرى، إلا أن النسبة باتت كافية لتسجيل المئات من الجرائم الإلكترونية، بعدما قدم نحو 800 شخص للعدالة نظرا لتورطهم في قضايا تتعلق بالجرائم المعلوماتية. ووضعت ذات المصالح بعض المواقع الأكثر ترددا من قبل الشباب في الجزائر، نصب اهتماماتها، على غرار موقعي ''الفيس بوك'' و''اليوتوب'' نظرا لتوسع تصفحهما، حيث انتقلت نسبة التصفح إلى أكثر من أربعة أضعاف في مدة لا تزيد عن 12 شهرا، وبالنظر إلى المعلومات الغزيرة المتدفقة يوميا على مثل هاته المواقع، فإن مصالح الأمن وضعت اليد عليها لتضمنها معلومات واسعة جدا لا تتردد شبكات الإجرام في استغلالها لأغراض غير التي وجدت من أجلها. ورغم أن المصالح الأمنية كانت تركز في سياق معالجتها الملف الأمني، على المواقع ''الجهادية''، إلا أن خبراء المعلوماتية يؤكدون أن الجزائر تواجه تحديات أمنية أكبر من الناحية الإلكترونية في مرحلة ما بعد الإرهاب، نظرا لتعاظم الجريمة الإلكترونية وخطرها، ما يتطلب تكوين إطارات وخبراء ومهندسين ذوي كفاءة لمواجهة الجرائم المعلوماتية وتحديد هوية المتورطين فيها، بالإضافة إلى تحيين التشريعات المرتبطة بها، بعدما اتضح أن القانون المصادق عليه السنة الماضية والمتعلق بمحاربة الجريمة المعلوماتية غير كاف للإلمام بجميع أجزاء المكافحة، ما يتطلب تعديله، بما يضمن تدخل مختلف الأطراف التي لها علاقة بهذا المجال، وبشكل يمكّن المتدخلين من الجهاز الأمني والجهاز القضائي من مواجهة السرعة التي توفرها الأنترنت لصالح شبكات الإجرام والجماعات الإرهابية، التي يؤكد الخبراء أنها ربحت معركة وسائل الاتصال الحديثة وتمكنها من تسيير الخلايا الإرهابية والتحكم في عناصرها عن بعد، وبث بياناتها. المصدرالخبر:الجزائر: ش. محمد