سوسة (تونس) - 13 - 4 2008 الفجرنيوز:-اكدت باحثتان عربيتان ان البحث في مجال العلوم الاجتماعية لا يزال يواجه صعوبات ما ينعكس سلبا على دراسة الظواهر الاجتماعية المتغيرة ومنها ظاهرة الادمان . جاء ذلك في ورقة عمل قدمت ضمن فعاليات مهرجان المبدعات العربيات الذي يقام تحت عنوان ( المبدعة العربية والبحث في العلوم الاجتماعية ) . وبينت استاذة علم الاجتماع من سوريا ميساء نعامة ان دراسة المجتمع من وجهة نظر علمية شملت مدارس واراء مختلفة تتضارب في كثير من الاحيان وتتفق في احيان اخرى ومنها من اتبع الخط المادي والخط المثالي فاكد الماديون ان الاحاسيس الانسانية انما هي انعكاس للمادة في حين ان المثالية ترى انها تعبير عن جوهر مثالي . وفي النصف الاول من القرن العشرين انتشر علم الاجتماع بشكل واسع كعلم قائم بذاته له منهج وطرق فنية للبحوث الاجتماعية وله مجموعة خاصة من المفاهيم السوسيولوجية . وقالت " رغم النجاح والتطور العلمي في مجال البحوث التجريبية الاجتماعية فانها لم تؤد الى المعرفة العلمية والفاعلة في المجتمع فلا كونت الذي اسس السوسيولوجيا ولا ممثلوها الذين جاؤوا بعده تبنوا نظرية من شانها ان تفتح الطريق الى فهم الحياة الاجتماعية علميا ". واكدت ان المجتمع يختلف عن الطبيعة مع انه جزء لا يتجزأ منها وهذا الاختلاف لا يجيز تطبيق القوانين والاستنتاجات التي تعكس العمليات الطبيعية على الحياة الاجتماعية فالمجتمع يخضع لقوانينه الخاصة ومعرفة هذه القوانين هي المهمة الاساسية للمتخصصين في علم الاجتماع . وتطرقت الى بعض الظواهر الاجتماعية السلبية وهي ظاهرة الادمان على المخدرات التي تعد من اخطر الظواهر الاجتماعية لان انتشارها يسبب انهيارا للقيم والعادات والتقاليد التي تساهم في تماسك المجتمع . كما تطرقت الى ظاهرة الاجرام والامية موضحة ان بعض الظواهر الاجتماعية تملك صفة التحديد وبعضها لديه صفة الشمولية كما ان كل ظاهرة لها جانب ملموس واخر مستتر . -- واكدت الاختصاصية في علم الاجتماع من جمهوية مصر حنان الشاذلي ان ادمان الفتاة اكثر خطورة من ادمان الرجل وان المجتمع يرفض حتى الان الاعتراف بوجود فتيات مدمنات وبالتالي لا ياخذن حقهن من العلاج خوفا من انكشاف امرهن. واشارت الى ان الفتاة قد تتعرض للادمان اذا كانت قد تعرضت في مرحلة الطفولة الى اعتداء جنسي فتلجا للمخدر لنسيان ما حدث اذا لم تساعدها اسرتها وتوجهها الى مراكز التاهيل لمثل هذه الحالات. واوضحت ان الفتاة تعاني من عدم تاهيلها للعمل وعدم رغبة الاهل في احتوائها من جديد بعدما التصقت بها وصمة العار كما ينظر اليها فتكون في مواجهة صادمة للثقافة التي تنتمي اليها. وذكرت ان الدراسة التي قامت بها تهدف الى استكشاف العلاقة بين ثقافة التعافي والافراد المنتمين اليها في جماعات المدمن المجهول التي نجحت في تعافي عدد من المدمنين والتعرف على اساليب العلاج المتبعة في ذلك . واشارت الى انها اختارت مجموعة من المدمنات من جمهورية مصر واستعانت في بحثها بالمقابلات الخاصة والاختبارات النفسية والملاحظات وتحليل عناصر التعبير غير اللغوي . وعرفت الحضور بجامعة المدمن المجهول التي تتكون من اناس اصبحت المخدرات مشكلتهم الرئيسية يجتمعون معا بانتظام ليساعدوا بعضهم البعض ليظلوا ممتنعين عن التعاطي باتباع الخطوات ال12 . وتابعت ان هذه الجماعات ليس لديها اية رسوم او اشتراكات وليست ملزمة باي توقيعات او وعود ولا صلة لها باي جهة سياسية او دينية او امنية كما لا تخضع لاي مراقبة ويستطيع أي شخص مدمن الانضمام لها . واستعرضت نموذجين من مجتمع المدمنات المجهولات لفتاة تبلغ 19 عاما واخرى تبلغ 28 عاما مشيرة الى تفاصيل حياتهما والاسباب التي ادت الى ادمانهما المخدرات والخطوات التي قامتا بها بعد ذلك . واوصت الباحثة بضرورة وجود نساء سويات لعلاج مثل هذه الحالات ووضرورة تكاتف مؤسسات المجتمع المدني لايجاد بيوت خاصة لتاهيلهن وزيادة المساهمة الاعلامية في التوعية بمثل هذه الحالات وتدريب الاخصائي على كيفية اكتشاف مثل هذه الحالات .