صنعاء، اليمن:أكد مسؤول رفيع في الحكومة اليمنية الخميس، أن القوات الحكومية تفرض حالياً حصاراً عسكرياً مشدداً على أحد أبرز معاقل تنظيم القاعدة في جنوب اليمن، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تشكل تصعيداً من جانب القوات اليمنية في حربها ضد الإرهاب.إلا أن منظمات حقوقية أعربت، في الوقت نفسه، عن قلقها على آلاف المدنيين الذين نزحوا من مناطقهم بسبب المعارك بين قوات الجيش اليمني والمسلحين الذين يُعتقد أنهم موالون لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وفي مقابلة حصرية مع CNN، أفاد رشاد العليمي، نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن، بأن القوات الحكومية تحاصر، في الوقت الراهن، قرية "الحوطة" بمحافظة "شبوة"، والتي يُعتقد أنها أبرز معاقل القاعدة جنوبي البلاد. كما تراقب القوات اليمنية تحركات رجل الدين الأمريكي، أنور العولقي، والذي يُعد أحد أبرز قياديي القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وتعتقد السلطات أنه يختبئ في مكان ما قرب وادي "رافاد" بمحافظة شبوة. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلن الجنرال أحمد علي المقدشي، مدير الأمن في محافظة شبوة، أنه تم إلقاء القبض على أكثر من 20 عنصراً ممن يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، وذلك في الهجوم الشامل الذي شنته القوات اليمنية المسلحة ضد التنظيم واستهدف معاقلهم في المحافظة. وكشف أن قوات النخبة لمكافحة الإرهاب تقوم بتمشيط المنطقة بحثاً عن مسلحين قبل أن تعلن خلو المنطقة وأمنها للمواطن وأهالي المنطقة من أجل عودتهم، وفق بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم السفارة اليمنية في واشنطن، وأوضح أن قوات النخبة نجحت في السيطرة على عدد مهم من المقار التابعة "للتنظيم الإرهابي." وكان الجيش اليمني قد أكد في وقت سابق الأربعاء، مقتل أربعة من جنوده، وجرح ثلاثة آخرين، إصابة أحدهم بليغة، في العمليات العسكرية الدائرة ضد مسلحين يُعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة في "شبوة." وبدأت الحكومة اليمنية هجوماً واسع النطاق ضد مسلحي القاعدة، الثلاثاء الماضي، رداً على هجوم شنه التنظيم الأسبوع الماضي على خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي، وفقاً لما أكده مسؤول حكومي الثلاثاء. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، "أن الحكومة اليمنية أرسلت قوات تدعمها الأسلحة الثقيلة والطائرات والمروحيات لتطويق المناطق الجبلية." ونفى المسؤول اليمني التقارير التي تفيد بأن المسلحين احتلوا منازل وتحصنوا فيها، كما رفض بشدة ما ورد من أنباء عن تشريد نحو 80 ألف شخص من المنطقة. وتقاتل الحكومة اليمنية عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والذي لفت الأنظار له بعد محاولة فاشلة لتفجير طائرة أمريكية العام الماضي، كانت تهم في الهبوط بمدينة ديترويت بولاية ميشيغان. وتقول تقارير، إن المشتبه به في محاولة التفجير تلك، النيجيري عمر فاروق عبد المطلب، والذي وجهت له ستة اتهامات بالإرهاب، تلقى تدريبا على الأسلحة في اليمن. وتبنى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية منذ تشكيله في يناير/ كانون الثاني عام 2009، عدة هجمات ضد أهداف في المملكة العربية السعودية، واليمن والولايات المتحدة.
