مصر،القاهرة: فرّقت الشرطة في وقت متقدم ليل أول من أمس بالقوة تظاهرة نظّمها عشرات النشطاء في وسط محافظة الإسكندرية الساحلية (شمال البلاد) للاحتجاج على تعذيب شاب حتى الموت في أحد أقسام الشرطة. واعتقلت أجهزة الأمن نحو 12 شخصاً. ويأتي ذلك في الوقت الذي أفيد أن نيابة سيدي جابر في الإسكندرية برئاسة المستشار هاني شرف، فتحت تحقيقاً موسعاً في شأن ملابسات حادث مقتل خالد محمد سعيد (28 سنة) والذي أصبح يعرف على مواقع الإنترنت ب «شهيد الطوارئ». كما دعت حركة شباب «6 أبريل» المعارضة إلى وقفة احتجاجية غداً (الأحد) أمام مقر وزارة الداخلية المصرية في وسط القاهرة لمطالبة وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشاب. وأوضحت الشبكة العربية لحقوق الإنسان أن خالد سعيد قتل مساء الثلثاء الماضي نتيجة لتعذيبه وسحله على يد عدد من أفراد الشرطة (مخبرين) بعدما رفض تفتيشه، وأشارت إلى أن سعيد كان موجوداً في أحد مقاهى الإنترنت في ضاحية كليوباترا (وسط الإسكندرية) حين دخل بعض المخبرين المقهى وبدأوا في تفتيش رواده بغلظة وخشونة، على رغم أن تفتيشهم يُعد باطلاً من الناحية القانونية كونه مكاناً مغلقاً ويستدعي دخوله إذناً من النيابة العامة. وأضافت أن خالد أبدى اعتراضه على المعاملة المهينة فبدأ المخبرون في سبّه وضربه بعنف حتى سقط مغشياً عليه، فاصطحبه أفراد الشرطة إلى مقر قسم الأمن ثم عادوا به بعد دقائق وهو جثة هامدة نتيجة الضرب العنيف الذي تعرض له ما أدى إلى إصابته بتهشم في عظام رأسه والجمجمة. وكان ما يقرب من 70 متظاهراً تجمعوا على الرصيف المقابل لقسم سيدي جابر مساء أول من أمس ورددوا هتافات تدين اعتداءات الشرطة على سعيد، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن ذلك، ما دعا الشرطة إلى التدخل لتفريق المتظاهرين بالقوة. وقال شهود إن أعداداً كبيرة من قوات الشرطة حاصرت المتظاهرين وقامت بالاعتداء عليهم بالضرب. وأشار هؤلاء إلى اعتقال قرابة 12 ناشطاً منهم واحتجازهم داخل قسم شرطة سيدي جابر، قبل أن يتم الإفراج عن بعضهم. الحياة السبت, 12 يونيو 2010