تسلل ذات ليلة جان إلى حُجرة مكلوم منكوب في غزة الصمود .. وقال له شبيك لبيك أنا بين يديك .. أسأل تُجب فأجابه المنكوب غاضبا اليك عني ياهذا يكفيني مكر وقسوة اليهود وخيانة وكذب العرب المعهود أخرج من هنا والا فجرت نفسي فيك فقال له الجان قد لا تتكرر لك الفرصة ياسيدي .. فسأل تُجب لتفرج الكُرب فتأوه المنكوب تأوه التضجر والتأفف ثم سأله متهكما من أنت ؟ ومن أين أتيت ؟ فأجابه الجان اطمئن ياسيدي فلست من عرب الاستجداء والخوار ولا من اليهود الأشرار أتيت لمناصرتك بعد أن أجمع الظالمون على محاربتك فهلا سألت بعجل لأنير لك قناديلا من أمل فنظر اليه المنكوب نظرة الحسرة والأسى ثم قال له ساخرا واسترسل لنا ستون عاما ونحن نسأل ولم نُجب فاليك القليل من امنيات وآمال البائس الذليل العليل لنرى ماذا أنت فاعل استدعِ صلاح الدين لكي يحرر أرضنا واستصرخ المعتصم وصف له حالنا وأسأل ابن الوليد كيف يكون نصرنا واستجوب طارق ابن زياد كيف نتغلب على قلة عدتنا وعتادنا واسترشد من عمار وابن رباح كيف نقوي ايماننا ونعزز صبرنا واستنصح ابن الخطاب منطقا يكنس هذر نطقنا واستعر من الشافعي حكمة تضئ لنا طرقاتنا وتتوحد عليها قناعاتنا واقتبس لنا من خامس الخلفاء الراشدين بعض عدله وزهده لنسعد به في حياتنا ومن المختار ... أنتف منه شنبا يركل شنبات قوادنا أخذ الجان يحدق يمنة ويسره وهو يحوقل وكأنه يبرأ من كل قول وقائل بعد أن تفاقمت عليه الرسائل ، ثم أقلع دون تعليق ليعود المنكوب البائس الى فراشه مسترخيا وهو يردد أني لا أحب الآفلين ربي أني أعوذ بك من كل أمل قاتل ومن همزات الشياطين وأفكار المتهودين وحكمة الضعفاء المتخاذلين وأماني المتنطعين......