اشارت صحيفة نيويورك تايمز الي قصة عراقي حاول اقناع المخابرات الامريكية (سي آي ايه) بدعم خطة له من اجل توحيد عشائر العراق ضد صدام حسين، الرئيس العراقي السابق وبدلا من ذلك وجد نفسه الآن يقبع في زنزانة في سجن في العاصمة اللبنانية بيروت، يراقب ما آلت اليه الاوضاع في العراق ويدخن بشراهة سجائر مالبورو . وذكرت الصحيفة ان مظهر الخرابيط حاول في تسعينات القرن الماضي الاتصال بعملاء (سي آي ايه) في بيروت، حيث حاول مع شقيقه مالك اقناع الامريكيين بنجاعة خطته. وقالت ان الخرابيط هو واحد من كثير من العراقيين الذين قلب الاجتياح الامريكي للعراق حظوظهم، مشيرة الي انه كان ثريا وهرب اكثر من مرة من بطش صدام ليقدم له الملجأ حسب التقاليد والاعراف القبلية بعد سقوط النظام، وكان مع صدام عندما نجا من محاولة امريكية لاغتياله في نيسان (ابريل) 2003 والتي قتل فيها شقيق الخرابيط مالك. وتضيف ان الامريكيين الذين تجاهلوا خطة الخرابيط بدأوا الآن يتعاونون مع القبائل السنية لمواجهة تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين. ولكن هذا التعاون جاء متأخرا بالنسبة للخرابيط الذي اعتقل قبل ان تتعاون القوات الامريكية مع عناصر الصحوة. ونقلت عنه قوله ان الامريكيين بعد الحرب ارادوا ان يعمل معهم ولكنه قال ان المقاومة شرف لا ادعيه . وفي الوقت الذي تري عناصر في الصحوة ان عودته قد تساعد في جهودهم الا ان الحكومة التي يسيطر عليها الشيعة تعتبره ارهابيا ، ويري الامريكيون ان بيان اعتقاله من قبل السلطات اللبنانية العام الماضي لا اساس له الا ان اللبنانيين لا يعرفون كيفية التعامل مع حالته. وتقول الصحيفة انه سامح الامريكيين الذين قتلوا شقيقه وعددا اخر من افراد عائلته وصادروا ممتلكاته وما يهم الآن هو مستقبل العراق كما يقول. ويؤكد انه لم يدعم المقاومة مشيرا الي ان ماضيه السري وعلاقاته قبل الغزو فسرت بطريقة غير صحيحة، ذلك انه كان يعمل في شركة مقاولات كانت تديرها عائلته التي انتفعت من النظام من خلال عقود بناء وعقود نفط، وساعدت عائلته علي حراسة الحدود والتوسط بين النظام والملك الاردني حسين، وعليه فان عائلته يحكم عليها من خلال هذا المنظور. وتقول ان قصته ربما بدأت في 11 نيسان (ابريل) 2003 عندما عاد الي بيته الكبير في شرق بغداد ليجده وقد تحول ركاما عندما تعرض لقصف امريكي لاعتقادهم ان صدام حسين كان يختبئ فيه. وعوضا عن قتل صدام قتلوا شقيقه مالك الذي قام بالتفاوض مع المخابرات الامريكية للاطاحة بصدام، ومعه قتل 21 شخصا من بينهم اطفال ونساء. وتقول الصحيفة ان صدام كان في فيلا تابعة لبيت الخرابيط الكبير مع ولديه واخيه غير الشقيق برزان التكريتي. وهو ما قاله الخرابيط. وتقول ان صدام الذي اختفي بعد سقوط بغداد تلقي رسالة تشكره علي كرمه الحاتمي، ويري الخرابيط ان عائلته كانت مجبرة حسب التقاليد لتقديم الملجأ لاي شخص وحتي صدام. ويقول الخرابيط انه اختفي في منتصف التسعينات بعد ان شك صدام بدعمه للمعارضة. مشيرا الي انه لو خسر بوش الحرب وجاء اليهم لاستقبلوه بنفس الطريقة التي استقبلوا فيها صدام حسين. ويقول انه حاول تجاوز غضبه علي الامريكيين والتعاون معهم، وكزعيم لقبيلة مهمة في غرب العراق حاول اقناع الامريكيين للتعاون معها لتحقيق الامن. ومع ان بعض العسكريين تقبل التعاون الا ان مكتب الحاكم الامريكي بول بريمر رفض العرض لشكه ان الخرابيط متعاطف مع المقاومة. وبحسب مسؤول في المخابرات الامريكية كان في بغداد فان الخرابيط انتقل للاردن عام 2004 الا ان المسؤولين الامريكيين في بغداد ضغطوا علي الاردن لاجباره علي مغادرة البلاد، حيث انتقل لسورية. وفي عام 2006 غادر الخرابيط سورية متوجها الي لبنان لمعالجة زوجته التي كانت مصابة بسرطان الدماغ، والقي القبض عليه من قبل الانتربول عندما وصل للحدود اللبنانية مع سورية بتهمة دعم الارهاب حسب حكومة بغداد. ومع ان الحكومة العراقية قاربت علي النجاح العام الماضي لترحيله من لبنان الي العراق لمواجهة تهم قد تؤدي لاعدامه الا انها لم تقدم ادلة كافية عن دعمه المقاومة ماليا. وتعتبر الاممالمتحدة الخرابيط لاجئا. وبعد تحقيق اجراه مكتب اللاجئين التابع لها وجد ان الاتهامات الموجهة له لا اساس لها.