كشفت مصادر فرنسية عن خيوط الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شاب من أصل جزائري، في الطريق السريع رقم 13 بمدينة مورو التابعة ل''إيفلين'' بمقاطعة ''إيل دو فرانس''، شمالي فرنسا. وكانت الجريمة مع سبق الإصرار، حسب ما أكده، أمس، النائب العام لمحكمة ''فرساي''، ميشال ديسبلان.قامت الشرطة الفرنسية، أمس، بإلقاء القبض على ستة أشخاص يشتبه في صلتهم بالجريمة، وتم التحفظ على أربعة منهم إلى حين الانتهاء من التحقيقات التي لا تزال متواصلة لمعرفة كافة تفاصيل وخيوط الجريمة. كل شيء حدث ليلة الأحد الماضية، حسب مصادر إعلامية فرنسية، وكانت الساعة تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل، حينها كان الشاب محمد، البالغ من العمر ثلاثين ربيعا، رفقة أقارب له عائدين من لقاء عائلي بمنطقة ''إيفلين''، كانوا سبعة أفراد من نفس العائلة استقلوا ثلاث سيارات مختلفة كانت تسير بالقرب من بعضها على امتداد الطريق السريع. في السيارة الأولى كان الشقيق والوالدة إلى جانب زوجة الضحية وأحد أشقائه. أما السيارة الثانية فكان بها أحد أبناء محمد وشقيق آخر له. وبدأت أحداث العنف الدامي والاعتداء الذي أفضى إلى مقتل الشاب محمد، بعد أن اصطدمت السيارة الأولى بسيارة من نوع ''كليو'' كانت تقودها شابة برفقة شخص آخر، ولم يتسبب الحادث في أضرار كبيرة للسيارة، ومع ذلك بدأت ملاسنة بين الطرفين. ورفض الزوج الذي كان يقل سيارة ''كليو'' القيام بالإجراءات المعتادة في مثل هذه الحوادث، حيث رد عليه بنبرة ''عنصرية'' حسب ما نقلته صحيفة ''لوفيغارو'': ''تريد أن نقيد وقائع الحادث ؟ أتعتقد أنه بإمكانك القيام بذلك مع فرنسيين؟''. حينها قررت عائلة الضحية الاتصال بالشرطة، بينما قام الزوجان بالاستنجاد برفقاء لهم. وبعد بضع دقائق حضرت ثلاث سيارات، خرج منها 15 شخصا كانوا قادمين من مدينة ''مورو'' الصغيرة التي تقع على بعد كيلومتر واحد من موقع الحادث. أحد أبناء عم الضحية ارتأى سرد ملابسات الحادث، مشيرا ''لقد عشنا مشهد عنف غير معقول ولا يخطر على بال''. لقد بدأوا بالصراخ ''سنقتلكم أمام أعين والدتكم''، ثم بدأت بعدها المجموعة بالاعتداء الجسدي بطريقة وحشية على الشبان الذين حاولوا حماية محمد الذي كان مستهدفا بالخصوص. المشهد الدموي انتهى سريعا بانسحاب المجموعة المعتدية قبل وصول الشرطة الفرنسية. هذه الأخيرة قامت بمعاينة مكان الجريمة والاعتداء الذي أفضى إلى وفاة الشاب الجزائري وإصابة أربعة من أفراد عائلته بجروح. صدمة الاعتداء والشعور بالحزن الممزوج بالاستياء عم سكان مدينة ''تورسي'' بمقاطعة ''سان ومارن'' شمالي فرنسا، حيث كان يقطن الشاب محمد وعائلته. هذه الأخيرة لم تواجه من قبل أي مشكل هناك حسب شهادات جيران العائلة. بالمقابل تسارعت الأحداث وسمحت التحقيقات والتحريات الأولية بإلقاء القبض على شابين عمرهما 21 و22 سنة، كانا معروفين لدى مصالح الأمن، وتم توقيفهما. بعدها سلم الشخصان الأولان اللذان كانا محل الخلاف نفسيهما للشرطة، ليتم استدعاء شخصين آخرين يشتبه في علاقتهما بالقضية. وتم التحفظ على أربعة أشخاص وضعوا رهن الحبس المؤقت إلى غاية الانتهاء من التحقيق. وقد كشف تقرير الطبيب الشرعي بعد تشريح الجثة أن الشاب محمد توفي جراء تلقيه العديد من الركلات واللكمات على مستوى الوجه والرأس. المصدرالخبر:الجزائر: ص. حفيظ