غزة:أكدت نتائج فحوصات الأنسجة التي أجريت مطلع الأسبوع الجاري نجاح استئصال ورم دماغي من قاع جمجمة مسنة، في عملية جراحية اعتبرت الأولى من نوعها في غزة.وبحسب أطباء جراحة المخ والأعصاب الذين أشرفوا على إجراء العملية قبل نحو أسبوعين، فإن العملية التي أجريت بإمكانيات متواضعة مقارنة بنظيراتها خارج قطاع غزة تعتبر بداية مهمة على صعيد البدء بإجراء عمليات مماثلة في المستقبل. ويقول رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مجمع الشفاء الطبي باسل بكر "لأول مرة تجرى عملية استئصال ورم سحائي من قاع الجمجمة في غزة لخطورة هذا النوع من العمليات لما يحتاجه من تحضيرات معينة وحساسية كبيرة بالنظر إلى خطورتها وإجرائها في مراكز متخصصة ومتطورة جداً كونها من الجراحات الدقيقة". أهمية العملية وذكر أن أهمية نجاح العملية تكمن في استخدام إمكانيات محدودة وقديمة، مدللاً على حديثه بافتقار قسمه -الذي يعتبر الوحيد من نوعه المتخصص في إجراء عمليات المخ والأعصاب- إلى منظار (تلسكوبات) وأجهزة إضاءة مخصصة. وأضاف في حديثه الجزيرة نت أنه رغم أن جانب الصعوبات التقنية المتمثلة في عدم كفاءة أدوات العمليات الجراحية نتيجة استهلاكها وتلف وتعطل جزء منها وعدم تحديثها منذ العام 1991, فإن الحصار يبقى حائلا دون تطور الكوادر الطبية بفعل حرمانها من السفر والمشاركة في مؤتمرات ولقاءات علمية ومواكبة الجديد على صعيد الجراحات. ويرى طبيب جراحة المخ والأعصاب هاني الهيثم الذي شارك في العملية أيضا, أن إحدى المشاكل التي تعترض إجراء عمليات جراحية من هذا النوع هي صعوبة إقناع سكان غزة بإمكانية إجراء عمليات جراحة مخ دقيقة داخل القطاع، وإصرارهم على إجرائها في الخارج. وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن عملية استئصال الورم السحائي للمريضة لم تكن لتجرى لولا موافقة ذوي المريضة كونها تبلغ من العمر 73 عاما ومصابة بجلطة سابقة وتعاني من صعوبة في المشي.
علامات النجاح أما أخصائي جراحة المخ أشرف بركات الذي كان هو أيضا ضمن طاقم العملية فأكد أن كافة الفحوصات -التي أجريت بعد العملية كالتصوير الإشعاعي المقطعي وفحوصات الأنسجة- واستعادة المريضة قدرتها على المشي والنطق تؤكد استئصال الورم بالكامل. ودعا عبر الجزيرة نت المؤسسات الإنسانية المساندة للشعب الفلسطيني إلى ضرورة العمل على ابتعاث أطباء غزة للخارج لتطوير خبراتهم واطلاعهم على آخر المستجدات عبر مشاركتهم في مؤتمرات عملية وورش عمل في الخارج كي تساعد الطبيب الفلسطيني على التعامل مع المرضى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع بفعل الحصار وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.