مازالت صولة فرسان أو خرفان المنطقة الخضراء في بغداد تثير جدلا واسعا على أكثر من صعيد خصوصا وإنها باءت بالفشل الذريع رغم الدعم المادي والمعنوي الأمريكي الذي تحظى به. ولم تجلب لمن شنّها غيرالمذلّة والخزي والاحتقار من قبل غالبية أبناء الشعب العراقي. كما إنها لم تحقق شيئا يُذكر على المستويين الأمني والسياسي. بل ضاعفت من مصائب وهموم العراقيين المبتلين على أمرهم. وسوف تنتهي بما هو أسوء من الفشل والخيبة شأن جميع صولات وجولات وخطط ومبادرات حكومة العميل نوري المالكي. وبما أن الصراع المسلح الدائربين ميليشيات شرعية ونظامية, من وجهة نظرأمريكية طبعا, وأخرى خارجة عن قانون الاحتلال ومدعومة من قبل إيران فان مسلسل الموت والخراب وفقدان الأمل والأمان سوف يستمرفي عرض حلقاته المرعبة على الهواء مباشرة. إن الهدف من وجود هذا الكم الهائل من الميليشيات التابعة لأحزاب داخل الحكومة العميلة في بغداد أو خارجها هو تحويل العراق الى مناطق نفوذ وهيمنة تابعة لهذا الحزب أو لتلك الطائفة أو لذاك التنظيم. وهو ما حصل بالفعل. والدليل على إن نشرات الأخبار تُكثر الحديث هذه الأيام عن مدينة الثورة "الصدر" واصفة أياها "بالمعقل الرئيسي لجيش المهدي" التابع للدجال مقتدى الصدر. وقد سبق للعميلين جلال الطلباني ومسعود البرزاني وأن دشّنا هذه الصيغة "الديمقراطية" النادرة في شمال العراق, فانفرد الأول بمدينة السليمانية وإستولى على كل شيء فيها. وبالمقابل كانت مدينة أربيل من نصيبب "فخامة" مسعود البرزاني وريث العائلة الأكثرعمالة وتبعية لأمريكا وإسرائيل بشكل خاص. وإن عملية المحاصصة والتقسيم في شمال العراق مازالت عمليا قائمة حتى هذه اللحظة بين الحزبين الكرديين العميلين. وفي عراق اليوم وتحت خيمة الاحتلال الأمريكي فان الكل خارج عن القانون حتى وإن كان هذا القانون قد وُضع من قبل قوات الاختلال. لأن "قادة" العراق الجديد ليسوا الاّ خليطا من لصوص وقتلة ومهرّبين وأصحاب سوابق و تجّار سلاح ومخدرات مدعومين بهذا الشكل أو ذاك من قبل ميليشيات وعصابات مسلّحة لا تخضع لأية سلطة ولا تلتزم بأي قانون سوى قانون رئيس العصابة - الحزب. وعلى هذا الأساس لا توجد ميليشيات طيبة وأخرى شريرة, أو إن هذه الميليشات شرعيّة وتلك خارجة عن القانون. فالجميع في الهوى الميليشياوي سوا. ولا يمكن إضفاء الشرعيّة على هذه الميليشيا لأنها تدعم وتسند حكومة العملاء في المنطقة الخضراء, وفي الوقت نفسه تُشنّ حرب ضروس ضد ميليشيا أخرى لأنها خرجت, ولو مؤقتا وظاهريا, من بيت الطاعة الأمريكي - الايراني. كما إن إدعاءات بعض أقطاب الحكومة العميلة في بغداد, والأكراد منهم بشكل خاص, باعتبار ميليشيات وعصابات البيشمركة الكردية قوات نظامية الغاية منها حماية الاقليم. أي بتعبيرأدق محمية البرزاني - الطلباني. ولو كان الأمر كما يزعمون لما إختلفنا معهم على الاطلاق وبصمنا لهم بالعشرة. لكن واقع الحال, ومنذ عشرات السنين, يُفنّد وبشكل صارخ مزاعم وأكاذيب القيادات الكردية. فشمال العراق ومنذ الغزو الهمجي الأمريكي للعراق أصبح تحت رحمة القصف التركي والايراني المستمر دون أن يتجرأ بيشمركة واحد من أن يطلق رصاصة ولو في الهواء. وباستثناء عنتريات وتهديدات رئيس الاقليم مسعود البرزاني, والتي تتبخر حالما تخرج من فمه, فلم يُعرف إن للبيشمركة الكردية دورا يُذكر في الدفاع عن حدود الوطن. بل على العكس من ذلك تماما. لقد كانوا وما زالوا أول من تاجر ويُتاجر, في الأسواق والمزادات العلنية والسرية, بكل ما له صلة بالوطن, الأرض والسيادة والتاريخ والبشر. ولم أسمع في حياتي أبدا إن عنصرا من قوات البيشمركة قُتل دفاعا عن حدود وأرض الأقليم. وأتحدى أي إنسان أن يقدّم لي ولو دليلا واحدا موثّقا عن مقتل بيشمركة وهم يدافعون عن تراب إقليمهم المقدس. وعليه, فان حلّ الميلبيشيات المسلّحة , والبيشمركة الكردية بشكل خاص, هو خطوة أولى ينبغي على أية حكومة إتخاذها لأنقاذ العراق من الوضع الكارثي المأساوي الذي يعيش فيه اليوم. ولكن من يملك الشجاعة, من قادة العراق الجديد, ليقول للعميل مسعود البرزاني"على عينك حاجب" دون أن يُتّهم بالعداء للسامية, عفوا أقصد للكردية. [email protected] المصدر: بريد الفجرنيوز