اسطنبول:انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الاربعاء بعض الدول الاوروبية آخذا عليها عدم تقديم الدعم الكافي لتركيا في مواجهتها مع الانفصاليين الاكراد الذين تبنوا اعتداء داميا وقع الثلاثاء في اسطنبول واعتقل اليوم 27 شخصا للاشتباه بضلوعهم فيه.وقال اردوغان خلال مادبة غداء تكريما لرؤساء دول البلقان في اسطنبول "من المؤسف ان بعض الدول الاوروبية (التي لم يسمها) لم تقدم الى تركيا الدعم اللازم في كفاحها الطويل الامد ضد الارهاب". ونقلت وكالة الاناضول عن اردوغان قوله "رغم كل المعاناة والهجمات الشديدة الدموية التي تستهدف قوات الامن (التركية) لم تقطع بعض الدول قنوات تمويل المنظمة الارهابية وتسمح لماكينتها الدعائية بالعمل ولا تقوم بترحيل المجرمين". وتاتي مآخذ اردوغان هذه بعدما اوقع انفجار قنبلة لدى مرور حافلة مدنية تقل عسكريين خمسة قتلى، اربعة جنود وفتاة في السابعة عشرة، الثلاثاء في احدى ضواحي اسطنبول. واعلنت مجموعة كردية مسلحة تسمي نفسها صقور تحرير كردستان على موقعها الالكتروني الثلاثاء مسؤوليتها عن الاعتداء. وكانت الحركة نفذت في الماضي اعتداءات دامية عدة خصوصا في اسطنبول. واعلنت وكالة انباء الاناضول الاربعاء ان الشرطة التركية اعتقلت 27 مشتبها به في اطار التحقيق في هذا الاعتداء. وذكرت الوكالة التي لم تكشف مصادرها ان الاعتقالات تمت في اطار عملية مشتركة للقوات الخاصة وفرقة مكافحة الارهاب من دون مزيد من التفاصيل. وتؤكد السلطات التركية ان هذه المجموعة المسلحة تستخدم كواجهة لمسلحي حزب العمال الكردستاني حين يشن هؤلاء هجمات يمكن ان تثير استياء شعبيا خصوصا حين تسفر عن مقتل مدنيين. وتم تشييع الضحايا الاربعاء في مدن تركية عدة بمشاركة الاف الاشخاص بحسب وسائل الاعلام ومصور وكالة فرانس برس. وشارك وزراء ورئيس اركان الجيش الجنرال الكير باشبوغ في تشييع الطالبة التي قضت في الاعتداء في المداغ احدى ضواحي انقرة. وقد اثار مقتل هذه الشابة موجة تاثر شديد في تركيا. وهتف نحو خمسة الاف شخص رفعوا الاعلام التركية "الشهداء لا يموتون، الامة لا تنقسم". وتوعد اردوغان الذي تعهد العام الماضي بترسيخ حقوق الاكراد، ب"اغراق متمردي حزب العمال في دمائهم" بعد ان كثفوا وتيرة هجماتهم منذ مطلع حزيران/يونيو. وقال الثلاثاء امام البرلمان "لن نتخلى عن الديموقراطية رغم كل الاستفزازات". ويخوض حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا ودول عدة منظمة ارهابية، نزاعا مسلحا منذ 1984 في جنوب شرق البلاد وسبق ان استهدف منتجعات صيفية ومدن كبرى في غرب تركيا. وتطالب تركيا بانتظام الدول الاوروبية بالتحرك ضد الشبكات الاوروبية لحزب العمال الكردستاني الذي ضاعف هجماته على القوات التركية فقتل منذ نهاية الاسبوع الماضي 17 جنديا ومدنيا في هجمات في جنوب شرق البلاد وفي الاعتداء بقنبلة الثلاثاء في اسطنبول. وتعتبر تركيا التي تتطلع الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي ان قسما كبيرا من تمويل حزب العمال الكردستاني ياتي من نشاطات تبييض الاموال وتهريب المخدرات وتمرير المهاجرين غير الشرعيين الى اوروبا حيث للحزب شبكة واسعة من الانصار بين افراد الجالية الكردية المهاجرة. وتدعو تركيا منذ سنوات الدنمارك الى حظر قناة روي تي.في التي تبث من اراضيها والتي تعتبر بوق حزب العمال الكردستاني.